الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة المخلص المنتظر (المهدي المنتظر)

ارشد حسين
باحث

(Arshad Hussain)

2022 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وجود فكرة ظهور شخص في اخر الزمان يحل العدل في المجتمع المؤمن هي فكرة قديمة جدا وأقدم ظهور لها في الحضارة السومرية الرافدينية حيث ذكر هو المنتظر(الاله تموز) الذي يعود من عالم الموتى ليخصب عشتار ويجلب معه الربيع وتجدد الحياة. ومن ثم انتقلت الى حضارة البابليين والأشوريين والأكديين، بل ان فكرة المخلص البابلية هي الأكثر شهرة وتطابقا مع الأديان السماوية اللاحقة حيث ان فكرة المخلص البابلية تعتمد على ظهور الاله مردوخ بعد انتشار الظلم والجور على الأرض ليظهر الاله مردوخ من بين الأموات لينشر العدل والسلام في دولته.
ومن البابلية انتشرت فكرة المخلص الى الديانة الفارسية القديمة (الزرادشتية) حيث يظهر المخلص على رأس كل الف عام واسمه (سوشيانت) ومعناه المنتصر ومهمته هي نصره اله الخير اهورامزدا لنشر العدل والسلام ومجابهة اله الشر اهريمان.
ويروي المؤرخ ول ديو رانت في كتابه (قصة الحضارة ) ان فكرة المخلص تطورت في الهند من خلال الديانة البوذية وان المخلص(فيدا) الذي سيظهر اخر الزمن لينشر العدل والمساواة بين البشر ما هو الا بوذا الخامس.
وفي الحضارة الصينية سوف يأتي المبشر اخر الزمان لمحاربة الشر والظلم (يترتنكر) وينشر السلم والسلام عل الأرض.
وفي اليهودية التي اخذت فكرة المخلص من الديانة البابلية القديمة الى ظهور المخلص لينقذ بني إسرائيل من الظلم والجور والاسر والاستعباد من يد الحكام في مختلف المجتمعات. فظهر المسيح المخلص الذي سيحقق حلم إقامة الدولة اليهودية التي تنتهي معها دورة التاريخ البشري لتبدأ مملكة السماء والنعيم لليهود ويجعل الأغيار (غير اليهود) عبيداً وخاضعين لليهود.
أما في المسيحية فإن المسيح عيسي هو المخلص نفسه، والذي يعود في نهاية الزمان ويقيم يوم الدينونة، وهناك الكثير من الإشارات في العهد الجديد حول هذا الأمر، مثل: (وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيًا علي سحاب السماء بقوة) [متي 24: 30] يعود المسيح لكي يعلن بدء يوم الدينونة وحكم الرب وانتهاء التاريخ البشري وبداية مملكة السماء.
وانتقلت فكرة المهدي المخلص الى الإسلام من الديانات التي سبقتها وخاصة اليهودية لتطابق الفكرة من وجود(المخلص) ولكن انقسم المسلمون في تفسير ظهور المهدي فالطائفة السنية تؤمن بأن المهدي سيظهر اخر الزمان من نسل محمد وينتصر على الدجال ويملئ الأرض عدلا وقسطا. في حين ان الطائفة الشيعية لها نظرة تختلف عنها وهي ان المهدي المنتظر يظهر حصرا من نسل الحسين بن علي بن ابي طالب او ما يسمى عندهم الامام الثاني عشر الذي ولد أصلا سنة 255 وهو محمد ابن الحسن العسكري ولحكمه لا يعلم بها الا الله فأنه اختفى عن الظهور وسوف يظهر اخر الزمان بعد تحقق أسباب الظهور ومنها واهمها ما يسمى(الصيحة السماوية) حيث يسمع كل اهل الأرض بلغتهم على لسان الملاك جبرائيل وهو يقول ان هذا هو الامام المهدي من ال محمد.
وفي العصر الحديث والمعاصر انتشرت فكرة المخلص من خلال أفلام هوليود او السوبر هيرو (Super Hero) التي نشاهد منها بات مان والرجل العنكبوت (Spider Man) والرجل الذي يملك قوى خارقة للطبيعة لينصر المظلوم ويقبض على المجرمين ويمنعهم من جرائمهم. بل ان احد اشهر الأفلام سيد الخواتم (Lord of the Ring ) يجسد المعركة الأخيرة بين الشر والخير (هرمجدون) في إشارة واضحة لما سوف ينتهي الحياة على الأرض وينتشر الخير على كل الأرض.
وفي رأيي ان المخلص الوحيد هو الانسان نفسه الذي يجابه الظلم والجور من خلال ثورته على الدكتاتورية والظلم ولا يوجد ابطال سوبر هيرو لينقذوا البشرية لا بل ان رفعة المجتمع واي مجتمع كان لن يتحقق الا بالمشاركة الجماعية نحو التغير والتصدي لأي ظلم ام ان نعيش منتظرين شخص يظهر اخر الزمان من الالاف السنين ما هي الا فكرة يتبناها كهنة المعابد ليجعلوا من الانسان اسرا للخرافة ولحدث لن يتحقق ابدا.
الانسان هو المهدي المنتظر وليس الكائن الخرافي الذي يظهر اخر الزمان من العدم وليس ذلك الذي اختفى في سرداب من اكثر من 1000 عام او بوذا الذي يولد من جديد ولا هو مردوخ الذي سينهض من بين الأموات ليحقق العدل.
الانسان فقط هو مخلص نفسه الوحيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرة المخلص هي امنية لا برهان منطقي عليها.
سهيل منصور السائح ( 2022 / 3 / 5 - 09:52 )
نعم الانسان فقط هومخلص نفسه الوحيد وليس ذلك الذي اختفى في سرداب من اكثر من 1000 عام مع ان اعتقاد المؤمنين به بانه صاحب العصر والزمان ويعزون اختفآئه لحكمة لا يعلمها الا الله. فاذا كان حقا موجودا فلماذا لا ياتي بكتب الحديث الصحيحة الخالية من العنعنات مع اعتراف المسلمين بانها ظنية الصدور ويريح المجتمع الاسلامي من الانقسامات وخرافة التقليد للاموات والاحياء.ان الطامة الكبرى هو اعتقاد الفرقة الاخبارية بل والاصولية الشيعيتان ان اي دولة تقوم في زمن الغيبة فحاكمها طاغوت. هذا وبالرغم من قيام دولة ايران الاسلامية بفتوى من قبل الامام الخميني الغير متفق عليها بين الفقهاء ربما لا زال 95% من المسلمين الشيعة لا يؤمنون بها.لو كان الامام المهدي موجود لانقذ دولته من المآسي التي حلت عليها من حصار اقتصادي وغيره ولاخفى مصانع الذرة ليبرهن وجوده ويكون سببا في اعتناق كل المسلمين للمذهب الشيعي. اخي الكريم النتيجة هي:
اعلل النفس بالآمال ارقبها *** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.
سلام عليكم.


2 - فكرة المخلص هي امنية لا برهان منطقي عليها.
سهيل منصور السائح ( 2022 / 3 / 5 - 11:01 )
نعم الانسان فقط هومخلص نفسه الوحيد وليس ذلك الذي اختفى في سرداب من اكثر من 1000 عام مع ان اعتقاد المؤمنين به بانه صاحب العصر والزمان ويعزون اختفآئه لحكمة لا يعلمها الا الله. فاذا كان حقا موجودا فلماذا لا ياتي بكتب الحديث الصحيحة الخالية من العنعنات مع اعتراف المسلمين بانها ظنية الصدور ويريح المجتمع الاسلامي من الانقسامات وخرافة التقليد للاموات والاحياء.ان الطامة الكبرى هو اعتقاد الفرقة الاخبارية بل والاصولية الشيعيتان ان اي دولة تقوم في زمن الغيبة فحاكمها طاغوت. هذا وبالرغم من قيام دولة ايران الاسلامية بفتوى من قبل الامام الخميني الغير متفق عليها بين الفقهاء ربما لا زال 95% من المسلمين الشيعة لا يؤمنون بها.لو كان الامام المهدي موجود لانقذ دولته من المآسي التي حلت عليها من حصار اقتصادي وغيره ولاخفى مصانع الذرة ليبرهن وجوده ويكون سببا في اعتناق كل المسلمين للمذهب الشيعي. اخي الكريم النتيجة هي:
اعلل النفس بالآمال ارقبها *** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.
سلام عليكم.

اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان