الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكار : صديقي « نيتشه » المُتعب!

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 2 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



ـ جميع المثل و القيم و المبادئ لا أساس لها ؛ بإعتبار أنه لا يمكن معرفة أيّ شيء أو الاتصال به هذا هو مفهوم مبدئي لـ : « العدمية ».
بمعنى آخر :القيم الإنسانية هي حشو افتراضي لا أساس لها من الصحة. و تدخل ضمن المذاهب و التيارات الفلسفية التشكيكية.
الشكّ المبرح أو تطرّف في الشكّ مع شدة الإحباط و التشاؤم مع مصاحبة لإدانة ـ الوجود ـ و هي رفض لكل الجوانب العامة أو الأساسية للحياة وللوجود البشري.
ـ لا هدف لهم ( عدم قرار آرائهم و تصوراتهم ) .. لا يندرج الولاء في قواميسهم و عرفهم .. لديهم مطلق (لائي، نافي) في الإيمان بأي شيء.. هم العدميون الحقيقيون المرتبطون بفكر « العدمية ».
يُرجّح أن من الديانة المسيحية نبع المفهوم المعاصرالحديث للفكرة من «أزمة العدمية النيتشوية » و عليه يرى البعض : قد يكون ما سبق من الأشكال متعلقة بالعدمية هي ـ أكثر انتقائية ـ في جدليات ـ إنكار الهيمنة المحددة للفكر الاجتماعي والأخلاقي وكذلك السياسي وصولا إلى الجمالي.
ارتبطت العدمية ارتباطا وثيقا بـ « فريديريك نيتشه » على غرار نخبة من الفلاسفة الذين تبنوا هذا التيار الفكري (إميل سيوران ـ تيودور أدورنو ـ جون بول سارتر ـ ماركيز دي ساد ـ كارستن هاريز …) … يجهل البعض أن « العدمية » أو nihilisme
أن أمثلة عدة ظهرت مبكرا كمصطلح أدبي في القرن الـ 17 أمثلة مستخدمة المصطلح في المنشورات في ألمانيا. و في سنة 1733، استخدمها الكاتب « فريدريش ليبريشت جويتز » كمصطلح إبداعي مع noism (الألمانية: Neinismus). في حقبة الثورة الفرنسية أُستخدم المصطلح كازدراءً لبعض اتجاهات الحداثة المدمرة للقيم، أي إنكار لدين المسيحية.
« فريديريك نيتشه » جادل « أنّ آثارها مُسببة للتآكل و أنها ستدمر في نهاية المطاف « كل المعتقدات الأخلاقية والدينية » و كذلك الميتافيزيقية .. كما أنها تعمل على تعجيل في القرن الغشرين في حدوث ـ أكبر أزمة في تاريخ البشرية .
إذن محور « الأمر » قيم وجب تدميرها.. كون بلا هدف و لا جدوىو لا نفع .. بالإضافة إلى الفشل المعرفي .
هكذا كان االشغل الشاغل لفنانين و نقاد و كتاب و فلاسفة في منتصف القرن العشرين.
الوجوديون عملوا على نشر أسس و مبادئ العدمية في محاولة لإضعاف إمكاناتها الكارثية المدمرة الفتاكة.
و رغم مضي لأكثر من قرن على ـ استكشاف ـ نيتشه للعدمية و آثارها على حضارة الإنسان؛ و الذي تنبأ بانتشار تأثيرها على ثقافات و قيم القرن الـ 20 و انعكاساتها التدميرية المهيئة لأجواء مزاجية إكتئابية مع اتساع في دوائر القلق و الرعب و الإحباط و القنوط .
*
تسبب اليأس الوجودي باللامبالاة كردّ فعل للعدمية، وغالباً ما ارتبطت برفض النزعة التأسيسية. لقد مضى أكثر من قرن منذ أن استكشف « فريديريك نيتشه » العدمية وآثارها على الحضارة. وكما تنبأ، انتشر تأثير العدمية على ثقافة وقيم القرن العشرين، وأثرها المدمر الذي يخلق مزاجاً من الكآبة، وقدراً كبيراً من القلق والغضب والرعب. و هو أمر استدعى الغرابة خصوصا أن يكون « نيتشه » نفسه متشكك كبير المنشغل باللغات و بالمعرفة و الحقيقة.. و عليه فقد تنبّأ و توقّع أمورا كثيرة متعلقة بـ « ما بعد الحداثة ».. و يرى « نيتشه » أنه : « يمكننا ـ بكلفة مريعة ـ الاشتغال و العمل من خلال « العدمية » شرط النجاة من كارثة « تدمير » جميع تفسيرات العالم » و حسبه إذا وصلنا إلى هذا المنحى؛ نستطيع وقتها أن نجد « المسار الأنسب و الأصح الذي تسير عليه البشرية ».
حتى لا أنسى التذكير ، فقد تُستخدم أحيانا المصطلحات المقارناتية مع ما يسمى بـ « اللا معيارية » بغية شرح معضلات المزاج في شكله العام فيما يخص « الاكتئاب و من « لاجدوى الوجود » أو مثلا تعسف المبادئ الإنسانية بما فيها المؤسسات الاجتماعية.
ـ يا صديقي « نيتشه » والله أنا متعب.. مُتعب .. و أزمتك جاثمةعلينا جميعا فهلّ من مخلّص من هذا العالم؟!
ــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كمين رفح يكشف انتقادات قادة الاحتياط الإسرائيلي لإدارة نتنيا


.. حزب الله وإسرائيل: هل تتحول المواجهات إلى حرب شاملة؟ نقطة ح




.. نشرة الرابعة | الحجاج يرمون اليوم جمرة العقبة الكبرى.. ولا ح


.. تقويم.. ماهو موسم تويبع؟




.. غرف مراقبة للتأكد من التزام بعثات الحج بالجداول الزمنية لرمي