الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم كجنّات في مجتمعنا ...!؟

حيدر خليل محمد

2022 / 3 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تتعرض آلاف النساء للظلم في بلادنا ، لكن القليل جداً من تصل صوتها ، بسبب العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية المتخلفة ، وبسبب النظرة الذكورية السائدة في المجتمع .
جنات في العشرين من عمرها وصلت لمرحلة السادس العلمي ، وكانت متفوقة في دراستها وهي سعيدة جداً بما تقدمه من نشاط مدرسي وتحضى جنات بحب مدرساتها ، بسبب تفوقها العلمي ، جمال جنات كانت تُضرب بها المثل في المدرسة وبين صديقاتها وأقاربها .
حتى جاءت تلك الغيمة السوداء التي حولت جنات من طالبة متفوقة ورائعة الجمال الى امرأة عجوز لكن في العشرينات من عمرها ،نعم ، لأنها تحمل هموم الدنيا على أكتافها ، تفكر دائماً بالانتحار ، حتى تنقذ نفسها مما كُتب عليها .
عندما كانت جنات في السادس العلمي وتخطط لمستقبلها وتحلم لتدخل كلية الطب .
تقدم إليها شاب فاشل بائس لكنه ثري ، وافق أهل جنات على تزويجها منه ، بسبب حالتهم المادية البسيطة ، حيث كان الأب يلّوح لها دائماً بعد أن تقدم هذا الشاب لخطبتها بأنه لا يستطيع أن يتحمل تكاليف دراستها ، كانت تقول له لا بأس يا والدي لن اشتري الملابس ، سأعمل سكرتير مع طبيبة وانا اتحمل التكاليف واساعدكم أيضا ، لكن الأم أصرت إلا أن تزوج أبنتها من هذا البائس الثري ، لتتباهى بصهرها الثري أمام أقرانها ! .
تركت جنات مقاعد الدراسة تحت الضغط وتأسف مدرساتها ، وتزوجت ، لم تدم زواجها أكثر من سنتين ، وبسبب عدم الإنجاب ، وبالرغم مما قدمته من حب ورعاية لزوجها إلا أنه كان يخونها وهي تعلم بخيانته لها ، لكن أصرت على حبها له .
وبعد الفحوصات الطبية تبّين أن الخلل ليس بجنات بل بزوجها ، وحين علم بالفحوصات الطبية طردها من بيته ، جاءت تشكي أمها ، فما كانت من هذه الأم إلا أن تعنفها وتضربها حتى هربت من البيت ، ولا تعلم أين تتجه ، وهي تلك العفيفة التي لا تريد أن تلوث سمعة أهلها وتذهب ككثير من الفتيات للعمل في النوادي الليلية ، فكرت أن تذهب لأحد جسور بغداد وترمي بنفسها من فوقها ، إلا أنها تراجعت وذهبت لبيت إحدى صديقاتها مؤقتا .
جنات صاحبة الوجه المشرق ، اصبحت شاحبة .
جنات صاحبة الأحلام تببدت كل أحلامها ، اليوم لا تريد سوى أن تعيش بأمان ، لا تريد ان تحلم بأية أحلام ، في ظل مجتمع ذكوري ، يعيش حياة الجاهلية والانانية والقسوة وظلم النساء .
كم فتاة مثل جنات تبددت أحلامها ، وذهب جمالها ، كم فتاة مثل جنات استسلمت اما للانتحار أو أن تعيش بذل ومهانة تحت رحمة مجتمع متخلف جاهل بائس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصة الكاملة لضبط عصابة تغتصب الاطفال في لبنان عن طريق «تيك


.. من بقايا جاءت من العراق.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمر




.. العربية ويكند | معايير السعادة لدى الشباب.. و تأثير وسائل ال


.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز




.. الصحفية غدير بدر