الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (6).

راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)

2022 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنتُ وهَّابي ثم شيعي ثم معتزلي والآن أصبحت لا ديني. خلال تجربتي الدينية تعرفت على مكامن الوجع. بعض النقاط يعتقد الإنسان المثقف أنها عادية عند النقاش فيها أو نقد النصوص الدينية لكن التطرق لها يوجع الكهنوت بقوة ويجعلهم يهاجمون بلا هوادة رغم بساطتها وهذا يجعل كل من يحاول تحليل نصوص الدين في محنة شديدة و موقف لا يحسدون عليه. أعتقد أن ملايين المسلمين لا يعرفون بالضبط ما هي العقيدة الإسلامية بخصوص صفات الله حسب النصوص الدينية. بتعبير آخر حسب خبرتي وتجاربي في الحياة توصلت إلى أن أغلبية المسلمين لا يعرفون أن الكثير من السنة تقول بأن الله يشبه آدم وأن الاختلاف هو في أن وجه وعيون ويد وأقدام آدم تختلف من حيث القوة والمقدار عن وجه وعيون و يد الله. هم في ذلك معذورين لأنهم يستندون على نصوص تُأوّلها البقية كي تخرج من هذا المأزق.

روى البخاري في صحيحه في باب خاص بالآية القرآنية الثانية والأربعين من سورة القلم "يوم يكشف عن ساق…" عن أبي سعيد الخدري أنه سمع محمد يقول: "يَكْشِفُ رَبُّنا عن ساقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ…". المسلم العادي لا يدري ما معنى هذا الكلام وما يترتب عليه من تجسيم لله الموافق أيضاً لظاهر القرآن الذي يُفهم منه أن لله وجه وأطراف ويجلس على كرسي وله وزن يحمله ثمانية من الملائكة ويكشف عن ساق وينظر إلى وجهه أهل الجنة وكذلك موافق للحديث المذكور في البخاري ومسلم وغيرهم الذي معناه أن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ونَصه "إنَّ اللهَ يُمهِلُ حتى إذا كان ثُلُثُ الليلِ هبَط، فيقولُ: هل من سائلٍ فيُعْطى؟ هل من مُستغفِرٍ من ذنبٍ؟ هل من داعٍ فيُستجابُ له؟". كيف ينزل ويطلع ويجلس ويُحمل ويُنظر إليه بلا جسم؟

الصورة تكون أوضح عند الاطلاع على حديث أن الله خلق آدم على صورته أو حديث رؤية الله على صورة شاب أمرد. قد "ثبت وصح" عند أهل السنة أن عبدالله بن عمر وأبا هريرة قد رويا عن نبي الإسلام محمد أنّه نهى عن ضرب الوجه لأن "اللهَ خلقَ آدمَ على صورتهِ" وفي لفظ آخر: "على صورةِ الرحمنِ". وكذلك "صح" في كتاب تلبيس الجهمية لابن تيمية أن عبدالله بن عباس روى عن محمد قوله: "رأيتُ ربِّي في صورةِ شابٍّ أمرَدَ له وَفرةٌ جعدٌ قططُ في روضةٍ خضراءَ" يعني أن محمد رأى الله على شكل شاب ليس لديه لحية و شَعره مجعد و قصير في بستان أخضر. ولما نشرح للمسلم المعنى ينصدم! هذا يجعل الإسلام لا يختلف عن عقيدة مشركي قريش كثيراً في أن الآلهة لها أجسام والاختلاف الوحيد أنه يحرّم صنع التماثيل أو الرسومات لله بحجة أن الناس ستعبد تلك التماثيل والرسومات بدل الله!! وهي حجة ضعيفة لأن الناس تعرف أن التماثيل والرسومات فقط مجرد رموز وإذا تم تقديسها فهذا التقديس لا يختلف عن تقديس قطعة ورق كتب فيها آيات من القرآن التي تعتبر كلام الله. ليست المشكلة في التشابه بقدر ما هي في المعايير المزدوجة والعنصرية ضد المشركين والافتراء عليهم بأنهم يعبدون الحجارة. هذا كأنهم يقولون أن المسلمين يعبدون أوراق المصحف أو يعبدون الكعبة لأنهم يتوجهون إليها في الصلاة.


ملاحظة هامة: هذه السلسلة من القصص تم تسليمها لنا من أصحابها لغرض النشر. نحن نقوم بمراجعتها وتحريرها بفريق من المتطوعين وليس مجهود فردي وحسب. نقوم أيضا باستبدال المصطلحات العامية بمقابلها بالفصحى لمراعاة قواعد النشر وتسهيل الفهم لشريحة أكبر من القرّاء. كنّا ننوي نشر هذه السلسلة من المقالات في صفحة مستقلة وليس في صفحتي الشخصية لكن واجهنا مشكلة في التواصل و التنسيق مع القائمين على الموقع لهذا سنواصل النشر بهذه الطريقة ونعتذر عن أي إرباك قد يحدثه هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي


.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية




.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا