الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأمراض النفسية والرقية الشرعية

العفيفي فيصل

2022 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


احد الرقاة (من المملكة العربية السعودية) وبعد عدة سنوات من ممارسة العلاج بالرقية ووقوفه على عدد من الحالات الغريبة، انتهى يوما الى بحث اكاديمي في طب النفس يتناول موضوع نوبات الصرع الناجمة عن انفجار عنيف لمكبوتات قديمة (تسمى علميا بعُصاب ما بعد الإصابة)، ولاحظ أن أصحابها لهم نفس سلوكات مرضاه (القلق والتوتر والكرب بلا سبب واضح، الوسواس، الأرق، العزلة وعدم القدرة على التعامل مع الناس إيجابيا فتجده سريع الغضب والانفعال والعدوانية لأتفه الأسباب، الاحتقان ...الخ)، وأثناء العلاج تظهر عليه أيضا نفس أعراض العلاج بالرقية (فقدان الوعي الجزئي، التحديق في الفضاء، التشنج العضلي، كثرة حركة اليدين، تغير نبرة الصوت والكلام غير المفهوم ...الخ)، عندها أدرك هذا الراقي أن المريض يُخرِج مكبوتاته النفسية العميقة باجترارها في شكل سلوكات جسدية في حالة وجود المؤثر الذي هو يؤمن به وبعد تنفيسها يشعر بالراحة (الشفاء)، ثم بعد زمن تعود له أعراض مرضه من جديد فيعود باحثا عن ذلك المؤثر (الراقي عند المسلمين والكاهن عن المسيحيين)، عندئذ قرر الراقي القيام بتجربة وعلى إثرها سيتخذ قراره، قام بالقراءة على كل مريض زاره مقالة من جرائد كانت عنده ولكن بنفس طريقة ترتيل القران فكانت المفاجأة إذ لاحظ نفس التجاوب وكأنه يرقيهم بالقرآن، عندها فَهِم لماذا يحدث نفس الشيء أيضا في المسيحية باسم المسيح وهكذا !!، المهم هذا الراقي أنشأ جمعية لإرشاد الناس وتوعيتهم حتى لا يقعوا فريسة بيد الدجالين ولتحسيسهم على ضرورة التوجه لأطباء النفس والأمراض العصبية وأن هذا ليس عيبا (في مجتمعنا يعتبر من التابوهات حيث يُنعت من يعالج عند الطبيب النفساني او طبيب الأعصاب بالمعقد والمختل عقليا ولهذا يفضلون دكاكين وبيوت الرقاة). أما إذا عدنا للقرآن الكريم، فقوله تعالى" وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ" يعتبر لغة من المجاز الذي يشير الى اتخاذ أيوب مثلا وأسوة في الصبر على أذى قومه والالتجاء إلى الله في كشف الضر (لا سلطان للشيطان على عباد الله المخلصين)، وقوله تعالى أيضا "لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" كذلك من المجاز وهو خطاب مشهور في لسان العرب، وقد أشار إلى هذا بعض علماء التفسير كالزمخشري في الكشاف، ويبقى من العجب أمر الذين اتخذوا مثل هذه النصوص الدينية برهانا على ما لا برهان عليه نصا وعقلا وعلما وهم سواء عمدا أو من غير تعمد يزيدون المريض مرضا، ويزرعون أكثر في المجتمع ثقافة الجهل والدجل والابتعاد عن العلم الحقيقي، كما يشوهون صورة الدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية