الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألسّمة المنهجية في الفلسفة الكونية

عزيز الخزرجي

2022 / 2 / 17
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ألسّمة آلمنهجيّة في آلفلسفة آلكونيّة :
الكتاب(أسفارٌ في أسرار الوجود) الذي يبحث موضوعات أساسيّة تخص جوهر الحياة و الوجود و الأنسان: عبارة عن أربع مجلّدات لا تحوي قصصاً كثيرة بل قليلة جدّاً عن أسرار و مواقف العرفاء التأريخيّة الفريدة و هكذا القصائد الشعرية؛ لأنّ الهدف الرئيسي و الأكبر من تأليفه هو ؛ لتقديم المناهج المعرفيّة بإطار الفلسفة الكونيّة للوصول إلى سرّ الوجود كسمة عامّة .. فهدفه ليس إعطاء وجبة غذاء فكريّة على السريع لجوعان أو ولهان فَقَدَ بوصلة الفكر و الحياة و الهدف منه لكثرة الآراء و الروايات و المؤلفات التي أتعبت الناس حتى ملّت من المقالة التي تزيد على عشرة أسطر و بآلتالي أبعدتهم عن الحقيقة و أضاعت عمرهم بغير فائدة جوهريّة تصبّ في تحقيق الهدف من الوجود .. و كما أرادها المعشوق لنا .. ليرحل بعدها ثمَّ يجوع ثانيّةً و ثالثة ووو بعد ساعات يعود مرّة أخرى يتصفّح النت بحثاً عن وجبة أخرى تشتهيه نفسه .. و كما هو الحال مع (البطن و آلشهوة) و لا يتعلّم ولا يصل الحقيقة ذلك القارئ الولهان الذي لا يقرأ إلّا ما يشتهيه! و هذا بات شأناً عامّاً و خطيراً .. لجميع القرّاء في التعامل مع المقالات و الكتب و المؤلفات وحتى الرسائل الجامعيّة إطلاقاً لكونهم أيضاً يبحثون في زاوية أو جانب علّميّ معيّن و ضيّق لموضوع معيّن لنيل درجة علميّة لأجل المعاش, و من هنا قلنا بوجود فارق كبير بين العلم و الثقافة!

أما مؤلفنا ذاك كما غيره في مجال الفلسفة الكونية؛ فأنّ الهدف الأكبر منه كما باقي مؤلّفاتنا هو رسم خرائط و مناهج للفكر و القيم والمُثل والنظريات الفلسفيّة للباحثين الأعزاء عن حقيقة و سرّ الوجود و آلهدف من وجود الأنسان من خلال البعد الكَوانتومي و ليس التقليدي .. و هذا عملٌ ليس بآلهيّن .. لأنه إبداع بل و فوق الأبداع بكثير .. و يحتاج لعقل كبير كي يستوعب هذا الأمر:

من هنا تأتي أهمّية المؤلفات التي كتبناها و سهرنا عليها سنوات عزيزة و أذبنا خلاصة قوتنا و زبدة أفكارنا و شبابنا و عمرنا و لاقينا الكثير من المحن والغربة و الجوع و الملاحقة حتى من قبل أهلنا و المقرّبيين بسبب عمق الجّهل في وجودهم, كلّ ذلك لعرض الحقيقة التي جسّدتها (فلسفتنا الكونيّة ألعزيزية) لتزويد الناس بكلّ الخير بعد التسلح بآلفكر الكونيّ .. لأجل عاقبتنا و آخرتنا إن شاء الله.

و بخصوص الكتاب المشار إليه؛
فقد كشف و أكّدَ على ملامح فلسفتنا آلكونيّة كما ستشهدون في كلّ موضوع و فصل؛ كيف عرضنا عبثية الأنسان المعاصر الذي يبحث و يسعي نحو التكنولوجيّا و المظاهر الماديّة على الأكثر, فمهما كانت عبقريّة و فتوحات الساعي بدون تفعيل (العقل الباطن) وإحياء الروح و نظريّة (الكَوانتوم)(2)؛ فإنهُ لا ينفع و لا يكشف الكثير من مجهولات الوجود ولا يصل الأسرار الكونيّة ألعظمى التي تعتمد على آلتأقلم مع روح الكون لديمومتها من أجل بناء الحضارة و تحقيق سعادة الأنسان, و تتجسّد عبر تناسب شكليّ ونسق هندسيّ و وجود ماديّ و قوة فاعلة و جّمال مُرهف وغرائز تربط مكوناتها آلدقيقة لتُحقّق غاياتها العظمى التي لا بُدّ من معرفتها ثمّ تصورها ثمّ إحساسها و لمسها و شمّها و إحتضانها بآلقلب و الرّوح للأستفادة المثلى منها, و لا نصل هذه العمق الوجودي إلّا بإحياء القلب و إيقاظ الرّوح التي بها نتواضع للحقيقة و للحُبّ و لخالق الحُبّ, الذي وحده يُحدّد ويُسَيّر الكون و يهدي آلأنسان - ألآدميّ ألّذي كرّمه الله تعالى, و إلّا فإنّ التكنولوجيا منفرداً و كما يقول (آلبرت آينشتاين) ستقضي على إنسانيتنا و سيحكمنا جيل من آلأغنياء ألممسوخين, يعني بإختصار: كلما تطورت التكنولوجيا تحطمت إنسانيتنا أكثر, فلا بُدّ من موازنة ألأمر ضمن الأسفار الكونية التي عرضناها في الأجزاء الأربعة!؟

لقد أشرنا في آلجزء ألأوّل من الأسفار؛ إلى وجوب تفعيل (ألعقل الباطن) لمعرفة كُنه الجّمال و العلم و عمل الخر و ذلك التناسق و الأرتباط بين مكونات الوجود لمعرفتها ومن ثمّ عشق تلك الأسرار ألمكنونة فيها, و تبدء المعرفة بمكونات ألذّرة ولا تنتهي بآلمجرّة ولا حتى بالثقوب السوداء بل ما وراء ذلك آلمجهول الذي لو عرفناه؛ لعرفنا الكون و الأنسان ولإرتقينا قمّة الكمال.

يقول (ماكس بلانك) في مقدمة كتابه أين يتّجه ألعلم؟ [من أجل معرفة حقيقة عالم ألطبيعة؛ لا يكفي ألمنطق ألجّاف ألمُجرّد, أو بحسب قول (فرانسيس بيكون): (ألعين ألعلميّة ألمجرّدة لا تكفي لخوض غمار ألعلوم و كشفها)؛ بلْ لا بُدّ من إمتلاك ألأحساس ألأنسانيّ الداخلي لمعرفة أسرارها ألّتي تختبئ خلف آلظواهر ألطبيعية ألخارجية ألتي إنشغل بها آلعلم دون آلنظر لبواطنها, حيث أنّ آلظواهر تختزن في وجودها حقيقةٌ عميقة و أبدية لا بدّ لعلم ألفيزياء أخذها بنظر ألأعتبار].

كما أنّ في كلام (أليكسيس كارل) ألّذي تفرّد بآلحصول على جائزة (نوبل) مرّتين بآلتوالي في كتابه (آخر دعاء)؛ إشارة واضحة وقويّة و بآلعمق إلى أهميّة ألجّمال و طغيانهُ في آلوجود و دوره آلأعجازيّ في توطين و إستقرار قلب ألأنسان و دفعه نحو عمل ألخير(3) و ألتّعمق في آلظواهر ألطبيعية؛ و يُضيف مؤكداً:[علينا أيضاً معرفة جمال ألعلم و جمال نفوسنا, و آلأستماع إلى كلام باسكال و ديكارت].
كما إنّ آخر كلام لـ (ماكس بلانك) كانَ:
[مكتوبٌ على رأس باب معبد ألعلم؛ إنّ آلذي يُريد آلتبحّر في آلعلوم لا بُد أن يكون مع آلأيمان].
و يُؤكّد تلك المفاهيم أيضاً ألمُعلم (ألفيلسوف شريعتي) .. ببيان أفصح و أقوم بقوله : [إنّني أوصي جميع أصدقائي و طلّابي بأنهم في آلوقت الذي يجب أن يكون كلّ همّهم هو إرتقاء مجتمعنا و وطننا, عليهم في الوقت نفسه إتّخاذ رسالة العلم و آلمعرفة كما وضّحها لنا (بيكون) عبر تأكيده على أهميّة تقوية آلأحساس ألعرفانيّ – يعني العقل الباطن - في وجود ألأنسان].

و هذا الأمر لا يتحقق في وطننا ألعربي و آلأسلامي و حتى العالم بسهولة .. رغم تطلع أبنائه ألمخلصين و سعيهم و مقاومتهم لضغوط الواقع؛ ما لم يُؤمن آلحُكّام و الأنظمة بمكانة و دور ألمفكرين و الفلاسفة وعلى رأسهم العرفاء الحكماء ودعمهم - إن وجدوا من خلال تفعيل آلأسس الفكريّة و ألعلميّة و التكنولوجيّة للطاقة و الأنتاج الزراعي و الحيوانيّ لخدمة الناس عبر ألقوانين ألأداريّة و الدستوريّة و القضائيّة العادلة بما يتناسب و تحقيق حريّة و حركة الناس ألفطرية نحو المعشوق لضمان حقوق آلجميع بظلّ نظام عادل غير طبقاتي يتساوى ألجّميع فيه بالحقوق والواجبات و الفرص, و لا أعتقد بظهوره و تطبيقه مع الوضع الذي نشهده الآن لضمان تلك الحدود و الحقوق؛ ما لم يُفعّل (فلسفة الفلسفة الكونيّة).
و الله المستعان و أملنا بآلمخلصين الواعيين كبير؟
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للأطلاع على نظرية الفلسفة الكونية – الكوانتنومية المعرفية – (1) في موقع نور للكتاب .. عبر الرابط التالي:
https://www.noor-book.com/.%D8%A7%D9%84%D9%81%D9.books
(2)تعتبر ألتكنولوجيا في (فلسفتنا الكونية) منبعاً من بين عشرات المنابع لكشف وتقويم المعرفة, راجع كتاب[نعمة المعرفة فلسفيّاً]:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%86...
وإن معرفة (ميكانيكيا الكَوانتوم) هامّ للغاية لتحديد القوانين وآلأُطر والمناهج الدقيقة والكلية بنفس الوقت للتخلص من الجهل والخراب و التخلف الواقع خصوصا في بلداننا .. لكنه يحتاج إلى بصيرة ثاقبة ليرى دوره وأهميته في الفيزياء الحديثة و تطور الحياة و التحدي الفلسفيّ .. حيث يعتبر مجمع علم القياس الكمي و الجاذبية الكلاسيكية و تحويل كفاءة الكم و كثافة الحالات الكميّة و كاشف الكفاءة و الكفاءة التفاضلية و التحليل الطيفي للأشعة النقية ذات الكم المضاعف, خلاصة الكوانتوم؛ هي ثورة على الفيزياء الكلاسيكية ..
(3) عمل الخير في الفلسفة الكونيّة يعني كل عمل خير يفيد الآخرين دون أن يستفيد الفاعل, يعني يكون خالصاً لله بخدمة الآخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل