الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنس في الفقه الإسلامي

حميد المصباحي

2022 / 3 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


125 الفقه والجنس
علم الفقه بما هو معارف غايتها التوجيه الفعلي الطقوسي وتقويم السلوك وفق قواعد الشرع، فله غاية عملية حتى عندما يتناول المعتقد، لكن المشترك، هو الإلزام باسم الأوامر الإلهية المباشرة المدعومة بنصوص قرآنية، إما واضحة ومحكمة، وإما مفسرة بقواعد التفسير، أما الباقي فمحكوم بقياس أو إجماع لا ينبغي لأحد من المسلمين مخالفته أو التشكيك فيه، فالفقه فيه ما تسعى إليه كل الديانات، وهو التحكم في الرغبات والشهوات، و أهمها الجنس، المسمى فقهيا نكاحا، وهو محكوم ليكتسب شرعيته بالزواج وإشهاد الشهود والكل يشهد الله ليجوز الوقع، الذي إن حدث خارج مؤسسة الزواج وما ملكت الأيمان، يسمى زنى، وهو فاحشة في عرف الفقه وقياساته المجمع حولها، فما الجنس وما هي غاياته ونظم القبول به؟؟
1_ النكاح والسفاح:
في الجزيرة العربية كان الرجال يتزوجون بالحرائر، يعني زوجات رسميات، منهن من تقبل بالتعدد ومنهن من ترفضه، حسب المكانة القبلية للزوجة مقارنة بمكانة زوجها، لكن الرجل العربي، لم يمنع من إقامة علاقات موازية، غير معترف بها عرفيا وكذلك ما ينتج عنها من ولادات، إلا في حالات يهب فيها الرجل اسمه لابن ادعت الوالدة أنه مولود له ذكرا، والنساء في مثل هذه الحالات، تكون لهن علاقات متعددة مع رجال آخرين، من ينجب في هذه الحالة يعتبر ابن سفاح وليس نكاح، وقد وجدت قبائل في شبه الجزيرة العربية تتبنى هذه الأعراف أو تلك، بل إن المرأة الحرة، يكون من حقها أن تطلب رجلا ليكون لها زوجا أو أبا لابن تريده منه، فيهبه اسمه وإن أراد استمر معها أو انفصل عنها، وفي خضم هذه الأعراف، برزت أشكال أخرى من الحب ظهرت في الشعر، وظهرت أشكال مقاومتها العنيفة، فهي اعتراف بكيان المرأة وبعاطفة الرجل من خلال العشق، والغريب أن هذا الموقف الفظ والخشن، بقي حتى بعد أن أسلم الناس وتخلصوا مما اعتبر جاهلية.
2- الجنس كنكاح:
اعتبر الفقه النكاح متعة موازية لكثرة سواد الأمة، وقد استحضروا حديثا نبويا( تكاثروا تناكحوا، فإني مفاخر بكم الأمم يوم القيامة)، والرواية المتواترة للحديث لا تخفي الغاية منه، فالنكاح هو الولادة، لكأن المتعة كلذة أريد حجبها بغاية مقدسة، تهب الشهوة غاية بحديث، فلا مجال لاعتبار الجنس بلغة العصر متعة، بل هو وسيلة للإنجاب وتعمير أرض المسلمين، لكن الغريب أن المتعة الجنسية كجزاء أخروي يحتفى بها كأمتع المتع وأطولها مع أبكار لا يفقدن بكارتهن بالوقع، بل يستردنها بعد المضاجعة، وبذلك فالمتعة رغم التباسها، معترف بها للرجل أما المرأة، فمحرم عليها التعبير عن رغبتها حتى أمام زوجها، تحت مبرر الحياء كقيمة إسلامية للمرأة، بل هي مطالبة بها شرعا، فلا تطلب بل هي مطلوبة وعليها أن تلبي الطلب صامتة خانعة، على حد تعبير نيتشه، فإن كانت سعادة الرجل، هي أنا أريد، فسعادتها هي: هي هو يريد، إن الفقه يجعل منها شيئا جنسيا يتلقى ويستجيب بدون أن يبدي أية ردة فعل، بل هناك اجتهادات في ريف مصر وبعض الدول الإفريقية الإسلامية، تلجأ لختان النساء، ليفرض عليهن البرود الجنسي من خلال قطع بظر المرأة أو جزء منه ليحدث هذا الجرح إحباطا جنسيا للنساء وكرها لجنسهن وشعورا باندحار تجاه الذكورة التي زكاها الفقه فجعل منها سيادة وسلطة على النساء.
3_ الجنس كملحمة للحرمان:
لا عراء فيه، ففي الظلمة تحدث التباسات الجسد، وقد تكتم الأصوات مما يولد ممارسة متعة بخجل يحد منها أو يؤجلها إلى مرحلة أخرى، أكثر طولا وتنوعا وقوة، فهو ليس موضوعا للحديث بين الشريكين، لكنه أكثر حضورا بين الرجال وربما حتى نسائهم، أي المتزوجات، فقد غدا ملحمة للحرمان يفضل نسيانها لمجرد الانتهاء منها، كأنها خطيئة تذكر بدنس الجسد وغوايته التي تقود للجحيم وكل الموبقات في نظر الفقه، الذي هو نفسه، تحدث عنه وخص له كتبا معروفة في تاريخ الفقه والجماع، وأحدثت له هو الآخر أحاديث تستحضر ما غيبه الفقه في معاملة الشريك، منها( إذا أتى أحدكم زوجه، فليجعل بينه وبينه رسولا، قيل وما الرسول؟ قال: الكلمة والقبلة والمداعبة).
إنها أخلاق المعاشرة التي لا يستحضرها الفقه إلا تحريضا على الاستعداد لها في الآخرة، حيث الحوريات يطلبن ولا يتوقفن عن الدعوة للاستجابة بدون توقف، ولم يسأل أحد نفسه، كيف يقع على امرأة لا يعرفها ولم يسبق له أن أحبها أو تعلق بها؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah