الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيما يستدعي المتثاقفون طاغيتهم لأنفلة الكورد.....لابد للمثقف العراقي أن يأخذ الحكمة من قبضة ملاكم !!!؟

فاروق صبري

2006 / 9 / 7
المجتمع المدني


في سياق حملته "أنا عراقي" أنجز موقع "كتابات" مهمة وطنية متألقة وتفرداً اعلامياً فعّالاً ولقد شاركت فيه بمقالي المتواضع"حينما صرخ والدي الأرهابي...." ولعل من أهم مقاصد ونيّات وأحلام الحملة هو استنهاض روح التوحيد والتقارب بين العراقيين وبمختلف مشاربهم القومية والطائفية والدينية.
والحملة مستمرة ومنطلقة صوب رحاب التأثير والتحقق بنجاح ازدحم الكثير من المواقع الالكترونية بركام (مواضيع) يسطّر (كتّابها) هواجسهم الملتبسة وهي تتناول اشكالية انزال(العلم العراقي) من على مؤسسات منطقة كردستان العراق وابداله بـــــــ(العلم) الكردي وبأمر من مسعود البرزاني الذي صرّح مرارا بأن الكرد لا يتحملون هذا (العلم) خاصة و نجماته الثلاث تشير إلى شعار حزب أتخم العراق وكرده بشكل خاص بالموت والحروب والذل وكونه صنع ، أي العلم ثلات النجمات البعثية بقرار من أقذر طاغية، مؤكداً تمنياته لتغييره أو ارجاع علم الجمهورية العراقية المنتسب لزمن أشرف رئيس دولة الشهيد عبدالكريم قاسم.
وفي هذا السياق نذكر حدثاً يمكن أن يكون مثلاً يضرب ولا يحتمل التاويلات المريضة والحدث أن الملاكم ديفيد توا دخل احدى حلبات الملاكة الدولية حاملا علم قومه تونجا الذين يعيشون كمواطنين في نيوزلندا ، حيث يقل عددهم عن سكان حلبجة ، لكنه أنشد بصوت عال مع الجمهور نشيده الوطني النيوزلندي وهو يضع قبضته على قلبه الذي ينبض بحب وطنه المحتضن لعشرات الأقوام والاثنيات والهاربين من جحيم حكوماتهم الثورية جداً!!! وفي اليوم التالي وبعده لم يشن صحافيو "الماوريين" ، هم السكان الاصليين حملات لإثبات (خيانة) الملاكم ديفيد توا وأرتباطه بالصهاينة أو بالشيطان ولم يستدعي كتّاب "الباكهه" ، هم الانكليز الأكثر عدداً "جميس كوك" مكتشف نيوزلندا كي يحضر ويقود حملة تأديب للتونجيين!!
فهل يمكن لركام المتثاقفين أن يأخذوا حكمة من قبضة الملاكم النيولندي ويتركوا ممارسة (ثقافة) نذلة وحاقدة بحق اكراد العراق !!؟
اشك في ذلك .....
ولكن من مسؤولية المثقفين العراقين المبدعين التوقف عند الحكمة التي أطلقتها قبضة الملاكم النيوزلندي والاخذ بها وبمن أحاطها بالحب لا بالتخوين ، بالنيّة الصافية لا بالمياه العكرة التي يسبح فيها متثاقفو الفتن والعقد القومية والذين هم والمعروفين منهم يجترون وبإخلاص نفس مفردات المقبورين من أمثال لطيف نصيف جاسم وطارق عزيز ومحمد سعيد الصحاف في وصف الكورد وتاريخهم وجغرافيتهم.

فلنتوقف أمام سطورهم ونتساءل:
كم هي معيقة ومسيئة ومشتته للحملة الشعبية الوطنية المستقلة "أنا عراقي" ؟
وأذ أتمنى أن يجيب المقيمون لهذه الحملة والمشاركون فيها على هذا التساؤل فأنني لا أستغرب أن الاسماء المستعارة والمتقنّعة بحرف الدال سوف تتواصل في التزامها بيقينيّات اكذوبة (ذات رسالة خالدة) ولا أتوقع منها غير هذا الهذيان والزعيق والشخير الدعائي المخلص جداً لمن أراد اذابة الكرد بكمياء الحزب المتعفن وبحملات التديّن البغيض .
من المؤكد أن الكاتب الكولومبي ماريو فارغاس يوسا يدرك حقيقة أعماق (البشر) حينما يسودها احساس العبيد لذلك قال بما معناه : لا يحضر الطغاة الا اذا استدعيناهم ....
فاالبعض الغارق في نشوة عبوديته ونعمتها القديمة ، الجديدة يحنّ وبمشاعر دونيّة عالية الوتيرة إلى حضور يوميات فارس المقابر الجماعية والحروب القومية ويلفع حنينه ذلك ومشاعره تلك بهوس يقظته في أن يحطّم صدام حسين بوابة سجنه كاي سوبرمان عروباوي _لكن كيف يحطّم ذلّه حينما سلّم بغدادنا للاحتلال البربري الاميركي والاسلاموي!!؟_ وينطلق صوب (شمال العراق) لقيادة حملة انفالية جديدة لتأديب الأكراد!!!!
والبعض هذا منتمي لحظيرة تجيد أرقامها استساخ الحقد المتوارث عبر الجينات الايديولوجية المآخوة من طبول الحروب وهلهولة للبعث الصامد ، هذا الحقد المستنسخ اليوم والمشكّك والمحرّف لتاريخ وهوية الكورد والموجّه ضد حاضرهم كشعب كردي يتمنى كباقي شعوب العالم أن يعيش من دون وصاية الأخ الكبير وبتوجياته وبجبروته وبعقائده ، وهذا يعني أن يتفهم هذا (الأخ) خصوصيات وأماني وطموحات (الأخ) الصغير كي يعيشا معاً عبر روح التكافئ الوطني وليس عبر نفق التعالي الفارغ والذي بتفريخه للكتبة على شكل الديناصورات وبتوسعه تتوسع بؤر (ثقافة) الدم والثأر والتخندق في ظلمة التعصب القومي.
واذ تعتبر مثل هذه (الثقافة) كارثة من كوارث ديمقراطية (التحرير) والنذالة الصدامية فأن ازالتها من حياة العراقيين أهم من الانتخابات الطائفية وأولوية تتقدم على عمليات استئصال سرطان بقايا القائد الضرورة والقاعدة والاحتلال.
وعبر هذا الموقع أدعو جميع المثقفين العراقيين المبدعين إلى حرق هذه الثقافة النذلة كونها الوجه الأخر والأكثر خطورة للاجساد الحاقدة المفخخة التي تحاول جعل عراقنا مقبرة مظلمة وعيوناً منطفئة تنزف الدم والحيرة والحسرات والخوف واليأس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع