الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الاسراء والمعراج ج2

محمد الحداد

2022 / 2 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أتينا في مقالنا السابق على أصل المعراج من القرآن، وبعض ما كتب في التراث حوله، حيث هناك عشرات الكتب التي تفصل حول ما رآه محمد برحلة المعراج في كل سماء، وهنا يتبادر سؤال حول أصل السماوات السبعة.

تذكر لنا المصادر ان البابليين كانوا من أوائل الشعوب القديمة التي اهتمت بالفلك، وكان معروفا لديهم سبعة أجرام سماوية، حسب فهمنا وتقسيمنا العلمي الحالي تكون احداها نجما أو بما نسميها شمسا، وخمسة كواكب، أي أجرام تدور حول نجم، وواحد قمر، أي جرم سماوي يدور حول كوكب.

هذه الاجرام السماوية هي التالية:
الشمس، القمر، عطارد، الزهرة، المريخ، زحل وأخيرا المشتري
كل هذه الاجرام السماوية المختلفة في التصنيف الفلكي الحديث كانت وما زالت يمكن رؤيتها بالعين المجردة دون مساعدة أدوات بصرية مكبرة، أعني تلسكوب، واعتبر الأوائل ان كل جرم يدور في سماء خاصة به، ممكن اعتبار السماء هو المجال الثلاثي الابعاد الذي يتحرك بداخله الجرم السماوي المعني. وبسبب ان الرؤية البصرية البحتة ترى الجرم السماوي مرة يرتفع، ومرة ينخفض، ويتحرك يمنة ويسرى، لذا تصوروا أنه كالشخص الذي يسبح في نهر او بحر، وهذا ما أدى الى ذكرها بكلمة يسبحون في الآية التالية:

وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون. سورة 21 الأنبياء، آية 33.

لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون. سورة 36 يس، آية 40.

رؤية البابليون لهذه الاجرام السبعة وتصورهم للآلهة بسكناها بتلك الفضاءات جعلهم يقسمون الفضاء الذي نعرفه حاليا الى سبع سماوات، كل سماء بها جرم سماوي، كما أوجدوا الأسبوع، وجعلوه سبعة أيام على عدد الاجرام السماوية المعروفة لديهم، واعطوها أسماء الاجرام او الالهة التي تسكن تلك السماء، وهذا ما أدى ان يكون يوم الاحد اسمه يوم الشمس، والاثنين يوم القمر، اما باقي الأيام فتغيرت اسماؤها حسب ثقافة الشعب ومعتقده الديني، كما تبناها اليهود بعد الاسر البابلي، ومنهم انتقلت الى المسيحية والإسلام، كما وجدوا بعض الصفات الخاصة بالعدد سبعة، راجع المقال التالي للكاتب ثائر البياتي:

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746840

ولمن أراد الاستزادة عليه بالرجوع الى كتب التأريخ القديم لحضارة بابل.

الآن وبعد معرفتنا أصل السماوات السبعة، وأن جميع هذه السماوات لا تعدو ان تكون جزء من المجموعة الشمسية، وهي لا تحتوي أي مجرات او كواكب او نجوم أخرى غير التي تحويها عند التسمية، واعتبروا أن ما يروه من نجوم في خلفية السماء، هي واقعة في السماء الأولى، فلم يتصوروا أنها بعيدة جدا حتى أنها خارج سمائهم السابعة، وماهي إلا مصابيح، او شهب تتساقط ملاحقة الشياطين التي تحاول الاستماع الى الملأ الأعلى:

ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين واعتدنا لهم عذاب السعير. سورة 67 الملك، آية 5


أقصر وقت للعروج في السماوات والوصول الى السماء السابعة أعطاه محمد وقت ألف سنة، انظر التالي:

يدبر الامر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. سورة رقم 32 السجدة، آية 5

وهنا تأتي معضلة، إن كانت الملائكة تستغرق ألف سنة حتى تصل السماء السابعة لتنقل أخبار الأرض، وتنزل بالأوامر، وأن أمرا حدث في الأرض وجب توصيله للإله كي يتخذ قرارا فيه سيستغرق ألف سنة لوصول الخبر، ثم ألف سنة أخرى لعودة الأمر للأرض، أي ألفي سنة، فأمرا حدث قبل ألفي سنة، جاء قراره الآن، فما فائدته بعد كل هذا التأخير.

ثم كيف وصل محمد وعاد بنفس الليلة على فرض أنه بدأ العروج في اول الليل، لنقل الساعة السابعة او الثامنة ليلا، وعاد السادسة فجرا، أي وقت رحلته بين 10 الى 11 ساعة كأطول فترة ممكنة لليل في مكة، وبكل الأحوال هي جزء من يوم، وليس ألف سنة!!!

هذا معناه أن البراق يطير أسرع من الملائكة!!!

وهنا نأتي لمشكلة الملاك جبرائيل، هل سرعته نفس سرعة الملائكة فلا يستطيع اللحاق بالبراق، ام انه ركب مع محمد على ظهر البراق، ام ان له سرعة عالية أكبر من سرعة باقي الملائكة لأنه من الملائكة المقربين مثلا فسرعته تختلف عن الباقين!!!

كما نجد أن لكل سماء باب لها ملاك رئيسي حارس يتبعه عدد كبير من الملائكة الحراس، فهي بناء وليست فضاء وفراغ، كما جاء في كتب التراث، او الآيات التالية:

وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. سورة 72 الجن، آية 8

الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. سورة 2 البقرة، آية 22

ان الذين كفروا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل بسم الخياط وكذلك نجزي المجرمين. سورة 7 الأعراف، آية 40

ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر. سورة 45 القمر، آية 11

حيث هنا يظن محمد ان هناك بحر من المياه في السماء، تفتح أبواب السماء لكي ينزل هذا الماء، فلا علم له بدورة المياه الطبيعية، وان الماء النازل بالمطر، هو نفسه ماء البحار والانهر بعد تبخره ليصبح غيوما، ثم يتكثف ليعود ماءا.

المهم أن محمد تصور ان السماء جسم مادي له حدود وابواب تفتح وتغلق، ولم يعلم أنها فراغ او فضاء خالي من الحدود المتصورة بظنه، وليس لها أبواب.

نعود للبراق، حيث تقول كتب التراث أنه دابة فوق الحمار ودون البغل، أي ان حجمها بين الحمار والبغل، فما وزنها؟ لان وزنها مهم لنجمعه مع وزن محمد ونعرف علميا كم الطاقة التي يحتاجها البراق ليصل الى السرعة التي تجعله يفلت من جاذبية الأرض.

تقول المعلومات على النت أن الحمار وزنه فوق 250 كيلوغرام، وان البغل وزنه قد يصل الى 450 كيلوغرام، لنعتبر ان البراق رشيق، ولنقل ان وزنه 300 كيلوغرام.

الان ما وزن محمد؟

الرجل الكامل الصحيح البنية يتراوح وزنه بين 70 كيلوغرام للرشيق، الى ما فوق 100 كيلوغرام للسمين او المفتول العضلات.
والان سيكون المجموع الكلي فوق 350 كيلوغرام.

وسرعة الإفلات من الأرض هي 11200 متر في الثانية، او 40320 كيلومتر في الساعة، تابع الرابط التالي:

https://nasainarabic.net/education/articles/view/escape-velocity-formula


الان يجب على البراق أن يطير بسرعة تزيد على 40 ألف كيلومتر في الساعة حتى يفلت من الأرض؟!!! فكم من الطاقة يحتاجها هذا البراق حتى يصل لتلك السرعة؟

ولنقارنها مثلا بسرعة طائرات النقل المدنية، اقصى سرعة للطائرات المدنية هي تقريبا ألف كيلومتر في الساعة، بينما الحربية تصل الى 3 الاف كيلومتر في الساعة.

فالبراق إذا لا تكفيه سرعة الطائرة كي يفلت من جاذبية الأرض، بل عليه ان يطير بسرعة تفوق 40 ألف كيلومتر في الساعة، وعليه أولا ان يخترق حاجز الصوت قبل الوصول لهذه السرعة، فما هو حاجز الصوت؟
اقرأ عنه في الرابط التالي:

https://ar.wikipedia.org/wiki/دوي_اختراق_حاجز_الصوت

فكيف حمى البراق محمد من تأثير صدمة حاجز الصوت عند تسارعه للوصول لسرعة 40 ألف كيلومتر، ولم لم يذكر محمد هذه الظاهرة إن هو حقا صعد للسماوات؟!!!

ثم هناك مقاومة الهواء للجسم الذي يسير بسرعة فيه، مد يدك خارج نافذة سيارة مسرعة بسرعة 100 كيلومتر في الساعة، لتعرف مدى مقاومة الهواء ليدك، حاول ان تخرج رأسك، لترى تأثير الهواء على عضلات وجهك، وكيف ستتغير ملامحه، فكيف إذا كانت السرعة 40 ألف كيلومتر، سيتمزق الوجه بالكامل.
هذا معناه ان البراق يجب ان يحمل غرفة زجاجية من زجاج مقاوم للصدمات حتى تحمي محمد من تأثيرات السرعة العالية، كحاجز الصوت ومقاومة الهواء.

وعلى ذكر الهواء، فمحمد يحتاج للأوكسجين كي يتنفس، وكلما ارتفع البراق في جو الأرض قل الضغط الجوي وقل الاوكسجين، وعندما يخرج من الأرض فلن يجد الاوكسجين ولا باقي مكونات الهواء، فماذا تنفس محمد في السماوات؟!!!

أي ان البراق يجب ان يحمل أسطوانات الاوكسجين معه كي يتنفس محمد، وللبراق نفسه، فكم أسطوانة تكفيهم؟ ولم لا يذكر محمد كيفية حله لمشكلة التنفس؟!!!

ثم لفترة 8 ساعات التي قضاها محمد برحلة الذهاب والإياب، ألم يحتاج فيها لشرب الماء ولو قليلا، أو ألم يحتاج للتبول والتغوط، أم كل العمليات البيولوجية في جسمه قد توقفت، ربما يجيب أحدهم بانه كان صائم، طيب وهل يصوم الفرد عن البول والتبرز، وما حال البراق، أفلا يحتاج لشرب أو أكل شيء يقابل هذا المجهود العظيم الذي يثوم به؟!!!

وأخيرا، رواد الفضاء عليهم التدرب قبل خوض الرحلة، من ضمن ما يتدربون عليه هو فقدان الوزن، فمحمد عندما خرج من الأرض نحو الفضاء فقد وزنه، وهذا يؤدي الى زيادة تدفق الدم الى الرأس، فطبيعيا يقوم القلب بضخ الدم بقوة اكبر عنها للقدمين، حتى يصل الدم للرأس مقاوما جاذبية الأرض، وفي حالة فقدان الجاذبية يؤدي تدفق الدم بقوة الى شعور بالوجع والصداع والغثيان، فلم يذكر محمد أي منها؟!!!

كذلك بعدم وجود الجاذبية كيف تمسك محمد بظهر البراق، فعادة ينفصل جسم محمد عن ظهر البراق، ولا يبقى ملازما له، ولا جالسا عليه، بل جسمه يطوف في الفضاء، إلا إذا تم ربط محمد بحزام كحزام الطائرة تمنعه من مفارقة طهر البراق.

أكتفي بهذا الأن، وسنناقش في المقال القادم السماوات السبعة، وبعد الواحدة عن الأخرى، وما موجود فيها.
كما أني بانتظار آراء ومناقشات القراء حول أمور قد نسيتها.


14. 02. 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ كاتب المقال المحترم
صباح ابراهيم ( 2022 / 2 / 16 - 10:25 )
حضرتك تقارن المعلومات العلمية لأختراق جاذبية الأرض والتنفس و حساب الطاقة مع خرافة الإسراء والمعراج . فهل هناك مقارنة بين الور والظلام ، ام يقارن بين الصدق الواضح والمجرب مع الكذب و الدجل النبوي .
هل نصدق من لا شاهد عيان له وهو نائم بجوار زوجته يحلم بالسماء والإسراء والمعراج .
هل نصدق رجلا يؤمن ويوصي الناس بشرب بول البعير الملئ بالسموم ليعالج امراضه ؟
هل نصدق رجلا يدعي ان الشفاء من الأمراض يكون بشرب ماء غمس فيه جناح الذبابة ؟
إن كنا نصدق بكل هذه الخزعبلات فلابد ان نصدق ان نبيا اخترق الجاذبية الأرضية راكبا فوق بغل
منتقلا بين الأرض والسماوات السبع بلا أوكسجين ولا لباس واقي من الإشعاعات الكونية القاتلة . وبغل ينتقل بسرعة تقل قليلا عن سرعة الضوء ؟
هل نصدق ان هذا الدجل صادر عن نبي ام مدعي النبوة ؟
تقبل اجمل تحياتي


2 - العقول مستويات والايمان درجات
محمد الحداد ( 2022 / 2 / 16 - 16:17 )
سيد صباح المحترم
ليس الكل فهم مثلما فهمت
ولا الكل عقل مثلما عقلت
فالعقول مستويات
والايمان درجات
وهناك من لا يترك الخرافة إلا بالدليل
وهناك يكذب البعض ويصدق بالبعض
القرآنيون يكذبون ماجاء بكتب الحديث
لذا هم لا يؤمنون بشرب بول البعير
فيحتاجون لمن يقارن النص القرآني نفسه
وهناك من يؤمن بالعلم
ويحتاج لدليل علمي
فالناس ليست سواسية
بكل شئ
تحياتي

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي