الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا تركت الإسلام، قصة رقم (9).

راش أودين
أحد أعضاء مبادرة مسلمون سابقاً التطوعية لخدمة المجتمع اللاديني في العالم العربي.

(Rush Odin)

2022 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


انتقالي من الإسلام إلى اللادينية لم يكن شيئاً بين يوم وليلة بل استغرق سنين عديدة. بدأ الشك برؤيتي لابن أختي الصغير وهو يستمع إلى الموسيقى ويرقص ويلعب، لكن إذا جاء أخي المتدين وبدأ يقرأ القرآن بمقربة منه فأرى كيف هو غير مهتم بالقرآن أبداً. هذا الحدث جلب إلى عقلي سؤال: لماذا يبدو على قريبي أنه يُحب الموسيقى أكثر من القرآن؟ أليس الطفل على فطرته وفطرته ينبغي أن تُقرّبه من القرآن وتبعده عن الموسيقى؟ بعدها انهالت الأسئلة مثل الشلال واحدة بعد الأخرى.

لماذا نحن نلجأ للدعاء إذا كان الله يعلم ما بنا وقد قدر أقداره مسبقاً؟ هل سيغير دعائنا القدر؟ هل هذا يعني أن الله لا يعلم كل شيء؟ هل الله يطالب بالدعاء لمساعدة المحتاج؟ ألا يستطيع الله المبادرة إلى مساعدة المحتاجين دون دعوة؟ هل الدعاء هو محاولة إطلاع الله بحال يجهله الله؟ أم هو محاولة لإقناع الله لفعل شيء حيال شيء يعلم به لكنه ليس مكترث به؟ هل نحن نستطيع تغيير رأي الله؟

عندما قرأت في الفلسفة عن الإرادة الحرة واكتشفت أن ليس لدينا مبرر للاعتقاد بوجودها، سِوى مشاعرنا غير الموضوعية وقد يكون ذلك مجرد وهم من عمل الدماغ. لدينا الكثير من الأسباب والحجج للاعتقاد بأن لا وجود للإرادة الحرة فقد رسم لنا العلم صورة لعالمنا ما بين الحتمي والعشوائي. اذا كانت الإرادة الحرة لا وجود لها وهذا الأرجح فإن عقيدة الخطيئة واستحقاق العذاب تظهر بأنها مستندة على أساس هش إلى غير موجود مما يجعل كل الأديان الإبراهيمية لا يمكن تصديقها. ما الفائدة من العقاب الانتقامي إذا كانت أعمال الناس هي مجرد خليط من الجينات والبيئة. هذا يدعونا إلى أن نكون أكثر رحمة وأن نجعل العقاب لحماية المجتمع مستقبلاً ومحاولة إصلاح ما تم إفساده وليس الانتقام والتعذيب.

طبعاً لدي أسباب كثيرة أخرى لترك الدين مثل أن مهما كانت أخطاء شخص ما، فهي مازالت محدودة وليس من العدالة أن تقابل بعذاب ليس محدود ولا ينتهي، خاصة إذا كان الخطأ الوحيد هو عدم تصديق دين مليء بالأخطاء العلمية والأخلاقية وغير متماسك منطقيا و متهافت فلسفيا. في النهاية وسيلتنا الوحيدة للحكم على صحة شيء من خطأه هي عقولنا فكيف نُؤاخذ ويتم لومنا إذا قادتنا عقولنا إلى أن تلك الأديان خاطئة.


_______
ملاحظة هامة: هذه السلسلة من القصص تم تسليمها لنا من أصحابها لغرض النشر. نحن نقوم بمراجعتها وتحريرها بفريق من المتطوعين وليس مجهود فردي وحسب. نقوم أيضا باستبدال المصطلحات العامية بمقابلها بالفصحى لمراعاة قواعد النشر وتسهيل الفهم لشريحة أكبر من القرّاء. كنّا ننوي نشر هذه السلسلة من المقالات في صفحة مستقلة وليس في صفحتي الشخصية لكن واجهنا مشكلة في التواصل و التنسيق مع القائمين على الموقع لهذا سنواصل النشر بهذه الطريقة ونعتذر عن أي إرباك قد يحدثه هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقه صادمه
على سالم ( 2022 / 3 / 6 - 15:10 )
كل يوم يمر على هذا الكوكب البائس يموت خمسه وعشرين الف شخص وطفل بائس من الدول الفقيره بسبب الكوارث الطبيعيه مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والجفاف والحرائق والفقر المدقع والمجاعات والامراض القاتله وشرب المياه الملوثه والغرق فى البحار بسبب الهجره الغير قانونيه وغيرها من الكوارث , اذا كان يوجد اله عادل فكيف يسمح بهذه المصائب المروعه تحدث للبشر البائس المعذب

اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا