الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زفر واحد أم زفرين! صيامنا الى أين؟؟.

ظافر شانو

2022 / 3 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحية وإحترام:

بما أننا في زمن الصوم, كثيراً ما ينتهي الى أسماعنا مصطلح "زفر واحد أم زفرين"! وبعدها تبدأ الفتاوي التي لا حصر لها من البسيطة الى عجيبة العجاب!! حتى ترانا نبتعد كثيرا عن المعنى الحقيقي المراد من الصوم في المسيحية! وهنا سأتطرق محاولاً الأختصار الى ما فهمته أنا عن نفسي من المراد من صيام الطعام في المسيحية وكما فهمته من تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس.

ترى البعض يتفاخر بصيامة والتزامة بالصيام وتقواه و ورعه وبفعله هذا يُذكرني بالشاب الغني الذي كلم السيد المسيح على الطريق قائلاً:
مر 10-17 وخرَجَ إلى الطَّريقِ، فأسرَعَ إلَيهِ رَجُلٌ وسَجَدَ لَه وسألَهُ: ((أيُّها المُعَلِّمُ الصَّالِـحُ، ماذا أعمَلُ لأرِثَ الحياةَ الأبديَّةَ؟)).... .
مر 10-21 فنَظَرَ إلَيهِ يَسوعُ بِمحَبَّةٍ وقالَ لَه: ((يُعْوزُكَ شيءٌ واحدٌ: إِذهَبْ بِــــعْ كُلَّ ما تَملِكُه ووَزِّعْ ثَمنَهُ على الفُقَراءِ، فيكونَ لكَ كَنْزٌ في السَّماءِ، وتَعالَ اَتْبَعني)).
وكلنا نعلم كم كان حزن هذا الشاب كبيراً لغناه وكثرة أمواله!! وهكذا نفس هذا الكلام ينطبق على الكثير من المتمكنيين ممن يتفاخرون بصيامهم أمام الآخرين ويحملون السيد المسيح والبشر جميلاً بصيامهم من الزفر والزفرين!!.

بالمختصر المفيد صيام المسيحية يشتمل على صيام روحي جسدي وصيام الطعام, لن أتطرق الى الروحي الجسدي هنا لانه واسع جداً وسأتكلم عن صيام الطعام لأنني أختصره بجملة واحدة فقط وهي: (صيام الطعام يجب أن يتناول فيه الصائم عند أفطاره طعام أفقر فقراء الأرض طيلة فترة أيام الصيام) وبهذا سيتعرف الى معنى الصيام عن الطعام الحقيقي لأنه عندها سيحس فعلا بجوع الآخرين وحاجتهم لكل قطعة فتات يرميها جنابه الكريم في سلة المهملات بعد أفطاره!!, فالرب هنا يريدنا أن نحس بحال الفقير, فهؤلاء الفقراء على مدار السنة صائمون ولا يحملون الآخرين جميلاً لصيامهم القسري على عكس ......! من أين أستنتجت أنا هذا الكلام؟ من قول السيد المسيح:
مت 25-34 ويقولُ المَلِكُ للَّذينَ عن يَمينِهِ: تَعالَوا، يا مَنْ باركهُم أبـي، رِثُوا المَلكوتَ الّذي هَيَّـأهُ لكُم مُنذُ إنشاءِ العالَمِ، .
مت 25-35 لأنِّي جُعتُ فأطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيْتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآوَيْتُموني، .
مت 25-36 وعُريانًا فكَسَوْتُموني، ومَريضًا فَزُرتُموني، وسَجينًا فجِئتُم إليَّ.
هذا هو الصوم الذي يريده السيد المسيح منا لا صوم الزفر والزفرين والتفاخر به أمام الآخرين وهذا ما يؤكد عليه بقوله:
مت 6-16 وإذا صُمْتمُ، فلا تكونوا عابِسينَ مِثلَ المُرائينَ، يَجعلونَ وجوهَهُم كالِحَةً ليُظهِروا لِلنَّاسِ أنَّهُم صائِمونَ. الحقَّ أقولُ لكُم: هؤُلاءِ أخذوا أجرَهُم. .
مت 6-17 أمَّا أنتَ، فإذا صُمتَ فاَغسِلْ وجهَكَ واَدهَنْ شَعرَكَ، .
مت 6-18 حتّى لا يَظهَرَ لِلنّاسِ أنَّكَ صائِمٌ، بل لأبيكَ الّذي لا تَراهُ عَينٌ، وأبوكَ الّذي يَرى في الخِفْيَةِ هوَ يُكافِئُكَ..

وبالعودة للعهد القديم في الكتاب المقدس نجد في سفر النبي إشعيا ما يلي:
اش 58-1 وقالَ الرّبُّ: ((اَصرخ عاليًا ولا تترَدَّدْ واَرفَعْ صوتَكَ كالبوقِ أخبِرْ شعبي بمَعصيَتِهِم بَيتَ يَعقوبَ بخطاياهُم. .
اش 58-2 يَطلُبونَني يومًا فيومًا ويُريدونَ معرِفَةَ طُرُقي، كأنَّهُم أُمَّةٌ تعمَلُ بالعَدلِ ولا تُهمِلُ وصايا إلهِها. يُطالِبونَني بأحكامِ عادِلةٍ ويُريدونَ التَّقرُّبَ إليَّ .
اش 58-3 يقولونَ: نصومُ ولا تنظُرُ، ونتَّضِعُ وأنتَ لا تُلاحِظُ. في يومِ صومِكُم تَجدونَ مَلَذَّاتِكُم، وتُسخرونَ جميعَ عُمَّالِكُم. .
اش 58-4 للمُشاجرةِ والخُصومةِ تَصومونَ، ولِلضَّربِ بقَبضةِ الشَّرِّ. صيامٌ كصيامِكُم هذا اليومَ لا يُسمِعُني صلَواتِكُم في العَلاءِ .
اش 58-5 أهكذا يكونُ صَومٌ أرَدتُهُ يومًا واحدًا يتَّضِعُ فيهِ الإنسانُ؟ أم يكونُ بإحناءِ الرَّأسِ كالعُشبةِ واَفتراشِ المُسوحِ والرَّمادِ؟ صَومُكُم هذا لا يُسَمَّى صَومًا ولا يومًا يرضى بهِ الرّبُّ. .
اش 58-6 فالصَّومُ الذي أُريدُهُ. أنْ تُحَلَ قُيودُ الظُّلمِ وتُفَكَ مَرابِطُ النِّيرِ ويُطلَقَ المُنسَحِقونَ أحرارًا، ويُنزَعَ كُلُّ نيرٍ عَنهُم، .
اش 58-7 أنْ تفرِشَ للجائِعِ خبزَكَ وتُدخلَ المِسكينَ الطَّريدَ بيتَكَ، أنْ ترى العُريانَ فتَكسوَهُ ولا تتهرَّبَ مِنْ مُساعَدةِ قريبِكَ. .
اش 58-8 بذلِكَ يَنبَثِقُ كالصُّبحِ نورُكَ وتُزهِرُ عافيَتُك سريعًا. تسيرُ في طريقِ الاستقامةِ ويَجمَعُ الرّبُّ بمَجدِهِ شَملَكَ. .
اش 58-9 تدعو فيَستَجيبُ لكَ وتستَغيثُ فيقولُ: ها أنا. ((إنْ أزَلْتَ مِنْ بَينِكَ الظُّلْمَ والإشارةَ بالإصبَعِ والكلام الباطِل، .
اش 58-10 إذا سكبتَ لُقمتَكَ للجائِعِ ولَبَّيتَ حاجةَ البائسينَ يُشرِقُ في الظُّلمَةِ نورُكَ وكالظُّهرِ تكونُ لَياليكَ. .
اش 58-11 أهديكَ أنا الرّبُّ كُلَ حينٍ وأُلَبِّي حاجتَكَ في الضِّيقِ. أُقوِّي عِظامَكَ وأجعَلُ حياتَكَ كجنَّةٍ ريَّا ونَبعِ دائِمِ.

أتمنى لكل من يجاهر بصيامه عن الطعام أن يستفاد من هذا الموضوع الذي بالطبع هو ليس مُلزما الأخذ به ولا هو صادر عن مرجع كنسي لكنه فهم أنسان بسيط للصيام أحب أن يشارك أفكاره البسيطة معكم, صيام مقبول وكل عام وأنتم بألف خير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ