الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسف - 6

طلعت خيري

2022 / 2 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الر- حروف لا معنى لها ولكن تشير بعض من دلائلها على أرشفة السور وخاصة التي نزلت في مكة بشكل كامل منها - يونس وهود ويوسف - (الر) تلك آيات الكتاب المبين – المبين على الكتاب وليس على الآيات -- -- أنا أنزلناه قرائنا عربيا – أنزلناه لا تعني النزول من السماء على النبي - إنما جعل الله احد منازل القران ان يكون عربيا أي باللسان العربي وليس باللغة العربية – ولو انزل الله القران باللغة العربية فلا حجة على الذين يتكلمون اللغات الأخرى كالسريانية أو الآرامية أو الفارسية لان القران لم ينزل بلغتهم - فمنزلة للسان العربي هي حجة بالغة على الذين يتكلمون السريانية أو الآرامية أو الفارسية فيما بينهم - وفي نفس الوقت هم يعقلون اللسان العربي أي يفهمون اللسان العربي - لعلكم تعقلون – الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ{1} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{2} – وهذا دليل على ان اللغة لا علاقة لها بالدين - وان جميع الرسل نصحوا الشعوب باللسان وليس باللغة --{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4

نحن نقص عليك يا محمد أحسن القصص – أحسن القصص لا تعني أحسن قصص القران -- إنما هنالك قصص وروايات مختلفة تناقلتها الشعوب تروي ما جرى بين يوسف وأخونه – فما نقصه عليك هو أحسن من تلك القصص المنقولة وأصدقها - بما أوحينا إليك هذا القران- بوحي هذا القران - وان كنت من قبله – من قبل القران - لمن الغافلين – فأنت يا محمد والغافلين بعيدين عن حقيقة القصة

الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ{1} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ{2} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ{3}

يعتبر يوسف ثاني نبي بعد ابرأهيم حسب التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء –ظهرت دعوته تاريخيا بين رسالتين رسالة شعيب في مدين ورسالة موسى في قوم فرعون والدليل على ذلك - قول الرجل المؤمن من قوم فرعون الذي كتم إيمانه -- {وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ – اذ قال يوسف لأبيه يعقوب يا أبت إني رأيت – رأيت اي رؤيا في المنام احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين – بعض المفسرين – قالوا - ان الأحد عشر كوكبا هم إخوة يوسف والشمس والقمر هم أبويه – ليس لهم دليل بما يقولون بالنسبة لعدد أخوة يوسف – نصح يعقوب ابنه – قائلا --يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للإنسان عدو مبين – وكذلك يجتبيك ربك - يختارك ربك - ويعلمك من تأويل الأحاديث – التأويل ليس من الوحي - إنما هو تفسير لرؤيا المنام وهبها الله ليوسف كدليل على نبوته – تأويل الأحاديث – يعطي تفسيرا لما يحدث للشخص في المنام فيتحدث به - ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ان ربك عليم حكيم

إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ{4} قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ{5} وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{6}

لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين بمعنى هنالك جهة عقائدية تتساءل عن حقيقة ما جرى بين يوسف وإخوته – ففي غياب يوسف عن إخوته- قالوا – إذا قالوا ليوسف وأخوه أحب الى أبينا منا ونحن عصبة أي مجموعه متماسكة ان أبانا لفي ضلال مبين – طرح الشيطان وهو احد إخوة يوسف عليهم حلا – قال فيه -- اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا – اطرحوه أرضا تعني تغيبه جسديا كدفنه حيا - يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين – ما هو الإصلاح الذي يأتي من وراء جريمة قتل - هكذا هي دواعي الشيطان في التحريض ارتكاب الجريمة -- هذا ما حذر منه يعقوب ابنه يوسف من قبل - عندما قال له - ان الشيطان للإنسان عدو مبين – اقترح احد إخوة يوسف- قائلا - لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب – غيابة أي جوف البئر الذي يغيب فيه النظر - فلا يرى أحدا ليستنجد به - ولا يراه احد ليسعفه - الجب هو بئر يصل عمقه تقريبا من ستة أمتار الى خمسة عشر مترا يحفر يدويا للوصول الى المياه السطحية – والبعض منها جيولوجية التكوين -القوه لا تعني ارموه رميا في الجب إنما انزلوه الى قاع الجب -- يلتقطه بعض السيارة بعض القوافل التي تسير في الصحراء وتستقر عنده للتزود بالماء - ان كنتم فاعلين

لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ{7} إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{8} اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ{9} قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ{10}

قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا أي لا تثق بنا على يوسف وإنا له لناصحون – أرسله معنا غدا يرتع يسترح ويلعب وأنا له لحافظون – قال إني ليحزني ان تذهبوا به وأخاف ان يأكله الذئب وانتم عنه غافلون – قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة مجموعة متماسكة إنا إذن لخاسرون – فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بآمرهم هذا لتخبرنهم بما فعلوه بك وهم لا يشعرون – لا يشعرون لا يعلمون –كيف يسيًّر الله الأحداث في الخفاء حتى يمكنك منهم -- وجاءوا أباهم عشاء يبكون قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين – وجاءوا على قميصه جاؤوا بمعنى وضعوا على قميصه دم كذب – ولما رأى يعقوب ان القميص لم يمزق نتيجة لافتراس الذئب علم أنها مؤامرة - فقال - بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبرا جميل والله المستعان على ما تصفون --

قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ{11} أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{12} قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ{13} قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ{14} فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ{15} وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ{16} قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ{17} وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ{18}

وجاءت سيارة – سيارة مجموعة من الناس يسرون في قافلة – فأرسلوا ورادهم الشخص المكلف بإحضار الماء فأدلى دلوه أي انزل دلوه في الجب الذي فيه يوسف – فقال يا بشرى هذا غلام – وأسروه بضاعة - أي تشاورا فيما بينهم سرا على انه بضاعة – ثم بيع سرا لمجموعة أخرى – والله عليم بما يعملون - وشروه – أي تشارك في شرائه عدد من الأشخاص – وشروه بثمن بخص أي رخيص دارهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين – الزاهدين – المكتفين عن حاجته هذا من جهة – ومن جهة أخرى المتشاركون فيه ليس لديهم غير تلك الدراهم المعدودة - لذا كان ثمنه بخسا

وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ{19} وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ{20}








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي