الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (2).

راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)

2022 / 3 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مرحبا، لا أعلم ماذا اطلق على نفسي في ظل انني لا استطيع الإفصاح حتى عن اسمي لكوني ملحدة في دولة ثيوقراطية شمولية إسلامية تجرم الاختلاف الفكري. يمكنكم وصفي بـ"المجهولة ". سأترك هنا قصة خروجي من الإسلام وأتمنى لكم قراءة ممتعة. في أواخر عام 2015 تركت الإسلام و ألحدت بعد أن كنت مشككة على درجات منذ الطفولة. تسمية مراحل التحول الفكري الانتقالية التي مررت بها من داخل إلى خارج الإسلام كتالي: بدأت كمسلمة سنية على ما تم تلقيني، ثم مسلمة قرآنية، ثم ملحدة بلا دين. في مرحلتي القرآنية كنت أرى أن الحديث هو مجرد كلام بشر لا يجب أخذه كمصدر تشريعي. لم أكن أرى من المنطقي أن تكون أحاديث رجل كسائر البشر تطبق وتأخذ كتشريعات. كنت مقتنعة أنه لا يجب اخذ اراء محمد الخاصة به كأحكام وتشريعات بجانب القرآن الذي كنت أؤمن أنه "كلام الله" الكامل!! كنت أرى أن القول بشرعية الحديث هو غلو ومبالغة بتقديس شخص محمد. أما جميع الأحاديث العنيفة والعنصرية والتي تقود لكراهية وامتهان غير المسلمين والنساء كنت أعتبرها محرفة لأنها لا تليق برسول الله. هذا التفكير أراح ضميري وخفف التناقض الذي كان يعصر عقلي لأن أغلبية أحاديث محمد مليئة بكل ما هو شنيع من اعتداءات جنسية ولفظية وكراهية وتنمر. باختصار تلك الأحاديث مليئة بالكثير من ما هو مناقض للرحمة والعدل والعلم أو مجرد آراء غير موضوعية أو محشوة بالكلام الانشائي. أن تكون قرآني يعني أن الإسلام بالنسبة لك هو القرآن فقط ولا داعي لأي كتاب آخر لتعلم الدين. كنت أشعر كالمسافر الذي تخلص من الأثاث الذي يثقل عليه في سفره بينما هو لا يحتاج ذلك الأثاث الإضافي حقاً.

رغم الراحة التي وجدتها في المذهب القرآني إلا أني بدأت أشك في القرآن أيضا لأني أصبحت أركز عليه كثيراً. وجدت فيه آيات مناقضة لأخرى وكلام غير منطقي ومشتت إلا أني كنت أرفض أن أستمع لتلك الشكوك لأنه لن يتبقى لي من الإسلام شيء فلم أستطع أن أتخيل أني يوما ما لن أكون مسلمة من قوة التلقين الذي تعرضت له منذ صغري ولأني في دولة إسلامية معظم سكانها مسلمين. في فترة ما، قررت أن أقوام خوفي لأنه غير مبرر عقلانياً فإذا كان القرآن حقا كلام الله فسيزيد بحثي وتساؤلي إيماني به وإذا هو ليس كذلك فإني في طريقي لمعرفة الحقيقة. أصبحت أدقق أكثر على الآيات ولا أمر عليها سريعا بل أنظر إليها بعين الباحثة عن الحق وليس المتعبدة واطلعت على معاني الكلمات التي لست متأكدة منها واستعنت بالتفاسير لأعرف كيف الآخرين فهموا نفس الآية. لقد تزايدت شكوكي وتساؤلاتي بعد أن رأيت تناقضات بالقرآن بعيداً عن السنة والأحاديث و قررت النظر إلى القرآن بنظرة محايدة متجردة من الإيمان المسبق أو التقديس الأعمى. قررت أن أقرأ القرآن وكأني أقرأه لأول مرة. لقد وجدت الكثير من الأخطاء من احتوائه على منطق مغلوط ومعايير أخلاقية معوجة والكثير الكثير من التناقض. بالإضافة إلى أخطاء العلمية فيما يخص الكون ونشأته بما في ذلك الأرض والشمس والقمر وبقية النجوم والكواكب. وأخطاء في ما يخص تكون الجنين كذلك. لم أجد شيء مفيد لي كإنسانة محايدة وكامرأة ايضاً بل يمكنني إيجاد المثيل وأفضل منه في كتب أخرى. لقد وجدت خالق الكون يتم تصويره في القرآن على أنه مهتم جدا بعلاقات محمد الجنسية وحياة محمد الشخصية وتهديد من يعارض محمد!! هل الله انزل دين جديد للعالمين لكنه يركز على محمد بشكل مفرط! وجدت وفرة من الأحكام الوحشية والعنف. إذا الله يعلم كل شيء قبل خلقنا لماذا يجعلنا نخطئ ليعاقبنا.

التصور الديني الإسلامي للرب يعود لكيان مختل غير منطقي وغبي بل ان مخلوقاته اذكى منه وبالتالي يستحيل أن يكون حقيقي. كوني امرأة لم أرى في الكتاب الذي كنت اؤمن به غير الإهانات والعنف والحبس والخيانة الزوجية بالتعدد والتشكيك بصحة عقلي وقراراتي الشخصية وصدقي. لم أكن فقط اشعر بالإهانة المعنوية بسبب هذه الآيات بل أشعر بتأثيرها المادي والملموس في حياتي فأنا أعطى أنصاف الحقوق والميزات التي يتمتع بها الرجل وكثير من الأحيان لا يوجد حتى النصف. أي رب هذا يخلقني فقط لأجل الرجل بعد أن خلقه أولا في قصة آدم وحواء. هل الله خلقني إنسان متساوي في الكرامة والحقوق أم أداة في يد الرجل. كنت أشعر بالإهانة وغير المنطقية عند كل آية تخص النساء. ماذا بعد هذا الصبر وتحمل العذاب والحبس. ماذا ينتظرني بعد كل هذا في الحياة؟ لم أرى سوى أنني إن دخلت النار ولم اتبع كلام الله سوف اصبح حطب لجهنم أو أن أعلّق بلساني بحديد ضخم من لهب ! ما هذا المضحك المبكي؟ حتى بالعقاب في جهنم لسنا متساوين وبالجنة كذلك لسنا متساوين. ماذا ينتظرني لو أطعت الإله الإسلامي؟ حلي من ذهب واستمر بعبادة زوجي و أدعي لزوجي وأثنى عليه مدى حياتي بالجنة وأشاهده وهو ينكح الحور العين؟ حتى بالجنة انا ممتهنة!! أشعرني ذلك بأن الله مختل يكره النساء!! رب يشبه بشر ذكوري سطحي !!!!!

بالنسبة لآيات القرآن الأخرى جميعها ترهيب وتخويف وكراهية وتحريض على غير المسلمين وتشريع للاغتصاب والسبي وزواج الأطفال …. الخ. لم أرى إلا النوادر جداً جداً من الآيات المريحة او التي تشعرني أن القرآن كتاب تسامح. بالنسبة لي القرآن كتاب مليء بالطاقة السلبية والكلام الغير معقول. لو كنت لم أولد في أسرة تقدسه، استحالة علي أن أؤمن به من البداية كما هو الحال مع باقي الأديان التي أطلّع عليها بنظرة محايدة و أرى نصوصها مضحكة وغير منطقية بل ومستحيلة ايضاً. الآن أشعر براحة كبيرة لتخلصي من كل ما يقيدني ويهينني ويستغبيني. لم أعد أرى نصوص القرآن إلا شيء بشري ومؤلفه بعيد كل البعد من أن يكون خير البشر أو حتى أذكاهم. كلامه مليء بالنسخ واللصق من المعتقدات الأخرى مع القليل من التحريف. إنما نجحت دعوته لالتقاء المصالح والتوقيت التاريخي بأن الفرس والروم قد ضعفوا من حروبهم مع بعضهم والأوس والخزرج قد رغبوا في من يوحدهم ومحمد وجد رجال تريد السبايا والغنائم أو تصدق وعود الجنة وشهواتها ليقاتلوا معه. على ذلك بنا من بعده الذين ورثوا دولته وحققوا ما لم يستطع هو تحقيقه. حتى مع خروجي من الإسلام ما زلت أعاني بسبب تصرفات الذين يؤمنون به ومن أحكام ظالمة في أنظمتنا القضائية المستمدة من الشريعة الإسلامية.

ملاحظة هامة: هذه السلسلة من القصص تم تسليمها لنا من أصحابها لغرض النشر. نحن نقوم بمراجعتها وتحريرها بفريق من المتطوعين وليس مجهود فردي وحسب. نقوم أيضا باستبدال المصطلحات العامية بمقابلها بالفصحى لمراعاة قواعد النشر وتسهيل الفهم لشريحة أكبر من القرّاء. كنّا ننوي نشر هذه السلسلة من المقالات في صفحة مستقلة وليس في صفحتي الشخصية لكن واجهنا مشكلة مع القائمين على الموقع لهذا سنواصل النشر بهذه الطريقة ونعتذر عن أي إرباك قد يحدثه هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لك والى المزيد
سهيل منصور السائح ( 2022 / 3 / 2 - 04:05 )
ليس هناك ارباكا ابدا. المتلقي لا يهمه اسم من كتب المقالة ولو كان عير مسلم في الاصل وانما يهمه المحتوى وهل يطابق الواقع ام املا. ان ما دونتيه من حقائق في مقاليك الاول والثاني لا يستطيع المسلم ان يفنده لا ن شمس الحقيقة لا تغطى بالمنخل لمن يتطلع الى الحقيقة وليس من يغمض عينيه واضعا ستار القدسية قبل التحليل والبحث عن الحقيقة. نحن في انتظار المزيد وشكرا لك على اظهار الحقيقة وللحقيقة فقط.