الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقدم كتابة عربية نبطية كانت على نُصب تذكاري مسيحي

فريدة رمزي شاكر

2022 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقش عربي نبطي منحوت على صخرة في السفوح الشرقية لجبال عسير ، تم العثور عليه لأقدم كتابة عربية نبطية معروفة في المملكة العربية السعودية ، من حوالي. 470 ميلادية تنتمي إلى ثقافة مسيحية وتسبق الإسلام بـ 150 عامًا.
في ديسمبر 2015 ، نشر باحثون من بعثة فرنسية سعودية لدراسة النقوش الصخرية في جنوب السعودية تقريرًا من 100 صفحة في Académie des In--script--ions et Belles-Lettres الفرنسية والذي أفادت بأن أقدم نص عربي منحوت على حجر كبير مستطيل الشكل. تم العثور عليه بالسعودية ، وهو ببساطة إسم "ثوبان ابن مالك" مزين بصليب مسيحي. يظهر الصليب نفسه بشكل ممنهج على لوحات أخرى مماثلة تعود إلى نفس الفترة تقريبًا أو أقل.

- هذا الإكتشاف مثير لأنه يظهر أن أصول الأبجدية العربية المستخدمة في كتابة القرآن و تنتمي إلى سياق مسيحي. و تسمى هذه الأبجدية بالنبطية ، لأنها تطورت من النص الذي إستخدمه الأنباط. مثال على ذلك نقش الكتابة النبطية الذي يقدس الإله قاسيو. وهو من البازلت بالقرن الأول الميلادي، والذي وجد في سيا بحوران جنوب سوريا.
أما النص القديم على الصخر هو إرث لمجتمع مسيحي مزدهر في المنطقة و مرتبط أيضًا بظهور مملكة يهودية قديمة هي مملكة حمير وحكمت ما يُعرف اليوم باليمن و السعودية.

-وجود مسيحيون في الصحراء بالجزيرة ينفي تماما ما تصوره الروايات الإسلامية بأن الجزيرة قبل الإسلام كانت فوضوية وجاهلية ومليئة بالإضطرابات العقائدية التي تمكن صاحب الدين الجديد من توحيدها !! فالنص الإسلامي لا يذكر الجاليات المسيحية واليهودية العديدة ومعيشتهم في جميع أنحاء شبه الجزيرة التي كانت مزدهرة أيامه!.
ألقت الدراسة بهذا النقش ضوءًا جديدًا على التاريخ المعقد للمنطقة قبل الإسلام والذي طُمست أغلب ملامح ذلك المجتمع التعددي. كانت مملكة حمير اليهودية إحدى الممالك المهمة في الجزيرة في ذلك الوقت.
تشهد النقوش الملكية الموجودة في العاصمة السعودية الرياض وبئر حمى ، شمال اليمن ، كيف وسعت مملكة حمير خلال القرن الخامس نفوذها إلى وسط الجزيرة ومنطقة الخليج الفارسي وفي منطقة مكة والمدينة ، والمعروفة بإسم الحجاز.

- أفادت مصادر مسيحية قديمة أن مسيحيي مدينة نجران المجاورة تعرضوا لموجة إضطهاد من قبل الحميريين عام 470. و يظهر إسم ثوبان بن مالك على ثمانية نقوش مع أسماء مسيحيين آخرين. يعتقد الخبراء الفرنسيون أن هذه النقوش هي شكل من أشكال إحياء ذكرى ثوبان ورفاقه المسيحيين الذين إستشهدوا لرفضهم إعتناق اليهودية.
يعتقد الباحثون أن إختيار المسيحيين للخط النبطي العربي القديم لإحياء ذكرى رفاقهم كان عملاً من أعمال المقاومة التي تقف في تناقض حاد مع النقوش التي تركها حكام حمير في موطنهم سبأ. كان تبني نظام كتابة جديد وسيلة لإظهار الإنفصال عن حمير اليهودية.

- أدت المقاومة المتزايدة والضغط الخارجي إلى إسقاط حمير. تقريبًا حوالي 500 م. ، سقطت في أيدي مملكة أكسوم الإثيوبية المسيحية. وعلى مدار القرن التالي ، كانت حمير مملكة مسيحية إستمرت في السيطرة على شبه الجزيرة العربية. خلال النصف الأخير من القرن السادس ، سار أحد حكامها ،الملك أبرهة الحبشي، عبر بئر حمى ، يثرب ، واحة الصحراء التي أصبحت بعد 70 عامًا تعرف بإسم المدينة المنورة . ومنطقة الحجاز ونجد.. وهناك نقش جداري بمنطقة ظفار بسلطنة عمان، التي كانت عاصمة الدولة الحميرية حتى عام 540 م. ، تصور رجلاً يتقلد سيفه ويرتدي تاجاً حبشياً وعلى ملابسه نقش الصليب، تم تفسيره على أنه نائب ملك أكسوم الحبشي . ومن النقش يتضح تأثر أثيوبيا بالطراز القبطي المتبع للآن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر، مثل عنقود العنب المُورِق على الجانب الأيسر من الجدارية و الذي يشير لعصير الكروم المستخدم في الكنيسة. مايعني وصول مملكة أبرهة الحبشي لمنطقة ظفار بسلطنة عمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24