الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ما بين وراثة العاقل وميراث الغير..!

عدلي جندي

2022 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما تنظر للعالم بعيون السلف لن تستسيغ الفكر الحر خاصة إذا تخيلت أن ثوابت الزمكان من عادات وتقاليد وأدوات وتهيؤات هي أوامر قوى عليا سمها ما تشاء بحسب إيمانك أو موروثك العقائدي ...
ستمارس الحرية وكأنها إنفلات وهمجية فتحولت إنتفاضات الشعوب العربية ضد حكامها وإستغلها الإسلاميون فرصة للتأديب ..تأديب كل من لا ينتمي إلي أهدافها السلطوية المتفردة والمنغلقة بحسب ما ورثته عن قياداتها وثقافتها الموروثة و المتحجرة
نفس الممارسات اليوم تتم بدعوي الحفاظ علي ثوابت وقداسة المجتمع ضد كل من يمارس ولو قدر بسيط من التحرر والحرية في النقد أو الفن أو الزي في المجتمعات الإسلاموية لا يهم الإسلامويون الدفاع عن أطفال الشوارع أو بحث حلول في مشاكل الهجرات العشوائية أو محاربة السخرة التي يمارسها المجتمع بحق الصغار في إكراههم علي العمل أو زواج الأناث في عمر صغير وخلاف من مشاكل جمة تعانيها المرأة والمختلف وغير ...
دون عقد مكتوب أو عقل متفتح منفتح باحث قلق شغوف ورثت الغالبية ممن ينتمون إلي أمة التوحيد ترهات وأكاذيب وعنعنات وأقوال وحواديت وأفعال سلفهم الديني...
لم يجدد أحد من الورثة في مكونات الميراث ولا حتي في طرق التوريث .. صار ثبات الورث علي من يدعي إنتمائه العرقي لفرع من فروع الورثة
(ملك المغرب والأردن وكل من يبرر قداسته بالإنتماء إلي شجرة عائلة الرسالة وكأنه ورث وليست رسالة للعالمين والقطيع من وراء يردد آميين...!)..
أو كل من يحفظ بعض من السور والآيات والحواديث وتفاسير السلف وعنعنات كتبة الحديث يتصرف وكأنه الوارث الشرعي والمتحدث الوحيد نيابة عن الموروث عنه سيان رسول أو ناقل حديث أو منتسب لشجرة عائلة الرياسة ( =الرسالة ).....!
لذا
تهالك الورث وتقطعت أوصاله ولم يعد ملائما لمعطيات ومتغيرات الزمن..بل من يحاول أو حاول تعديل مسار ذلك الفكر الماضوي العتيق دون إنتسابه إلي إسم من أورثه نال ما لايصدقه عاقل أوعقل من الفظائع المكتوبة عبر الميديا ..بل وربما دفع ثمنا باهظ بإغتياله جسديا مثل الدكتور فرج فودة أو السجن ..... أو أقل ما يمكن من الأذية كالترهيب والوعيد والقطع ومنع نشر كتاباته أو محاكمته مثل الكاتب والباحث الراحل الأستاذ سيد القمني ولولا الخوف من السلطة الحاكمة فقط لكانوا نصبوا المشانق والمحارق في كل زاوية وحارة والدليل ما يرددونه بالدعاء علي هلاك المختلف وتيتيم أطفاله وعوائله علانية حتي في صلاتهم وجوامعهم في الصباح الباكر وبأصوات جهورية مزعجة دون وازع من ضمير إنساني أو خشية من الإتهام بالوحشية واللانسانية ...
أمة ميراثها الغزو والسبي والنحر وإغتصاب الحقوق ونكح نساء المختلف دون وازع من ضمير كحق موروث فقط(راجع جرائم الدواعش مماثلة لجرائم غزو الأمم من الشام وحتي دول شمال أفريقيا ) بل وإقتسام موارده وثروته ومصادرة حريته الدينية والشخصية أيا من كان ..أمة ذلك ميراثها وتلك حواديت موروثها ... تصر وتدافع بإستماتة عن هكذا إرث إجرامي ... تتفاخر بهكذا إرث إجرامي لتصف نفسها ب خير الأمم رغم تخلفها الحضاري والثقافي الإجتماعي عن مسار غالبية الأمم الإنسانية حقوقيا وتكنولوجيا وتشريعيا وتصر إصرارا عجيبا علي صحة ممارسات تكرار و أقوال وحواديت وتفاسير كل ما سبق من إجرام وتخلف بدعوي وراثتهم شرع الله ومسئوليتهم علي تطبيقه ...وراثة وهمية دون عقد مكتوب أو عقل عاقل متفتح و منفتح يعمل على تصحيح مسار ذلك الفكر الإرهابي الموروث والموَرث بالإرهاب ولا يزال يمارس ما مارسته جحافل الغزاة من لف ودوران حول تطبيق شرع وفرض ميراثه الإجرامي تحت مزاعم إلهية ...
ختاما يقول جو برنارد شو:
الغير العاقل هو الذي يعرقل التطور البشري ويصر أن يتكيف العالم مع أفكاره وأسالبيه ف الحياة لا أن يتكيف هو مع باقي العالم .

روابط:
https://youtu.be/cT-jF3MaqAIhttps://youtu.be/ijdolKeVMTY
https://youtu.be/ijdolKeVMTY
https://youtu.be/l8uf8cKp4zw








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرام
نيسان سمو الهوزي ( 2022 / 2 / 14 - 08:31 )
سيدي الكريم وسوف لا يخرجوا من ذلك المستنقع وسيستمر التوسيخ إن لم يتحرروا من كلمة الحلال والحرام !
عندما يدركوا بعدم وجود الحرام حينها سيكون امل لهم !
تحية طيبة


2 - الثوابت
عدلي جندي ( 2022 / 2 / 14 - 17:52 )
أخي نيسان
شكرا مرورك الكريم
كيف لهم أن يتخلصوا من الكلام واللف والدوران علي المواضيع والممارسات الشخصية وربما تكون هايفة ولا تضرهم أو تفيدهم في شئ ولكن يرونها من أهم الثوابت
ليس لديهم مشروع فكري أو تقني أو فلسفي يشغلهم أو يدور بعقولهم سوي التصدي وبحماس منقطع النظير للحرام والحلال وهم نفسهم يعترفون بإبطال ثوابت إلههم في كتابهم مثل المؤلفة قلوبهم بل وآيات قاتلوهم حتي يكون الدين لله ورسوله وأموالهم ونسائهم و.... ألخ ألخ
تحياتي


3 - تركيبه المصرى
على سالم ( 2022 / 2 / 15 - 01:48 )
استاذ عدلى , انا حائر فى تركيبه الشخصيه المصريه البائسه على مر السنيين , المصريين فى مصر وفى خارج مصر غير اسوياء حاقدين ومرضى ويتميزوابالحسد والغل والكراهيه والمراره لبعضهم البعض , حدث فى السعوديه ان طعن مصرى يعمل هناك مصرى اخر ويعمل فى مكان اخر كان بينهم سوء تفاهم ومشاكل وتم قتل المصرى بطعنات السكين الغادره, تم القبض على المصرى القاتل وتم حبسه وتقديمه الى المحاكمه العاجله , حكم القاضى السعودى على القاتل بالاعدام شنقا , وبالفعل تم تنفيذ الحكم اليوم والغريب ان القاتل والقتيل مسلمين , اسأل نفسى كثيرا لماذ المصرى يكره اخيه المصرى ويعتبره عدوه اللدود , شئ محير فى تفسير التركيبه المصريه العوراء


4 - أخي علي
عدلي جندي ( 2022 / 2 / 15 - 18:26 )
شكرا مرورك وتواصلك
خبر محزن ليس لمجرد أن القاتل والقتيل مصريين ولكن لأن القتل لا يحل خلاف ولا يبني شخصية سوية ولا يمكن إعتباره طريق أو وسيلة للدفاع أو لإرضاء حتي الشيطان
من ناحية تشرذم وتعصب الجاليات المصرية في دول المهجر كانت لي تجربة في بداية ظهور وباء الكورونا فقد سجل أحدهم إسمي في تجمع يدعى الجاليه المصرية ب ... و توالت البيانات والأراء علي تليفوني وكانت البداية كُفر.... دعاء مش عارف سورة إيه ومين قال أنها تحمي من يرددها من الأصابة والمرض... وإتهام غالبية المشاركين أن الوباء غضب من الله ومؤامرة من .... وعندما كتبت أنبههم أن تجمعهم يدعي المصرين بالخارج ولا يدعي بالمسلمين المؤمنين بالخارج وشرحت لهم الفرق وتاريخ الأوبئة خاصة الإنفلونزا الأسبانية ولكن كان إصرارهم عجيب علي النزوح نحو نظريات المؤامرة وفائدة ترديد خرافاتهم وأصريت علي موقفي بمنع كل تلك التخاريف ومن يمتلك معلومة موثقة صحيحة يتفضل يزيدنا بها وتذمر القطيع وكال لي كل الإتهامات والتهديد ولم أصمت وكان ردهم بالحرمان من الكتابة وغير من هيافاتهم بالتهديد والتكفير
للأسف تقريبا هناك شئ ما بيلخبط النفوس من داخل النفوس

اخر الافلام

.. آلاف اليهود يؤدون صلوات تلمودية عند حائط البراق في عيد الفصح


.. الطفلة المعجزة -صابرين الروح- تلتحق بعائلتها التي قتلها القص




.. تأهب أمني لقوات الاحتلال في مدينة القدس بسبب إحياء اليهود لع


.. بعد دعوة الناطق العسكري باسم -حماس- للتصعيد في الأردن.. جماع




.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن