الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الجوارسي: الحاخام الأكبر والداجن الأكبر

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2022 / 2 / 16
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قبل فترة ليست قصيرة قرأت مقالة في موقع رأي اليوم لشخص ما يدعى رائد الجحافي- لا أعرفه ولم أسمع عنه أو أقرأ له من قبل- كتب فيها يشيد بنظرية الربيعي ويصفها بأنها جاءت مطابقة للشواهد والآثار على حد تعبيره.
الحقيقة أني لم اهتم بأمر هذه المقالة عندما صادفتها لأول مرة، لكثرة ما أصادف ولا يختلف عنها، لولا أن وصلتني اليوم رسالة من أحد المهتمين، عرفت منها أن الكاتب الصحفي الفلسطيني الشهير عبد الباري عطوان، شارك مقالة الجحافي هذه في صفحة آخر الحاخامات العرب المفكر فاضل الربيعي..
استغرق الأمر مني قرابة نصف ساعة من الضحك، قبل أن أقرر كتابة هذا الموضوع..
**
مقالة الجحافي ليست أكثر من حشو انطباعي لا يسمن ولا يغني من جوع.. لكن كاتبها جعل لها نهاية عجيبة، بل ومدهشة.. لنقرأها معاً:
[المفكر الربيعي الذي يؤكد على يمننة اليهود تأتي نظرياته وابحاثه مطابقة كثيراً للآثار الموجودة في شمال وجنوب اليمن ولعل ابرزها وجود الكم الهائل من المقابر التي لا تزال قائمة والتي تظهر انها باتجاه القدس، هذه مقابر الحميريين الذين كانوا يتدينون الديانة اليهودية].
**
أليس هذا مثيراً للضحك؟!- نعم، لكن ليس كثيراً..
من لديه أدنى اطلاع بمضمون نظرية الربيعي، سيضحك فوراً، لأن الجحافي قدم شواهداً لا تؤيد صحة نظرية الربيعي بل تدحضها، وللتوضيح، فالفقرة الختامية من مقالته تدور حول أمرين:
الأول؛ قوله أن: [المقابر تتجه نحو القدس...!!]- طبعاً، الجحافي يقصد القدس في فلسطين، لأنه لم يقرأ كتب الربيعي جيداً، وواضح أنه لا يعرف أن الربيعي أنكر وجود القدس- أورشليم التوراتية- في فلسطين، واعتبرها في اليمن.. ولليوم الربيعي نفسه لا يعرف أين وفي أي مكان تقع قدسه اليمنية..؟!
الثاني؛ قوله: [هذه مقابر الحميريين الذين كانوا يتدينون الديانة اليهودية]..!!- نعم هذا ما نقوله، ولا ننكره.. الحميريين اعتنقوا اليهودية، لكنهم حميريين سبئيين وليسوا من بني اسرائيل كما يهرف الربيعي، وهذا ما لا يعرفه الجحافي، لأنه لم يقرأ جيداً..
**
المضحك جداً جداً، ليس أن الجحافي حاول الاستعراض وفشل فشلاً مريعاً.. وإنما هو عبد الباري عطوان، الذي كشف عن عمق قراءاته، وقوة إدراكه وذكائه، فظهر في مرتبة أدنى بكثير من مرتبة الجحافي، فهذا الأخير مجرد ربع قارئ مبتدأ حاول الظهور على زعنفة نظرية بائسة.. يقدر له ذلك، ولا بأس.
لكن ماذا نقول عن عطعوط؟!- الداجن الأكبر..!!
**
هكذا تكون الأمور عادة..
عندما يكون الشخص ربع أو نصف قارئ، فهو غالباً ما يكون جاهزاً للتدجين، مستعداً للانبطاح أمام أي فكرة رائجة أو مثيرة للغرابة، وبما أن النتائج تظهر لاحقاً- أقصد نتائج قراءته الخداجية الناقصة- وبالتحديد عندما يسعى الى استعراض قناعاته الجديدة وكأنه خالقها الأول، أو مكتشفها الجديد، فمن الطبيعي أن يكون استعراضه خداجاً مثل قراءته، هذا إن لم يكن سِقطاً لا قيمة له.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز