الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان حول الحرب المتوحشة والجمل الثورية الفارغة للأحزاب الشيوعية

قاسم محمد حنون

2022 / 2 / 28
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


في خضم الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم . يبدو أن الحركات والاحزاب والمنظمات الشيوعية بشكل عام والفكر الماركسي بشكل خاص لم تفهم العالم بعد ولم تتعلم شي من أخطأها . هاهي تكرر نفس الجمل الشعاراتية الإنشائية التي لا تسمن ولا تغني من جوع . مازال حديثها بعيدا عن أرض الواقع .ففي الوقت أن الكل تتفق أن النظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا والغرب يزحف إلى كل شبر في العالم وهاهو يصل إلى آخر معقل على تخوم روسيا دون أن تتمكن قوة أو فكرة أن توقف هذا الزحف . وهذا الزحف يتم فيه استخدام كل الوسائل كما قال فوكو . المعرفية والفن والأخلاق. في كل دول العالم يتم الحديث الان عن الثقافة الغربية . عن الموضة الغربية . عن السلاح الغربي . عن الديموقراطية الغربية . عن الناتو عن الاتحاد الاوربي حتى المهاجرين يسار ويمين يهاجروا إلى أوربا. رغم طردهم وابعادهم واذلالهم فهم يذهبون إلى أوربا كأن فيها ملكا" لا يظلم عنده احد ! .
الكل اليوم يتحدث عن الانسانية في أوربا والغرب الأمريكي . عن حقوق المرأة والطفل وحق الشيخوخة والتقاعد الأمن. الكل يتحدث عن المثلية على اعتبار أنها احد السلوكيات الطبيعية للافراد ويجب احترامها أو ادراجها ضمن السلوكيات الطبيعية للافراد . أو أنها احد مقومات الأخلاق في عصر ما بعد الحداثة الغربي الأمريكي .
لا أحد يؤشر الزحف الغربي الأمريكي إلى كل مفاصل الحياة في كل بقاع العالم . لا أحد يدين عالم الجريمة واللصوصية عالم الكبسلة والمخدرات عالم حتى الحروب والاحتلالات التي تقوم بها الترسانة الحربية الأمريكية الغربية . ويعتبرها الكثيرون حروب تحرير أو حروب إنسانية. لا أحد يدرك أن أمريكا والغرب وصلت إلى نهاية الحضارة وبدأت في مرحلة الانحطاط . أمريكا والغرب اليوم بدأت مرحلة التفسخ . يتم حاليا تهشيم الاسرة والغائها كبنى اجتماعية من خلال قوانين تدعي حماية الاسرة وهي في حقيقتها تقوم بالوصاية على الاسرة وسلب الأب والأم كل الصلاحيات في قيادة الاسرة والنتيجة شباب ضائع يتعاطى المخدرات ويمارس الرذيلة والأفعال المنحطة وهم مشاريع اجرام وغباء ولصوصية وكبسلة والهدف خلق أفراد استهلاكية مريضة وغير منتجة وغير فاعلة في الحياة وغير مشاركة في العملية الإنتاجية .
أن أمريكا والغرب تستخدم في هذا الصراع الداخلي إزاء شعوبها والخارجي إزاء شعوب العالم تستخدم القوة بكل أشكالها أو ما يسمى علاقات القوة كما أطلق عليها فوكو . عبر الوسائل الدبلوماسية من خلال مجلس الأمن وعبر المنظمات الدولية التي تسيطر عليها وعبر الالة الحربية والتهديد بالقوة العسكرية أو من خلال تنفيذ الاحتلالات أو من خلال المنظمات التي تطرح نفسها كمدافعة عن حقوق الإنسان حقوق المراة والطفل والحيوان والمثلية وهي في حقيقتها تروج للنظام الغربي الأمريكي المريض المتفسخ . وعبر القنوات الاعلامية المنتشرة في كل مكان وعبر الدول التابعة المنخرطة في النظام العالمي الجديد التي وجدت لنفسها مقعد في هذه المائدة المتعفنة .
أن التصرف الامثل هو الوقوف بوجه هذه الالة التدميرية ولا يتم ذلك من خلال الدعاء كما يفعل المسلمين ولا يتم ذلك من خلال طرح الشعارات ذاتها من برجوازية وراسمالية وطبقية وعمالية زائفة وليس لها أي رصيد في الواقع ، ناهيك أنه تم تجريبها على مدار ٧٠ سنة لتنتهي إلى فشل ذريع سرّع كثيرا من زحف النظام العالمي المريض إلى كل شبر في أرض العالم .
وازاء هكذا نظام مريض يستخدم كل الوسائل المتاحة وكل الأفعال القذرة من أجل أن يتسيد على كل العالم ومن أجل أن يقود إلى تفسخ وانهيار العالم كما تنبأ ماركس في نهاية الجزء الأول من رأس المال . ولكن هذا التفسخ ليس من خلال العملية الإنتاجية فقط وإنتاج هائل للسلع وحرق المواد الأولية حسب ماركس وإنما من خلال استغلال جميع الامكانيات والوسائل بما فيها تحطيم الذات البشرية واعادة انتاجها وفق العقلية الغربية الجديدة . تحطيم البنى الاجتماعية . تحطيم الاسرة . الاسرة التي قادت التأريخ وقادت البشرية وصنعت المعجزات وانقذت البشرية من الهلاك في مراحل عصيبة من التأريخ . أن اغبياء مثل بوش وترامب وتاتشر وريغان وبايدن وماكرون وميتران لا يمكن أن يقودوا العالم . هؤلاء بالتأكيد ليسوا أحفاد النظام البرجوازي الذي جاء لانقاذ العالم الغربي من المجاعة والعوز والمرض . هؤلاء لايعرفوا شيء عن التبادل المتكافى الذي حلم به آدم سميث وفق قاعدة المصالح المتبادلة .
وازاء منطق القوة والعجرفة والغباء هذا يتطلب وقفه من خلال إجراءات قد تكون قاسية ولكنها ضرورية للجم هذه الحيوانات المفترسة التي أُطلق لها العنان لتدوس على كامل البشرية . وقد قلنا سابقا أن هناك عالم جديد يتشكل في شرق العالم . في روسيا والصين والدول الشرق آسيوية. ورغم أن الصين والدول الشرق آسيوية منخرطة في الماكنة الغربية الا أن البنى الاجتماعية وتاريخها الثوري يجعلها مرشحة أن تنظم في مرحلة من الصراع إلى جانب روسيا القومية . روسيا التأريخ والمد الثوري . التي اختارت منذ مدة أن تقود عالم جديد يقف بوجه العالم الغربي المتوحش .
أن دعوات رفض الحرب دعوات ساذجة تنم عن قصر نظر للأحداث . حيث ليس هناك من يناصر طبول الحرب ولكن هل كان هناك سلام منذ أن جاء هذا العالم الغربي الجديد . أن الاحصائيات تقول ان ٨٣ % من سنوات البشرية كانت عبارة عن حروب وعلى هذا الأساس فان حرب صغيرة هنا أو هناك تسهم في طرح مشروع جديد تكون مهمة وتضع العربة على السكة .
أن دعوات وقف الحرب أو ادانتها من منطق الانسانية أو من منطق الوقوف مع الشعوب المقهورة هي دعوات ساذجة لأن العالم الغربي قام بسحق الشعوب طيلة ال ٣٠٠ سنة الماضية دون أن يشعر بذلك احد . موت بطيء ومع ذلك تجد أن كل القنوات العالمية والاقليمية والمحلية ومعظم مثقفي واعلامي وكتاب العالم يروجون ويتحدثون عن الثقافة الغربية الجديدة . الثقافة التي قادت شعوب العالم الثالث إلى المجاعة والعوز . بشكل أن لا أحد يتأثر على العامل في الصين أو دول شرق آسيا وهم يعملون لساعات طويلة مقابل أجور متدنية لا تصل إلى أكثر من ١٠٠ دولار في الشهر بينما العامل الاوربي يتحصل على أكثر من ٢٠٠٠ دولار في الشهر ولساعات قليلة .
اننا في حركة حفاة نقف إلى جانب المقهورين والشعوب المستضعفة . إلى جانب العمال الذين يتم استغلالهم في الصين والمجتمعات الخاضعة التابعة . نقف إلى جانب الحفاة الذين لم يجدوا فرصة للحياة . فرصة للعمل . إلى جانب الذين لم يحصلوا على مقعد في مائدة التأريخ .
نقف إلى جانب الشعوب المقهورة في دول المعسكر الاشتراكي السابق حيث مازالت هذه الشعوب في اوكرانيا وبولندا وشرق المانيا تعيش وضع اقتصادي بائس ولم ينقذها الانظمام إلى المجتمع الغربي أو الانظمام إلى حلف الناتو أو الاتحاد الاوربي فمازالت دول ومجتمعات تابعة ومستوى الفرد مازال متدني لا يتجاوز دخل الفرد ٢٥٠ دولار شهريا بساعات عمل طويلة . وتنتشر فيها الجريمة والمافيا واللصوصية والمخدرات . وننحاز ونتعاطف مع الشعب الاوكراني التي قادت سياسة البلد أن يكون في محرقة الصراع الدولي .
نحن في حركة حفاة نقف ضد العالم الغربي الأميركي ونناصر كل العمليات والمحاولات والادبيات والثقافات التي تساهم في وقف هذه الالة التدميرية . حتى لو كانت هذه العمليات تدار من قبل أمراء حروب أو من خلال نزعات قومية أو باحثة عن أمجاد شخصية أو تاريخية . أن استمرار قيادة العالم من قبل أمريكا والغرب سيعجل كثيرا من تدمير الشعوب وانتشار العوز والمرض والفاقة وليس أمامنا سوى دعم هذه الفرصة التاريخية المتمثلة بالخطوة الروسية التي أن كتب لها الانتصار فإنها ستؤدي إلى خلق بؤرة جديدة في العالم تصطف خلفها كل الحالمين والساعين إلى نظام عالمي جديد تعيش فيه الشعوب بوضع افضل .
يا حفاة العالم اتحدوا
حركة حفاة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسمعوا وعوا: الملياردير بوتين من الحفاة!؟
طلال الربيعي ( 2022 / 2 / 28 - 20:00 )

فاجأني عنوان مقالك الضخم والهائل ولكن عندما وصلت الى استنتاجك (اين هو؟ الخطوة الروسية. اي والنعم! والملياردير بوتين واولغاركيته هم من الحفاة!؟), خطرت ببالي عبارة
-تمخض الجبل فولد فأرة-
وحتى الفأرة ليست هناك! فيبدو, يا سيدي الكريم, ان القطة قد التهمتها بكل مكر او طيبة خاطر (التفسيرات عديدة لأن القطة من اتباع ما بعد الحداثة), وليس بسذاجة الشيوعيين, مع الاعتذار لكليلة ودمنة! ولذا لا ادري لماذا لم يقترح الكاتب المحترم على شيوعيي عالمنا ان افضل وسيلة لهم للتخلص من -شعارات ذاتها من برجوازية وراسمالية وطبقية وعمالية زائفة وليس لها أي رصيد في الواقع (اي واقع!)- هو ان يحلوا محلها شعارات من كتاب كليلة ودمنة كبرنامج عمل وبديلا للبيان الشيوعي او مكملا له؟ ونحن سنرفع عندها أيادينا الى السماء و نردد بأعلى حنجرتنا -لا يحمد على مكروه سواه. آمين يا رب العالمين!- ا

وهل نحن معادون للعالم الغربي الأميركي أم الى حكومات ونظم رأسمالية متوحشة حالها حال روسيا بوتين!؟

اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار