الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غار حراء لا يقع في واشنطن

ضياء الشكرجي

2022 / 3 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هناك من يحمّل الولايات المتحدة كل مظاهر التطرف الإسلامي، وكأنها هي التي أسست حركة الإخوان المسلمين، وهي التي أسست حزب الدعوة الإسلامية، وهي التي أسست جمهورية إيران الإسلامية، ووضعت لها نظرية ولاية الفقيه، ونصبت الخميني عليها، وهي التي اختلقت الطائفية بين المسلمين؛ الطائفية الدينية ابتداءً، ثم الطائفية السياسية كنتيجة حتمية لكل من الطائفية الدينية والإسلام السياسي.
قبل كل شيء يجب أن أوضح للقارئ بأني لا أريد هنا تبرئة السياسة الأمريكية من مسؤولية الكثير مما حصل ويحصل في العالم من كوارث، لكني لست من الذين يحملون ثقافة العداء والكراهة تجاه الغرب عموما، وتجاه أمريكا على وجه الخصوص، بل أنا ناقد ورافض ولعلي مدين للكثير من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية. وحتى أورپا، التي أراني أقرب إليها، من كل من الولايات المتحدة وروسيا، والدول الشمولية الديكتاتورية، كالصين وكوريا الشمالية، ومعظم دول المنطقة الناطقة بالعربية، ودول الأكثرية المسلمة عموما، ذلك لأني إضافة إلى اعتمادي الديمقراطية، فأنا علماني، وعلمانيتي ديمقراطية، وديمقراطيتي ليبرالية، وليبراليتي اجتماعية، وهذا ما يجعلني أنسجم مع دول الاتحاد الأورپي أكثر من غيرها. وحتى السياسة الأورپية فلا أدعي أنها مثالية، فليس في العالم من نظام سياسي مثالي، ففي بعض مواقفها شيء من الازدواجية، والوزن أحيانا بمعيارين والكيل بمكيالين. لكني عندما أسأل نفسي أين أجد أكثر، وليس بالمطلق، كلا من التطبيق للمبادئ الديمقراطية والليبرالية والالتزام بحقوق الإنسان والسعي لتحقيق الممكن من العدالة الاجتماعية، فإني أجد كل ذلك في دول أورپا، وأعني بالتحديد منها تلك الراسخة فيها الديمقراطية أكثر من غيرها.
أرجع إلى تعليق كل غسيلنا الوسخ على شماعة المؤامرات الأمريكية، وعلى سياسات البيت الأبيض بشكل خاص، وكما قلت، دون تبرئة السياسة الأمريكية، مما تنتقد فيه، وربما في العديد مما تدان عليه.
فإننا عندما ندرك أن الطائفية ما كانت ستكون، لولا وجود سنة وشيعة، وأن كلا من التسنن والتشيع ما كانا سيكونان، لولا وجود الإسلام، وعندما نرى أنه لولا الإسلام لما كان الإسلام السياسي، ولما شهدت عشرينات القرن الماضي ولادة حركة الإخوان المسلمين، ولما شهدت نهاية خمسينياته ولادة حزب الدعوة الإسلامية، ولما أسس الخميني جمهوريته الإسلامية في نهاية سبعينيات القرن، ولما كان هناك شيء اسمه طالبان والقاعدة وبوكو حرام وداعش، ولما كان هناك حزب الله في لبنان والأحزاب الموالية للنظام الإيراني في العراق، والحوثيون في اليمن، وغيرهم، وما كانت الوهابية وكل ما نتج عنها.
لولا الإسلام، لما وجدنا مشكلة في مساواة المرأة بالرجل، ومساواة غير المسلم بالمسلم، ولما وجدنا حالات تزويج الفتيات الصغيرات في سن الطفولة، ولما كان الإرهاب باسم الله، ولما كانت محاولات التضييق على حرية العقيدة وحرية الرأي.
من هنا أقول، تصحيحا للمعلومات الجغرافية للكثيرين:
(غار حراء) لا يقع في واشنطن،
ولا (الكعبة)، ولا هبوط (جبريل) برسالة الإسلام، ولا ولادة نبي المسلمين (محمد)، ولا (قريش)، ولا (يثرب)، ولا حروب (الردة)، ولا (السقيفة)، ولا (الجمل)، ولا (صفين)، ولا (كربلاء)، ولا (الشريعة)، ولا (الجهاد) في سبيل الله الذي هو في الواقع إرهاب في سبيل الإسلام، ولا أي مما له علاقة بالدين الإسلامي - ولتصحيح المعلومات الجغرافية - يقع في واشنطن.
إنها بضاعتنا ردت إلينا.
إنها بضاعتنا ردت إلينا.
إنها بضاعتنا ردت إلينا.
كتبت في 03/03/2022 ونشرت في 05/03/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كوريا الشمالية
عبد الحسين سلمان ( 2022 / 3 / 5 - 20:50 )
كوريا الشمالية :

1. هل كوريا الشمالية , غزت دولة ما؟

2. هل كوريا الشمالية : القت قنابل اليوانيوم على دولة ما ؟

3. هل كوريا الشمالية , أحتلت ارض دولة ما ؟

4. هل كوريا الشمالية : لها قواعد عسكرية في دولة ما؟

5. هل كوريا الشمالية : لها شركات للنفط الخام في مكان ما في العالم؟


مادام كوريا الشمالية لا تحتل دولة و لا تلقي قنابل على سكان مدنين, فلماذا هذا العداء لها؟

تذكرت انها دولة ( شمولية) يعني ( ديكتاتورية) , في هذه الحالة , تكون مشكلة الشعب الكوري وليس مشكلتنا نحن , الأ أذا كنا اممين اكثر من اللازم فنتعافط مع الشعب الكوري الشمالي !!
الاحصائيات العالمية تقول ان تسلسل الانتحار في كوريا الجنوبية الديمقراطية هو رقم 12 في العالم


2 - البشريه منذثورة فرنسا ثم تاءسيس الولايات المتحده
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 3 / 6 - 01:20 )
وسقوط الاستبداد الاقطاعي العبودي في معركة ديناميكية الى الامام مصحوبة بالتصنيع وتكور العلم وولادةوانتشار الثقافة المليونيه مصحوبة بولادة الدمقراطية في بناء الدولة وعملها وولادة وتطور قيم واسس حقوق الانسان فانتصرت الحضارة الجديده في اوربا الغربية وشمال اميركا وهي في توسع مستمر -وهنالك كيانات وثقافه معاجية لهذه الحضارة الانسانية الجديده تبلورت في الشرق-مع استثناءات- واليوم نجد ان عدو الحضارة الانسانية الجديده يتبلور بروسيا والصين وايران العريقه بالاستبداد ومعاداة حرية الانسان وكرامته وحضارته المشرقه الجديده - وما العدوان الروسي الاخير على اوكرانيا الا من المحاولات الاجراميه لايقاف التوجه العالمي للنخراط في الحضارة الجديده ودمقرطة الحياة -علما ان النظام المقرف باستبداديته في كوريا الشمالية هو نسخة طبق الاصل للنظام الصيني والسوفيتي الساقط ولا يمثل شيئا مستقلا - لذالك وبما اننا مع التقدم الى امام فاننا مع شعب اوكرانيا ودولتها الدمقراطية ضد العدوان الروسي الفاشي الذي يحاول ارجاع عجلة التقجم الى امام-الخزي والعار لهتلر الوضيع بوتين المجرم

اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran