الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يكره الإسلاميون الفنانة (إلهام شاهين)؟

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2022 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القصة ليست قبلات وأحضان مثلما يدعون، فهناك العديد من الممثلات فعلن ذلك ولم يحصلن على كراهية الإسلاميين وهذا الحجم الشديد من الرفض والتكفير والازداء، كسعاد حسني مثلا أو نادية الجندي ونادية لطفي ..وغيرهن، لكن إلهام حالة خاصة..

أولا: إلهام مثقفة وتحتقر الإسلاميين بشدة..وهي المعادل الموضوعي الأنثوي لعادل إمام، وهي بذلك حصلت على كراهية المحافظين داخل الوسط الفني أيضا ليس فقط الإسلاميين، أذكر منهم المخرج جلال الشرقاوي الذي كان دائم الهجوم عليها لتحررها وتعاملها مع زملائها الذكور في الوسط دون تحفظ وانعزال..

ثانيا: هجوم إلهام الدائم على السلفيين والإخوان وضعها تحت الميكروسكوب فأكثروا من تتبعها والتضخيم من أخطائها والمبالغة وتحريف معاني أقوالها، ومن بعد يناير انتقمت منهم كأكثر فنانة صارحت بعدائها الشديد للإخوان والسلفيين فقادت حملات فنية وثقافية ومؤتمرات للتنديد بمرسي وحكم الإخوان، وهو الذي أدى للتشهير الجنسي بها من الشيخ "عبدالله بدر" الذي فبرك صورا جنسية لها ونشرها على التواصل الاجتماعي، فانتقمت منه برفع بلاغ مباشرة أدى لحبسه واختفائه تماما من على الساحة..

ثالثا: ثقافة إلهام جعلها تكثر جدا من أعمالها الرومانسية باعتبار أن الرومانسية هي مفتاح القضاء على الإسلاميين ، من جهة أن ذلك يقضي على الكراهية المصاحبة لوجود الجماعات، ومن جهة أخرى فهي تقصد الذين يرون الرومانسية في الدراما والسينما احتقارا لمنزلة الرجل وسلطته على المرأة، فالقاعدة الدينية عند الجماعات أن الزوج أعلى من زوجته والرجل أعلى من المرأة، بينما الرومانسية تجعلهما على قدر من التساوي في المشاعر والعواطف والمنزلة الاجتماعية التي سوف تجبر الرجل على احترام الأنثى بشكل عام..وهو احترام مرفوض له أسبابه الدينية الراسخة في وعي الشيوخ أن النساء خلقن فقط لمتعة الرجل..

رابعا: إلهام تُكثر جدا من تصوير أعمالها الرومانسية بنسبة 90% من الطبقتين العليا والوسطى، باعتبار أن هذه الطبقات مثقفة ولديها قدر كافي من التعليم الجيد ، وبالتالي هي أكثر فهما لمعنى تساوي الذكر والأنثى وأقلهم عُرضة للتأثير من الشيوخ والجماعات، وهذا الباب جعل من إلهام مادة خصبة للحقد الطبقي الذي صاحب هجوم الإسلاميين عليها عن طريق تذكير البسطاء بوضع إلهام الطبقي وقربها من رجال الأعمال، علما بأن تلك الجزئية في تقديري هي السبب المباشر لمشاركة مراهقين وسرسجية وبسطاء كثيرون في الهجوم عليها..وهي الشرائح الاجتماعية الأكثر عُرضة للتأثير من الجماعات.

خامسا: إلهام متسامحة دينيا ودائمة التواصل مع الشيعة والمسيحيين والدفاع عن حقهم في الاعتقاد، ولا تكتفي بذلك بل تزور هؤلاء في معاقلهم لتشجيع زملائها من الفنانين على تعميم الرسالة، وما أدراك ما الشيعة والمسيحيين عند السلفيين والإخوان، رافضة صليبيون لا يُقبَلُ منهم صرفا ولا عدلا..

سادسا: معظم أعمال إلهام تنصر قضايا المرأة، وأعمالها الدرامية كمثال ( قلب امرأة – أحلام لا تنام – امرأة في ورطة – قضية معالي الوزيرة – وامرأة من نار – ونجمة الجماهير...وغيرها) وفي كل هذه الأعمال إلهام هي بطلة لها قضية مستقلة عن البطل حتى في مسلسل "بنات أفكاري" يظهر هذا الأمر بوضوح وقد شاركها محمود مرسي في تعزيز حقها الأنثوي في الحب من رجل متزوج طيب وخلوق يعاني من زوجته الأولى، حتى عندما قبلت بالتعدد في فيلم "دانتيلا" كانت الرسالة النهائية من العمل أن "تعدد الزوجات شهوانية ذكورية ونهايته وخيمة"

سابعا: الإسلاميون لا يفهمون الفن لأنهم يكرهوه من جهة ويتناولوه بعقل ظاهري من جهة أخرى، فليست لديهم القدرة على تفسير المضمون وبواطن الأعمال ورسالتها الإصلاحية، فيذكرون أعمال الخيانة الزوجية مثلا على أنها تشريعا للخيانة..لا باعتبارها واقعا اجتماعيا يجري تصويره في عمل فني لعلاجه وتصور كيفية تناوله بحلول..وهذا الباب الاجتماعي فشل فيه السلفيون والجماعات بشدة كونهم من أكثر شرائح المجتمع صمتا عن أمراضهم النفسية والعقلية والجنسية مما جعلهم أكثر فئات المجتمع عنفا وتناقض وازدواجية..وما ظهور العديد منهم بجرائم جنسية واغتصاب وتحرش وبيدوفيليا إلا ترجمة عملية لما يعانوه..

القصة أن إلهام صريحة فقط وجاهرت بعدائها للجماعات، نفس مشكلة نجيب محفوظ الذي لم يجاهر في أعماله الأدبية بكراهية الجماعات لكن انتقدها بشكل رمزي..لكنه على مستوى السياسة كان كثير الهجوم على الإخوان ووصف هذه الجماعة بالانتهازية مما جعله عرضة للاغتيال الفاشل بالتسعينات..

في المقابل خيري شلبي كان تنويريا لكنه لم يتورط في هجوم مباشر على الإخوان – حسب علمي – فلم يحصل على عداءهم ولا تسليط الضوء على أعماله ومنجزاته التي أبرزها اكتشاف قرار النائب العام بحفظ القضية في محاكمة الأديب "طه حسين" فالشيوخ والجماعات زعموا أن طه حسين استتيب وقبل التوبة من كتابه "في الشعر الجاهلي" لكن قرار النائب العام قال أن حفظ القضية كان لعدم كفاية الأدلة، وبناء على هذه الكذبة تواترت أنباء داخل الإخوان والسلفية أن طه حسين عاد للإسلام قبل موته باعتباره كان كافرا..!!..وهذه قضية أخرى تتعلق بانشغال السلفيين بمزاعم توبة خصومهم لأن القضية بالأساس شخصية وليست علمية

نفس الحال بالنسبة لإلهام..فعدائهم لها بالغالب شخصي لا علمي ولا فني، فليسوا من المهتمين بالعلم أو الباحثين عنه ولا من الذين ينشغلون بالفن وعملوا بتطويره..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي