الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أراءٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحدْ..(7)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2022 / 3 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إذا رجع الحكيم إلى حَجاه تهاونَ بالمَذاهبِ وازْدَراها
-المعرّي
"تناقضٌ ما لنا إلا السكوت له"
----------------------------
في نَحو بناءِ القَدَاسة، يَحدثُ أنْ يُبجّل التابع الحاضر أثرَ المتبوع الغائب، بإسرافٍ ومُبالغة شديدين..
فينسبَ له ..مثلاً ..جليلَ الكرامات، و يَعْزي إليه خوارق القدرات، ويمنحهُ عالي المَقامات، أو يُدَجّل عنه كليلَ السلوك وباهي المعجزات،
أو ربما نجده - مع مرور الوقت - يهذي به، ويُحدّث عنه من تراكمات الأخبار، ما يفوق أضعافاً مُضاعفة عمّا كان غبار القول عليه حقاً، أو ما كان يفعل ذاك المُرتجى في الواقع، أو ما يخالف حقيقة الذات لما يملك ذاك المتبوع في واقع الامر ..
و أظن أنّ الحال يكون هكذا تماماً في مُعظم الأديان و العَقائد الشمولية، حيث ينسلخ عقل التابع المؤمن كلياً بها، عنْ كلّ حسنة صدٍ أو مزيّة نقدٍ، حتى عن تلك التي كانتْ فيه بالأصل..
بمعنى أنّه قدْ يعمى هذا (التابع) عنْ أيّة محاسن حقيقية موجودة في المَتبوعِ بالفعل،
أو يجهل مَزايا جليّة، جاءَ بها ذاك المتبوع المُقدس، وأسبغها -حيناً- على تابعيه ..
كل ذلك يحصل بسبب خدعة الإطلاق، واليقين في صلاحية الفكرة، أو الرغبة العارمة بأن تكون القيم ثابتة مطلقة، وصالحة لكلّ زمانٍ ومَكان ..
وكما نرى، فإن الأمر يبقى على هذا النحو حيناً ما، قد يطول وقد يقصر، إلى أن ينقلب الواقع الجديد عليه (أي على وجود المتبوع ) ، فتتداعى عليه الأفهام ، من كل حدب وصوب ، بمن فيها التابعة له ، كتداعي الأكلة إلى قصعتها..
ثم بعدئذٍ يسحق الزمان ما جاء فيه، من بعض ذاك الحق وذكره المُبين،
الى يَنْقضي أمر هذا الحال الكلّي تماماً ، ثم بعد ذلك ، يأتي حقٌ مناقضٌٌ وجديد آخر، ليسلب أثره اللاحق، الحقَّ السابق..
تماماً كما فعل هو -في بداية انبلاجه - مع ثقافات جَلتْ وشعوب خَلَتْ ، وعادةً ما يستثير الانفعالات والحماسة تحت حجّة الهداية إلى اليقين الأصوب، أو الدعوة إلى الدّين الصحيح أو العقيدة الأكمل...
وهكذا - دواليك - تستمر الأكذوبة المُقدَّسة ..في نَهشِ مناحي الفَهم، وغيلة العَقل، و وَأد مبادئ المنطق...
قصارى القول :
على ضوء هذا السَلْبِ الأليم الذي يتَرَبّصُ بوجودِنا جميعاً ..
لربّما عزاؤنا الوحيد، أنّ هناك عقلٌ كليٌ،
يقبضُ على دفة الزمان ، ويوجه شراع الوجود برمّته ،
دائمَ الحضور ، حيّ التجلّي ، فاعلٌ في كل شيء ..
يمضي بنا بصمتٍ مُطْبقٍ، غيرَ آبهٍ - لحسن الحظ - بتخرّصاتِ أوهامِنا، ولا بأضغاثِ أحلامِنا..
هو الصائرٌ ، الذي يهمسُ لنا - بين الفينة والأخرى - بصَوتٍ خَفيٍّ :
استمرّوا .. استمروا ..
كلكُمْ - على حَق الزوال - مَاضون ...
أمّا أنا .. السّرْمَدي . . خيـرٌ و أبْقى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات