الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بس متقولش دكتور!

زياد النجار

2022 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كما هو متوقع بعد وفاة الدكتور سيد القمني أهم أعمدة التنوير والفكر الحر في مصر في السنوات الأخيرة، خرجت علينا جماعات الإسلام السياسي ومن علي شاكلتهم بمسبّات وشتائم وتكفير للمفكر المرحوم بإذن الله وتلامذته وتقرير لمصيره في الملكوت الأعلى، الذي من المفترض أنه لا يعلمه إلا الله، وشمتوا أشد شماتة في موته، معتبرين ما حدث له عقاباً سماوياً علي ما اقترفه في حق الله ودينه من استهزاء وسخرية وتشكيك..
وبدئوا في تداول فيديوهات ومقطتفات من كتب الدكتور تثبت ادعائهم بردته، وأحد الإسلاميين المؤثرين علي السوشيال ميديا، قام بإثارة موضوعٍ بشأن لقب "دكتور" الذي اعتدنا علي ذكره عند الحديث عن القمني، حيث ينكر عليه هذا اللقب ويقول فيه أنه اشتراه ببضعة دولارات، بحيث أن شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع الديني التي يدعي سيد القمني أنه حصل عليها من جامعة كاليفورنيا الجنوبية الأمريكية، هي شهادة مزورة مقابل حفنة من الدولارات من قِبل عائلة أمريكية تتم محاكمتها بالتزوير(https://www.youtube.com/watch?v=CsuEzYUEAWE&t=171s )، مستغلاً الكره السائد للفكر الآخر والمفكرين، وبلع متابعيه للمعلومات دون أن يكلف أحدٌ منهم نفسه بالتأكد من هذه المعلومات ومصدرها.
في الواقع إنّ هذا الموضوع ليس بجديد، ولا هذا الإسلامي يعتبر أول فاتحيه، حيث بدأ في شهر 8 عام 2009م، حينما نشر موقع المصريون مقالاً يتهم به القمني بأنه اشتري شهادة الدكتوراه المقدمة من جامعة جنوب كاليفورنيا القائمة علي المراسلة التي يملكها بعد تأكد رجال الموقع في أمريكا، ثم عدلوا اسم الجامعة لاحقاً وقالوا بأنها جامعة كاليفورنيا الجنوبية، نظراً لأنه لا توجد جامعة تُدعي "جنوب كاليفورنيا"، مدللين بضعف مستواها الأكاديمي حيث وصفوها بأنها جامعة تحت السلم، أي أن الخلاف كان علي اسم الجامعة، وليس وجودها من عدمه كما قال البِعيد الاخوانجي.
وانا أشك في معرفتهم بهذه الجامعة وتاريخها العريق(https://en.wikipedia.org/wiki/University_of_Southern_California )، بل ويكفي مجرد كونها جامعة أمريكية يُتبع فيها نظاماً تعليمياً أمريكياً، ولا تخضع لأنظمتنا التعليمية العقيمة، أي أنها لا تُقارن بتاتاً بأي جامعة محلية عندنا، وإذا كانت في أمريكا جامعات بير سلم، فنحن جامعاتنا تحت الأرض، ورغم ذلك هذه الجامعة التي تمتاز بمعدل القبول القليل جداً، أي أنه ليس من السهل الالتحاق بها، وقد قامت بإخراج قامات علمية رفيعة، أمثال: نيل آرمسترونغ، رائد الفضاء العالمي الشهير، والذي يُعد أول إنسان يمشي علي سطح القمر(https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%8A%D9%84_%D8%A2%D8%B1%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%BA )، وغرانت إيماهارا ، مهندس الكهرباء الأمريكي ومصمم الروبوتات الشهير(https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%AA_%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A7 ).
المهم أن الدكتور سيد رد بنفسه علي هذه الاتهامات بالتزوير في مقال نشره في جريدة المصري اليوم تحت عنوان "رداً علي التشكيك في رحلتي العلمية"(https://www.almasryalyoum.com/news/details/61168 )، وناقش كل ما اثير حول هذا الموضوع، وسرد مسيرته العلمية بداية من تخرجه من من آداب عين شمس قسم الفلسفة، وسفره للخليج ليعمل معلماً للفلسفة في المرحلة الثانوية، حتي اقتراح أحد اساتذته عليه مندوباً عن جامعة جنوب كاليفورنيا/الأقسام العربية بالمراسلة عبر مكاتب الخدمات الطلابية، أن يقدم أوراقه إليها ليتم حصوله علي شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع الديني.
وإذا كان الدكتور القمني قد ابتاع هذه الشهادة، فالسؤال هنا لما أنفق كل هذا الوقت والجهد البحثي والسنوات والسعي بالعلم وفي سبيل العلم، وقطع مئات الأميال من أجل الالتقاء بأساتذة يحاورهم ويُحاوروه، وينهل من علمهم ما تجلي في كتبه ودراساته المبصرة بواقعنا الشاعرة بمدي بؤسه وألمه، الراغبة في غدٍ أفضل بدون خرافات ولا إرهاب ولا مجموعة من العمم تعطي لنفسها الحق في التكفير وتتنبؤ بمصائر الخلق، التي هي وظيفة خالقهم، وتحرّم الفنون، وتنزه نفسها عن النقد، وتقفل علي العقول بالضبة والمفتاح!
وإذا كان القمني اشتري ورقة مختومة بختم الدكتوراه لا قيمة لها، لما أمضي سنوات في الحصول في علي درجات علمية تؤهله للحصول علي الدكتوراه من الجامعات العربية، ولما خاض أربع سنوات أخري في كدٍ مع أساتذة مرموقين لإعداد رسالة تُناقش العقيدة الدينية في الحضارة المصرية القديمة، وعلاقتها بالأحداث الاجتماعية، وهي تُباع في المكتبات تحت عنوان "أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة".
أما عن عائلة فاولر المعروفة بتزوير الشهادات الجامعية، التي يدعي الاسلامجي أنها المعنية بتزوير شهادة > سيد عليه رحمة الله، فأنا استخدمت كل عناوين البحث الممكنة بالإنجليزية والعربية في google، ولم أجد أي معلومة عن هذه العائلة المحتالة المزعومة لا من قريب ولا من بعيد! وأصلاً لا يمت اسمهم بصلة لجامعة جنوب كاليفورنيا، ولكن جامعة كاليفورنيا الرئيسية لا الشمالية ولا الجنوبية في لوس أنجلوس تملك متحفً يُطلق عليه >(https://en.wikipedia.org/wiki/Fowler_Museum_at_UCLA )، نسبةً إلي <<مؤسسة فاولر-fowler foundation>>(https://jefmf.org/ )، التابعة إلي <<فرانسيس استيوارت فاولر جونيور-jr francies E.fowler >>، وهو مؤسس شركات وجامع تحف فنية أمريكي(https://prabook.com/web/francis_e.fowler/1673178 )، وكان يرعي المتحف بمؤسسته، فسمي بمتحف فاولر للإعتراف بهذه المؤسسة ودورها الكبير في تأسيس المتحف. بل حتي إن الرابط الذي شاركه الإسلامجي بخصوص <<عملية ديبسكام-operation dipscam>> (تتكون من مقطعين "Dip" وهي اختصار لـ"Diploma" وتعني درجة علمية، و"scam" وتعني احتيال أو تزوير، أي أن "Dipscam" تعني تزوير الشهادات العلمية) مستغلاً جهل متابعيه باللغة الإنجليزية، ولاعباً علي وتر أن محدش سوف يدور وراءه، وعملية ديبسكام باختصار هي مجموعة من التحقيقات اجراها مكتب التحقيقات البريطاني من عام 1980 إلي 1991، وتم التوصل فيها إلي أكثر من 20 إدانة، لا يوجد فيه أي ذكر لعائلة فاولر، ولا جامعة كاليفرونيا الجنوبية، بل ذُكرت جامعة كاليفورنيا فقط..تفرق كتير!
حيث أن المتهمين قد اشتروا من جامعة كاليفرونيا رسالة دكتوراه مزيفة تحت اسم سيناتور أمريكي سابق يُدعي <<كلود بيبر-cluade pepper>>(https://en.wikipedia.org/wiki/Operation_Dipscam ). إنني أشك حقاً في كونه قد قرأ هذا الرابط الذي شاركه من الأساس! أم هي رغبةٌ في التدليس؟!
حتي إن كان الدكتور الفقيد نصاباً اشتري لنفسه شهادةً؛ رجاءً في أن يبدو عالماً متحضراً في أعيننا، فإن أعماله ونتاجه الفكري والثقافي كفلاء بأن يردوا له نظرة الإجلال والاحترام(الكلام هنا ليس موجهً للمتطرفين الذين لا يعترفون بالرأي الآخر ولا يعرفون معني أن يفني الإنسان زُهرة عمره في سبيل الدفاع عن مبادئه، وفي الدراسة والتقصي والتنقيب عن الحقائق، وتحمل أهوال آراءه الشجاعة علي نفسه وعائلته وأحبائه). بالله كفي شخصنةً للأمور، وليكن اختلافنا مع الأفكار والآراء وليس مع الأشخاص، فأنت لن تثبت أو تنفي أي شيء إذا كان القمني زوّر لنفسه شهادةً أم لم يزورها، أين هنا الأفكار التي يُفترض أن تضعها في كفة مع أفكارٍ أخري موروثة في الكفة الاخرى في ميزان العقل، ثم تري أي الكفتين سيرتفع؟!، العقل وُهب ليحلل الأفكار ويُناقشها في ذاتها، وليغض نظره عن أصحابها أياً كانوا وأياً ما كانوا قد اقترفوا أو لم يقترفوا!..ثم إن الرجل مات واندفن وما عاد يملك رفاهية الدفاع عن نفسه، فاعمل حساب لعمك الموت، ولكن هل يحترم هيبة الموت من يري بأنه انتقاماً ربانياً؟!

للتواصل مع الكاتب: https://www.facebook.com/profile.php?id=100008995004846








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah