الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تحتفل كندا بمنجزات العرق الأسود على مدار شهر فبراير(شباط) كل عام

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2022 / 2 / 2
حقوق الانسان


تاريخ بالأبيض والأسود... شهر الاحتفال بما أنجزه العرق الأسود في كندا
على مدار شهر شباط تقام الاحتفالات والأمسيات الأدبية للاحتفاء بالكتّاب السود
هنا بعض ملامح تجربة الكتاب السود في كندا وامريكا، وأفكار حول إشكالية النقد الأسود، والقارئ الأبيض. من كتاب بعنوان: ماذا على النقد الأسود أن يفعل؟
هذا الفصل من الكتاب تأخذنا إلى بيوت الكتّاب السود، على مائدة المطبخ أو في المكتب تفتح أوراق الذاكرة والكتابة والثقافة والتجربة. في حوار مع الروائية توني موريسون الحائزة على نوبل، تتحدث تحديداً عن نظرتها إلى ذكورية المجتمع والرجل الأسود بشكل خاص، وما تحمله بعض شخصيات روايتها "المحبوب" وتبدي موريسون انزعاجها من النظرة التي يأخذها القراء عنها، في أنها "تكره الرجال السود" فتقول: حين كنت أقرأ مرة، قال لي أستاذ جامعي "أنا أقول لجميع طلابي، بأنك تحبين الرجال السود"
فتجيب موريسون: طبعا أحبهم... بل إنهم أجمل المخلوقات على وجه الأرض والجميع يحبهم"

وفي موقع آخر تشير الكاتبة الى: أنه غريب ومزعج، النظرة الشائعة عن السود بأنهم الأكثر عنفًا. فتجيب موريسون: "نعم، لقد تم تصنيفنا بالأشرار والمجرمين، في الوقت الذي كنا نحن الذين نهرب ونحاول أن نحمي أنفسنا من التعرض للعنف. عندما كنت صغيرة، كنا نهرب من وجه أي طفل أبيض. كان هذا هو الحال الإعتيادي"
وتضيف الكاتبة: أغلب النساء كن يرغبن في إرسال أولادهن الشباب إلى الحرب، التي تعتبر
أكثر أماناً من البقاء عرضة للحرب الأهلية..."


أما الروائي الكندي أوستن كلارك فيأخذنا إلى إشكالية التصنيف الجغرافي والإبداع، هل يصح أن تكون الكتابة مصنفة تبعاً إلى البلد الأم، أم إلى البلد الذي يقيم فيه الكاتب وتجري فيه أحداث الرواية ومنعطفاتها؟ يشدد أوستن على أن روايته "المجرفة المصقولة " يعتبرها رواية كندية وليست تابعة لمكان ولادته "جزر البربادوس".. والكاتب، بحسب رأيه يصبح ابن المكان الذي يعيش فيه ويمارس تقاليده وثقافته"
حورارت عديدة تتغلغل في تفاصيل الحياة وتفتح أمام القارئ أبواب جديدة ممتعة ومؤلمة وغنية بالتفاصيل...نعود إليها لاحقا.
Austin Clarke:
أوستن كلارك، روائي كندي حاز على جوائز كندية مهمة ومنها جائز غيلر لعام 2013، وتوفي عام 2016 وله من العمر 81. مواليد جزر البربيدوس.

.
أما وقبل أن تصبح هذه الاحتفالات مناسبة تكريم سنوية في كندا، كان هناك من دفعوا الثمن لتحرير الإنسان من العبودية ونذكر السيدة التي اشتهرت بلقب أم حركات التحرر المدني في شمال امريكا.
نتوقف أمام تلك الشخصية التي قلبت معادلة التفرقة والعنصرية إلى حالة أكثر رفقاً، في القانون وفي الشارع العام والمواصلات العامة.


من هي روزا باركس؟

روزا باركس، السيدة السوداء، الخياطة العاملة التي أصبحت أيقونة كبيرة في ميدان الحقوق المدنية، توفيت عن عمر 92 سنة في مدينة ديترويت الأمريكية يوم الاثنين المصادف 24 أكتوبر 2005.
خلفت السيدة باركس مقعدا رمزياً هائلاً شاغراً لابنائها الكثر في الأرض وهي الملقبة بـ "أم حركات الحقوق المدنية". رحلت روزا باركس التي ألهمت ودفعت الشاعرة الأمريكية اللامعة" ريتا دوف" للبحث في أرشيفها وكتابة حكايتها في مجموعة شعرية بعنوان "في الباص مع روزا باركس".

روزا باركس، القضية التي تبناها القس مارتن لوثر كينغ كانت سببا مباشرا للتسريع في العمل على عريضة الحقوق المدنية التي حققت انتصاراً على الظلم والعسف والاضطهاد ورفعت عالياً صوت الحرية والكرامة للجميع.


كيف تحولت حياة هذه المرأة الخجولة إلى أسطورة ورمزاً للكرامة والمساواة والعدالة؟
- كان ذلك في في الاول من اكتوبر 1955، كانت روزا الخياطة جالسة في مقعدها في الباص. وكان هناك رجل أبيض واقف بدون مقعد، فطلب السائق منها أن تنتقل إلى آخر الباص، كي يجلس الرجل الأبيض. طفح ألمها ورفضت أن تترك مقعدها. وحين هددها السائق بالبوليس والعقوبة، بقيت مصرة على رأيها. وأصبحت قضية كبيرة قاطع السود على أثرها جميع وسائل النقل لاكثر من ( 381 ) يوم. تعرضت روزا باركس للسجن والمعاملة السيئة ودفعت غرامة قدرها ( 10 دولار) في ذلك الحين. لكنها كانت شرارة التغيير والقضاء على مظاهر الفصل العنصري.
اشتغلت مع زوجها في مناصرة حقوق السود وكان لحضورها أثره الكبير في بعث القوة في روح الشباب والرجال والنساء السود. يقول مارتن لوثر كينغ في قضيتها: لا أحد يستطيع أن يفهم حركة روزا باركس هذه ، إلا إذا أدرك أن الكأس كان قد طفح والشخصية الانسانية راحت تصرخ للتعبير عن نفسها "لم أستطع أن أتحمل أكثر" . كان رفضها تصرفاً فردياً شخصياً ورغبة لانهائية في الكرامة والحرية ...
كانت ناشطة معروفة في جميع أوساط الصغار والشباب والكبار. و في حوار صحفي معها قالت: لم تكن قد خططت لذلك الحدث... وإن وسوء المعاملة لم يكن محصوراً في تلك الواقعة التي حصلت في الباص، في مدينة مونتغمري...
وكانت تبتسم روزا حين يفاجأها الأطفال بالسؤال: هل عشتِ زمن العبودية؟ هل تعرفين هرّيـت توبمان...؟!

نعرف الكثير عن مارتن لوثر كينغ وخطابه المشهور"عندي حلم" لكننا قلما نعرف عمن كان وراء ذلك الحلم من نسوة وصلت جرأتهن حد الأسطورة.
كما ونعرف أن ذلك حصل منذ نصف قرن تقريباً وفي بلد اعترف واعتذر عن عنصريته السالفة، ولا يفوتنا أن نلحظ بأن التفرقة الجنسية وحتى يومنا هذا ما تزال قائمة في بعض الدول العربية الإسلامية الشرق أوسطية كـ- ايران /باكستان/افغانستان...، حيث يفرض على المرأة/الفتاة الجلوس في القسم الخلفي من الباص، أو الجلوس في قسم "الحريم" المفصول عن قسم الرجال، وقد يكون من الأفضل عدم مغادرتها البيت على الإطلاق. كما حصل مع الشابة التي حازت على جائزة نوبل للسلام، الافغانية ملالا يوسافي التي حاول تنظيم طالبان حرق وجهها بماء النار حين أصرت على التحدي والذهاب إلى المدرسة بالضد من تويجهات الجماعة المتشددة.

الحركات النضالية الثورية لا تحدث بالشعارات والبيانات والخطابات الرنانة، بل بالافعال التي تقلب الخريطة والوعي الفردي والمجتمعي.


جاكلين سلام، شاعرة وكاتبة ومترجمة سورية كندية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر


.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود




.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023


.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة




.. تفاعلكم الحلقة كاملة | عنف واعتقالات في مظاهرات طلابية في أم