الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله..... نصر الله......الضاحية وبس

أحمد الزعتر

2006 / 9 / 6
المجتمع المدني


بهذا الشعارالعجيب هتفت جماهيرحزب الله للسيد كوفي أنان أثناء جولته التفقدية في الضاحية الجنوبية لبيروت للإطلاع المباشر على حجم الدمار الكبير الذي ألحقه العدوان الأسرائيلي بالضاحية ردا" على عملية حزب الله المسماة " الوعد الصادق ".هنا أسمح لنفسي أن أسجل بعض الملاحظات .
هذا الشعار بثلاثيته التراتبية مأخوذ عن الشعار الذي يتغنى به الفاسدون والمفسدون في سوريا الله......سوريا ....بشار....وبس ولا نعرف إذا ما كان هذا الشعار قد أصبح دارجا" في هذا الزمن الفارسي الرديء ، فلذلك لن نستغرب أبدا" أن نسمع من العراق شعار الله.....عبد العزيز الحكيم ....فيدرالية الجنوب ...وبس ، هذا هو الزمن الفارسي الرديء....فيدراليات ، مستعمرات ، دويلات ضمن الدول ، تهميش الهويات الوطنية ، فتح جروح التاريخ التي نسيت ، ثقافات غريبة عن تاريخ وجغرافية المنطقة ، حملات تبشير على الطريقة الأستعمارية ، تفجيرات ...إغتيالات ..إغتيالات للنخب العلمية والعسكرية .....إغتيال مبرمج للثقافة العربية الحضارية وتصوير العرب أنهم فقط جمال ...و..صحراء كما صرح أبن الزمن الفارسي بإمتياز بيان جبر وزير الداخلية العراقي السابق .
نعود للمشهد فالجماهير المحتشدة المبرمجة بقانون التعبئة العامة تهتف بشعار الله....نصر الله.....الضاحية مستظلة بأعلام حزب الله الصفراء وصور السيد نصر الله وصور الإمام الخميني وصور خامنئي ، يغيب العلم اللبناني عن سابق إصرار وترصد إلى درجة الأستفزاز ويغيب لبنان وتغيب بيروت عن سابق إصرار وترصد والأنكى من ذلك يهتف البعض تعيش سوريا وطبعا" المقصود هنا سوريا الأسد طبقا" لتعريف سماحة السيد لسورية .
في مشهد آخر لا يقل حزنا" عن سابقه ، ينقل مراسل إحدى الفضائيات العربية مقابلة مع أحد الأشخاص بالقرب من بوابة فاطمة وهي آخر نقطة فاصلة على الحدود بين لبنان وإسرائيل ، تملأ أعلام حزب الله المكان وعلى السواري عاليا"، رسالة واضحة لا ريب فيها ..هذه حدود مستعمرة حزب الله الفارسية مع إسرائيل ، أظن أنه مهما حاولنا تغييب الحقيقة فإن الحقيقة أسطع من أن تخبئ ، وإلا أضعف الأيمان أن يتم رفع العلم اللبناني على نقاط التماس الحدودية ، لن نصدم فذاكرتنا حية ، كلنا يتذكر الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 ، قام عناصر من منظمة أمل برفع العلم اللبناني على إحدى مدارس الجنوب وذلك تعبيرا" عن فرحتهم بالإنسحاب الإسرائيلي ، لم يعجب هذا المنظر مقاتلي حزب الله حاولوا إنزال العلم اللبناني ورفع أعلام حزب الله بدلا" عنه ، دافع مقاتلي حركة أمل عن علم وطنهم ، دارت معركة سقط فيها قتيلان .
في مكان ما من بلاد فارس الواسعة وفي نهاية الخمسينات ومن جهة ما ، كان القرار بالتحرك باتجاه البلاد العربية التي يتواجد فيها الشيعة وذلك لسحب أجيال الشيعة من الأحزاب التقدمية والعلمانية ، إذ أن الشيعة كانوا يشكلون الرافد الرئيسي لهذه الأحزاب ، إن إعادة الشيعة إلى بيت الطاعة الطائفي يشكل طريقة غير مباشرة لعودة العرب الشيعة إلى بيت الطاعة الفارسي بعيدا" عن البيئة العربية التي هي بيئتهم الطبيعية ، نرى الآن نتائج هذا العمل على الأرض ، ونلاحظ مدى النجاح الساحق الذي حققه هذا المشروع ، لقد كان بحق إحدى الكوارث التي ألمت بالمنطقة ، وكانت بالمحصلة ضربة قاصمة لقوى اليسار ، وللمشروع النهضوي العربي والذي بدونه ستعود المنطقة إلى عهود القرون الوسطى ،ومن سخريات القدر أن هذا المشروع الفارسي لم يكن بمقدوره أن يحقق هذه النجاحات الباهرة لو لم يتم دعمه من الأمين الأول للقومية العربية الرئيس السوري حافظ الأسد الذي سيخلده التاريخ الفارسي كأحد أبطال الفرس العظام ، هذا ليس تجن على أحد إنما الحقيقة غالبا" ما تكون موجعة .
المعركة في لبنان هي الأقسى وهي التي ستقرر إما تثبيت هذا المشروع الجهنمي وتصبح بلاد الشام بعدها ولايات من ولايات فارس أو نشهد هزيمة موجعة لهذا المشروع والتي وإن نجح مؤقتا" إلا أن بذور الهزيمة موجود بداخله لإنه ولغبائه يتجاوز منطق التاريخ والجغرافية ، ولم يقرأ أن العثمانيون حاولوا وبنفس المنطق الطائفي وخلال 500 عام أن يقفزوا على هذه الحقائق ولكن لم يحصدوا سوى الريح .
يبقى للشيعة العرب وللنخبة منهم وهم كثر ، أن يعملوا على إعادة الوعي للشريحة الشيعية التي تم غسل دماغها وإعادتها إلى البيئة الطبيعية وليهتف الجميع عندها ......الله ....لبنان .....جبل عامل ....وبس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو


.. الأمم المتحدة تندد بـ -ترهيب ومضايقة- السلطات للمحامين في تو




.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي