الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكثر الناس! (تجربة حياة)

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2022 / 2 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


علمتني الحياة أن:
-أكثر الناس غباءً من ادعى الذكاء الخارق وتتبع الخلل والغباء فيمن حوله! وحتى لو توافرت لديه القدرات العقلية الخارقة, فعليه ألا يحبسها في إطار محدود يغلفه الغرور والعناد والتمركز حول الذات والاستخفاف بعقول وآراء الآخرين... يجب أن يكون هناك ’معادل موضوعي’ أو نشاط أو ناتج واقعي ملموس يعكس ما يتمتع به من قدرات وامكانات (الموضوع مش مجرد كلام)!
-أن يكون لديك قدرات محدودة تدركها جيداً وتستثمرها وتوظفها في الموضع الصحيح خيرٌ من أن تتمتع بذكاء خارق تستعرضه فقط ولا تستثمره في أي شيء نافع! مثلا يجب أن نحترم من أنجز شيئا صعبا في الإطار الزمني الطبيعي أو أحيانا في أقل من ذلك برغم مما قد مر به من مشكلات وأزمات أو ضغوط (اجتماعية كانت أو مادية أو أسرية أو نفسية أو....). هناك ثقافات تعامل هؤلاء باحترام شديد وإجلال! وهناك ثقافات تعايرهم وتسخر منهم...وهذا يتوقف على مدى الرقي النفسي والاجتماعي والسلوكي...
-أكثر هم انحرافا هو من كال الاتهامات لغيره بالإنحراف! (لأنه ببساطة لو كان ماشي عدل كان حس بالأمان والإستقرار النفسي وبالتالي لتوقف عن تتبع عورات الآخرين)!
-أكثرهم اضطرابا من يتهم غيره دائما بالإضطراب النفسي (المرض النفسي مش عيب لأنه -كأي مرض عضوي -يصيب الإنسان غصب عنه...فالإنسان العاقل هو من يدرك مرضه سريعاً ويسعى للعلاج، أما المكابر فهو من ينكر مرضه ويدعي السلامة ويتأخر في العلاج حتى تستفحل حالته)...مشكلتنا أننا نضرب على هذا الوتر لكي نثبت لأنفسنا أننا ’عاقلون’ سلام مقارنة بالكائنات الأخرى المضطربة.
-أكثر الناس إدعاءً للبساطة والتواضع هم أكثرهم غروراً وتعقداً من الداخل...لأن التواضع يتضمن في طياته السكينة والثقة والهدوء واحترام كل الآراء والرقي في استخدام الألفاظ والجمل والعبارات! يعني مثلا ما شفتش حد بسيط متواضع ’يقفل’ الحوار في أي موضوع مهما كان نوعه لصالحه بعبارات مكررة: ’خلاصة الكلام’...’الناس خلاص قالت كلمتها’...’الموضوع حسم تماما’...أكيد ده دي مش طريقة حوار موضوعي راقي...كمان التفكير العلمي لا يدعونا إلى قفل الحوار طالما أن الأمر قيد الإجتهاد والتفكير والتأمل!
-الفاشل من يقارن نفسه فقط بالأصغر منه والأقل منه في السن والدرجة ولا ينظر إلى نظرائه الذين فاقوه بمراحل! يعني مصر مثلا المفروض تقارن نفسها (مش حنقول بأمريكا أو بريطانيا) بس تبص لدول مناظرة زي ’تركيا’ و’ماليزيا’ مش تبص بس على دول فقيرة مواردها محدودة زي ’الصومال’ أو ’اريتريا’ ونقول: ’احنا ما عندناش مجاعة!’
وفي الآخر لا أملك إلا الدعاء: يارب...يارب...إدي كل واحد على قد نيته!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو