الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أبراهيم عيسى - وتحطيم صنمية الموروث الأسلامي

يوسف يوسف

2022 / 2 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة :
تناقلت وكالات الأخبار كسريان النار في الهشيم ، ما قاله الكاتب والباحث أبراهيم عيسى في برنامجه " القاهرة والناس - يوم 17.02.2022 " ، حين أنكر معراج رسول الأسلام - محمد بن عبدالله ، مسترسلا ، بما يمليه شيوخ الأسلام على العباد من خرافات ، لا تستند الى ثوابت وأسانيد . وفيما يلي بعض المحطات من تطورات قضية الكاتب أبراهيم عيسى :
1 . أن المعراج قصة تستحق التوقف عندها ، لما بها من خيال وأخفاقات ، وملخصها ( أن الرسول بعدما مضى عليه عشر 10 سنين في مكة ، يدعو الناس الى توحيد الله .. أسري به إلى بيت المقدس ، ثم عرج به إلى السماء ، وجاوز السبع الطباق ، وارتفع فوق السماء السابعة ، معه جبرائيل ، فأوحى الله إليه ما أوحى ، وفرض عليه الصلوات الخمس : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، فرضها الله خمسين ، فلم يزل النبي يسأل ربه التخفيف ، حتى جعلها خمسًا .. / نقل من موقع الأمام بن باز ) .
2 . هذا الوضع جعل من أبراهيم عيسى في فوهة المدفع ، حيث تعرض لهجوم لاذع ، من قبل شيوخ الأسلام ، بدءا من مؤسسة الأزهر ، ببيان منشور على الميديا ، أنقل مقطعا منه ( وشدد الأزهر : كل ما ورد في القرآن الكريم وسنة سيدنا النبي الثابتة من المسلمات التي لا يقبل الخوض فيها مطلقا ، ولا يقبل تفصيل أحكامها وبيان فقهها من غير المتخصصين ؛ سيما إذا كانوا من مروجي الأفكار والتوجهات المتطرفة ، التي تفتعل الأزمات ، وتثير الفتن ، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية ، وتستثمر الأحداث والمناسبات في النيل من المقدسات الدينية ، والطعن في الثوابت الإسلامية بصورة متكررة ممنهجة .. / نقل من موقع العين الاخبارية ) ، أضافة للشيخ الأزهري عصام تليمة ، والشيخ عبدالله رشدي .. والنائب أبراهيم بكري وغيرهم ، حتى علاء مبارك ، نجل الرئيس الأسبق حسن مبارك ، أنبرى مهاجما أبراهيم عيسى ، وللعلم أن علاء مبارك ، كان سجله القضائي يعج بالقضايا ، منها ( ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية السبت أن محكمة جنايات القاهرة أمرت بالقبض على علاء وجمال ، نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك ، وحبسهما على ذمة قضية باتت معروفة باسم "التلاعب في البورصة". ) و ( وصدور حكم برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير وعضوية من المستشارين .. بعد تصالح حما علاء مبارك مع لجنة استرداد الأموال المهربة ، وقيامه متضامنا مع آخرين بسداد مبلغ مليار و315 مليون جنيه للدولة ، بحسب موقع بوابة "الأهرام " المصرية ) كان بالأحرى لعلاء مبارك أن يرد أموال المصريين ! ، أما د . سعدالدين الهلالي بحواره مع عمرو أديب / كان رأيه بشكل أو بأخر ، يحتمل أكثر من جانب ! .
3 . وقد قدم ضد الكاتب أبراهيم عيسى بلاغا قضائيا / من أجل محاكمته قضائيا ، وهذا تطور مفصلي للقضية .. أنقل فيما يلي ملخصه ( تقدم المحامي فهمى بهجت ، بأول بلاغ للنائب العام المصري المستشار حماده الصاوى ، يطالب فيه بفتح تحقيق مع الإعلامى إبراهيم عيسى في اتهامات بـ " ازدراء الدين الإسلامي وإنكار ثوابته ونشر أخبار كاذبة " ) .
القراءة :
أن الكاتب المتنور أبراهيم عيسى ، لم يرتكب جرما ، ولم يهين أحدا بالتحديد ، ولم يقدم تصريحا يهدم به أركان الأسلام ! . أنما سرد رأيه بمرويات التراث الأسلامي - موضوعة المعراج / المختلف عليها أصلا ! . وهنا أنا ليس بصدد الدفاع عنه ، لأن موقفه لا يحتاج الى دفاع من أي أحد ، فهو الأخبر بما يقول ، ويستطيع الدفاع عن نفسه ، و شخصيا أنا معه بما قال / من جانب حرية الرأي ، وسوف أسترسل بموضوعة الأسراء والمعراج - علما أن المعراج مرتبط بها تحديد عدد الصلوات .
أولا - أن صحابة الرسول بذاتهم لم يتفقوا على الإسراء والمعراج ، هل كانت بالروح والجسد ، أم كانت بالروح فقط ، أو كانت مجرد حلم ! . ومن موقع / أسلام ويب ، أنقل ملخصا مما ورد بهذا الصدد (( من معجزات النبي التي حارت واختلفت وانحرفت فيها بعض العقول ، فزعمت أنها كانت مناماً ، أو كانت بالروح فقط .. ويستدل بعضهم بأثر عن عائشة ، بخصوص الإسراء والمعراج تقول فيه : ما فقدتُ جسد رسول الله ولكن أُسْرِيَ بروحه )) ، أذن زوج رسول الأسلام تقول أن الواقعة كانت " بالروح " وذلك لكون الرسول كان في فراشها . ويؤكد هذا الرأي معاوية بن أبي سفيان ، حيث يضيف ذات الموقع التالي (( وقال الشيخ محمد رشيد رضا: قد تجد حديثين عن عائشة ومعاوية يُفْهِمان أن الإسراء لم يكن بجسده الشريف ، وهما حديثان ليسا مما يحتج بمثلهما أهل العلم بالحديث .)) . ورأي أخر يقول أن الأسراء والمعراج ، كان والرسول نائم أي مجرد " حلم " (( وكذلك استدل البعض على أن الإسراء والمعراج كانا مناماً ببعض روايات الأحاديث ، كما في رواية شريك: وهو نائم ، وفي رواية أخرى قوله صلى الله عليه وسلم: أنا عند البيت بين النائم واليقظان )) . أما الرأي الأخر ، فيقول قولا مختلفا عما سبق (( وقد أجمع أهل العلم سلفاً وخلفاً على أن الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة ، وأنهما كانا في اليقظة بجسده وروحه ، ونقل الإجماعَ على ذلك القاضي عياض في ( الشفاء ) ، والسفاريني في ( لوامع الأنوار ).. وأقوال أهل العلم في أن الإسراء والمعراج كانا في اليقظة بجسده وروحه كثيرة .. )) .
ثانيا - مما سبق ، نرى أنه لا يوجد أي أتفاق بالرأي حول الأسراء والمعراج ( هل كان بالروح ، أم بالروح والجسد ، أم كان مناما / أي أن الرسول كان نائما ! ) ، والتساؤل هنا ، أن العشرات من الصحابة والتابعين بينوا رأيهم في هذه الواقعة ، بشكل مغاير ومختلف / الواحد عن الأخر ، ومن ثم المئات من الفقهاء والمحدثين والباحثين كتبوا في هذا الشأن ، والجميع لم يتفقوا على مسار أو أتجاه واحد ، فلم عندما قال أبراهيم عيسى قوله " قامت الدنيا وأرى أنها سوف لن تقعد " .. أن السبب الرئيسي لهذه الهجمة ، لأن هذا الكاتب المتنور ، يشكل مفهوما جديدا للموروث الأسلامي بترك الغض منه .
ثالثا - من جانب أخر ، أن البعض يقول أنه هناك أكثر من عملية أسراء - أيضا غير متفق عليها ، وهذه أشكالية أخرى ! ، فمن موقع أسلام أون لاين ، أنقل التالي (( وكان الإسراء مرة واحدة وقيل مرتين : مرة يقظة ومرة منامًا ، وأرباب هذا القول كأنهم أرادوا أن يجمعوا بين حديث شريك وقوله : ( ثم استيقظت ) وبين سائر الروايات ، ومنهم من قال بل كان هذا مرتين : مرة قبل أن يوحى إليه ومرة بعد الوحي كما دلت عليه سائر الأحاديث ، ومنهم من قال بل ثلاث مرات: مرة قبل الوحي ومرتين بعده )) .
رابعا - أرى أن موضوعة تحديد عدد الصلوات ، التي تمت في عملية المعراج ، أيضا مثيرة للجدل ، أذا لم نقل أنها خيالية ( في الحديث الصَّحيح الذي رواه أنس بن مالك فقال : فُرضت على النبي ليلة أسري به خمسين صلاة ، ثم نقصت حتى جعلت خمساً .. وكذلك حوار سيِّدنا محمد مع سيِّدنا موسى في حادثة الإسراء والمعراج .. ) وللتوضيح : حيث كان النبي موسى يلقن محمدا لكي يناقش الله ، أن ينقص عدد الصلوات ، حتى أستقرت بعد رحلات مكوكية مع الله من خمسين الى خمس صلوات . التساؤل هنا : هل يعقل أن أمرا تساوميا ، كهذا ، أن يحدث مع الله ! .
خاتمة :
مؤسسة الأزهر وشيوخ الأسلام يقولون ، بأن " كل ما ورد في القرآن الكريم وسنة سيدنا النبي الثابتة من المسلمات التي لا يقبل الخوض فيها مطلقا ، ولا يقبل تفصيل أحكامها وبيان فقهها من غير المتخصصين " هنا أتساءل هل كان حبر الأمة بن عباس مرورا بأبن كثير والطبري وأبن تيمية والأمة الأربعة ، هل درسوا بجامعات أو مؤسسات دينية أسلامية فقهية ، أم أنهم تعلموا وطالعوا وبحثوا ومن ثم أجتهدوا .. ، هنا أنا لا أقارن أبراهيم عيسى بهم ، ولكني أقول أن لكل فرد أجتهاده ، وعيسى أيضا كان له عشرات البرامج / القاهرة والناس و مختلف عليه ، يناقش بها كبار الكتاب والباحثين . من جانب أخر في تأريخنا الأدبي الكثير من الأدباء لم يكن لهم أي تحصيل أكاديمي ، ك عباس محمود العقاد - وهو أشهر من نار على علم .. خلاصة القول شيوخ السلفية وجماعة الأخوان ، يريدون لجم الأفواه بأي شكل كان ، أما قتلا / د . فرج فودة ، أو أغتيالا / كطعن نجيب محفوظ ، أو تهجيرا / د . نصر حامد أبو زيد ، أو سجنا / أسلام بحيري ، أو تكفيرا / د . سيد القمني ، والقائمة تطول ، والأن وصل الأمر الى المبدع " أبراهيم عيسى " الذي بدأ بتحطيم الصنمية الفكرية للموروث الأسلامي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا