الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على أي علم يتباكون ؟

كوردة أمين

2006 / 9 / 4
القضية الكردية


ما أن أعلن الرئيس مسعود البارزاني قراره الشجاع برفع علم كوردستان على المؤسسات والدوائر الرسمية في إقليم كوردستان وانزال علم البعث منها , حتى انبرى وكالعادة فرسان العروبة داخل العراق وفي أرجاء المعمورة , وهم يزبدون ويرعدون , ممتطين صهوة جيادهم العربية الاصيلة , ممتشقين سيوفهم البتارة , للتصدي لهذا القرار والتهجم على الكورد ونعتهم بمختلف الأوصاف التي لم تعد غريبة على أسماعنا , كالانفصاليين والخونة والعملاء والصهاينة .
فأي علم هذا الذي يتباكون عليه هؤلاء ؟ وما الذي يرمز اليه حتى يتكالبون على تمجيده , والتمسك به الى هذا الحد ؟ وهو الراية التي رفعها الطاغية صدام وجيشه العقائدي المغوار ليرتكب تحت ظلها أبشع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية ضد شعب كوردستان , فقتل وشرد ودمر وأنفل وأحرق بالاسلحة الكيمياوية كل مظهر من مظاهر الحياة على أرضها , وليت الأمر إقتصر على ذلك فحسب , فقد اقترف الطاغية تحت هذه الراية ذاتها جرائم وحشية ضد العرب الشيعة في الوسط والجنوب أثناء الانتفاضة الباسلة عام 1991 , حيث قدرت أعداد الضحايا بأكثر من ثلاثمائة ألف من المدنيين العزل ممن فقدوا أو قتلوا ودفنوا في مقابر جماعية .
فهل يتصور هؤلاء بأن ذاكرتنا معطوبة الى هذا الحد لكي ننسى كل هذه الأهوال التي أصابت شعب كوردستان عندما كان هذا العلم المشؤوم يرفرف على الدبابات والطائرات وهي تجتاح مدننا وقرانا وتقصفنا بكل أنواع الاسلحة الفتاكة والمحرمة وتقضي على البشر والحجر وتحرق الأخضر واليابس ؟
فبأي حق يريدون اليوم رفع علمهم هذا داخل كوردستان ولم تجف بعد دماء الضحايا والشهداء ؟
ماذا يمكن أن نسمي تصريحات عضو البرلمان العراقي , البعثي المعروف صالح المطلق وما فيه من تهديد صريح بإبادة الكورد , حينما شبه حالة حزب البعث باليد المكسورة والتي سوف تجبر قريبا , وإن ما تم أخذه بالقوة يسترجع بالقوة , في إشارة واضحة منه الى إن الكورد أخذوا حقوقهم وفدراليتهم بالقوة , وسوف تنتزع منهم هذه الحقوق بقوة الجيش حينما تسنح الفرصة ويتحقق الحلم بعودة حزب البعث الدموي الى سدة الحكم من جديد !!.
وعلى نفس المنوال جاءت تخرصات ما يسمى بهيئة علماء المسلمين , وعنتريات حسن الفلوجي عضو البرلمان العراقي عن جبهة التوافق .
أما الفضائيات العربية فحدث ولا حرج ... حيث سارعت بدورها بنشر هذا الخبر وخصصت له برامج للنقاش والحوار , مستضيفة عددا من القومجيين والمنظرين العرب الذين لا تمر مناسبة إلا وأدلوا بدلوهم فيها !
ومن هذه الفضائيات قناة المستقلة التي استضافت وعلى عجل ثلاثة من فرسان العرب الدونكيشوتيين ! على رأسهم العنصري والطائفي , الخراط هارون محمد , والسيد سرمد عبد الكريم , الضابط السابق في الجيش العراقي الباسل وصاحب دكان ما يسمى بوكالة الاخبار العراقية حاليا , ومعهم السيد نبيل الجنابي , الملكي الأردني لحد النخاع , وكالعادة أيضا لم يقصر هؤلاء السادة في الاشادة بعلم سيدهم المقبورباعتباره يمثل عروبة العراق وعزته , وصاروا يرددون نفس الكليشة المملة وهي : إن الأكراد يسعون الى الانفصال عن العراق , حينها تعالى صوت هارون العرب , والزبد يتطاير من فمه , والشرر من عينيه , قائلا :
(( فلينفصل الاكراد عن العراق ومبروك عليهم , ولكن ليعلموا أن لهم الحق فقط في محافظاتهم الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك , أما كركوك فاذا حاولوا ضمها الى اقليمهم فأن العرب والتركمان سيأخذونها من عيونهم )) .
قال جملته الأخيرة وهو يلوح باصبعيه الأثنين بحركة حماسية مضحكة !
أما الضيف الثاني والذي كاد أن ينفجر وطنية وعروبة , وأقصد السيد سرمد عبد الكريم , فكان يصرخ على طول الخط بأن هذا العلم يمثل شرف العراق الذي هو جزء من الأمة العربية , وإن ألوانه هي من ألوان أعلام الدول العربية الاخرى مثل مصر وسوريا , وهاجم العلم الذي تم اقتراحه سابقا كبديل للعلم الحالي , واصفا إياه بأنه يحمل لون علم اسرائيل ويرمز الى شعارها , واللون الاصفر فيه يرمز الى دولة كوردستان !.
حسنا ... لقد سمعنا هذا الكلام سابقا ألف مرة وفهمناه والله !!
ولكن الذي لم نفهمه هو اذا كان هذا العلم يرمز الى عروبتكم وأمجادكم وملاحمكم التاريخية وتفننكم في قتل الكورد وإبادتهم فلماذا علينا نحن الكورد أن ننحني إجلالا له ونرفعه على أرضنا ؟
لماذا لا تأخذون علمكم وترفعوه بعيدا عنا ؟ فليس فينا من تسره رؤية خرقتكم البالية هذه الملوثة بدماء ضحايانا .
هل نقولها لكم بصراحة ؟
لكم علمكم ولنا علمنا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع