الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضربة معلم

نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)

2022 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في عالم ظالم منحاز ، لا يعترف بقوة الحق بل بحق القوة ، عالم لا تحكمه الأخلاق بتاتا بل المصالح والمطامع والشهوات ، يبهرني هذا الأداء القوي العالي المستوي ، سياسيا وأمنيا وعسكريا واستراتيجيا لقيادة فريدة تجمّل واقع شعبها وحاضره ، تصنع التاريخ والمستقبل ، قيادة ذكية رصينة واعية تحترم ذاتها ، تعلي من شأن وطنها وتحافظ على مصالحه المقدسة وتبذل في سبيل تحقيق ذلك الغالي والنفيس ، تناور حينا - إن اقتضى الأمر - باحتراف منقطع النظير وتسلّم بوجود العثرات والخيبات ولكن لا تقبل ببقائها وباستمرار حصولها ، قيادة جريئة واضحة لا تكذب على شعبها أو تنافق وتتذلل للخصوم والأعداء ، قيادة لا تتوارى خلف مبررات حال سيئ مريض أو مهترئ بل تبادر إلى شن هجوم مدروس فاعل مؤثر دفاعا عن حياض أرضها ، عزة شعبها وأمنه ومستقبل أبنائه ، قيادة منتخبة شرعيتها حقيقية متجددة ، قيادة محترفة واعية فرضت احترامها على الجميع ، الخصم والعدو قبل الموالي والصديق ، قيادة يجب أن تتعلم منها قياداتنا القميئة المفعول بها بامتياز في كل مكان من مضاربنا الكالحة أصول اللعب ، مكامن الضرب والإيلام ، كيفية صناعة الأهداف وتسجيل النقاط ، معنى البقاء في الميدان والتمترس مليا بقوة لآخر نفس لا التخفي والهرب فضلا عن كل معاني الوطنية والكرامة والانتماء !! .

وبعد : صحيح أن روسيا الدولة الكبيرة العريقة وريثة الاتحاد السوفيتي العظيم والمهاب ( سابقا ) تنتمي عموما لذات الثقافة والعقيدة الدينية الذي ينتمي إليهما العالم الأول الغربي الذي تتزعمه حاليا الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما لم يمنع أو يحل دون سعي هذه الأخيرة بكل السبل لإضعاف وتقسيم وإلحاق روسيا ونهب مقدراتها وربما تدميرها تماما لو تسنى ذلك ، وقد كان ذلك مفهوما ومقبولا نوعا ما يوم كان الخلاف الأيدلوجي على أشده بين المعسكرين الكبيرين المتنافسين الاشتراكي والرأسمالي أما اليوم فلا ، لأن ذلك إجرام خالص وتجاوز خطير لكل قيم الإنسانية والشراكة والتعايش بين الأمم والشعوب التي يجب أن يبنى عليها الواقع الدولي المعاصر في القرن الحادي والعشرين ، ولا نكاد نجد في الوقت الراهن مبررا منطقيا معقولا لكل تجاوزات الغرب الرأسمالي المتوحش على المستوى الدولي سوى الرغبة في الاستفراد بالصين القوة العالمية الصاعدة وفرملة تقدمها الصناعي والاقتصادي القوي السريع والفريد بعد محاصرة وإفقار والهاء وإضعاف روسيا ومنعها من التأثير في مجريات الأحداث دوليا وهو ما تدركه جيدا القيادة الحكيمة الفذة في كلا البلدين وتحاولان تفاديه بكل الوسائل والسبل وكذا عبر نسج وبناء تحالف جيو استراتيجي سياسي وعسكري واقتصادي وثيق بين الكيانين العملاقين !! .

وباعتقادي البسيط المتواضع تستحق أوكرانيا ما حصل لها وما سيحصل لاحقا فقيادتها مرتهنة منساقة رعناء لا تعرف التروي ، لا تقرأ الواقع جيدا أو تدرك موازين القوى الحالي وقد قذفت بشعبها في أتون صراع أحلاف خطير ستكون أول من يكتوي بنيرانه !! .

ولا يبدو لعاقل فطن أن الناتو بحاجة حقيقية للتوسع وضم دول جديدة في الشرق في ظل عدم وجود تهديدات عسكرية حقيقية قادمة له من ذلك الاتجاه وفي ظل عدم وجود أحلاف دولية كبرى منافسة له على الإطلاق ، ولكنه البغي والاستكبار الغربي والأوروبي يدافع عن ذاته ، رفاهيته ومكاسبه التي حازها غصبا أو تحايلا ، يرفض أن يتخلى عن دوره النهبوي المتسلط وماضيه الاستعماري الاستغلالي العريق !! .

لا للظلم والبغي والنهب والهيمنة والعدوان ونعم لعالم متوازن متعدد الأقطاب لا يهيمن فيه حلف عسكري لا أخلاقي أو قوة واحدة وحيدة ظالمة قاهرة على مصير العالم ومقدرات شعوبه وتحية إجلال وإكبار لسيد الكريملين ، قيصر روسيا العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل