الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى (من رسول ولا نبي)؟؟ وهل مفردة رسول اسم مقام ام اسم علم؟؟

عمر ابو زرقا

2022 / 3 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الايه (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52 سورة الحج))
..
وفقا لايات اخرى من القران مثل (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) ومثل (لا تحرك به لسانك لتعجل به انا علينا جمعه وقرانه) و وفقا للعقل واللغة والمنطق الديني اقول ان صيغة نص الاية اعلاه هي اقرب لمعنى (وما ارسلنا من قبلك من رسول غير نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته) اي ان الاية تتكلم عن الرسل الذين ليسوا بانبياء
..
اما التفسير التراثي و الفهم الفقهي الشائع لهذه الاية .. فقد كان بالامكان ان يصح ويستقيم لو كانت صيغة النص على نحو (وما ارسلنا من قبلك من رسولا نبيا ...) او على نحو (وما ارسلنا من قبلك من رسول او من نبي...) او على نحو (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا من نبي...) ..الخ .. ولكن الاية اعلاه لم تاتي بمثل هذه الصيغ .. مع ان بعض من مثل هذه الصيغ جاء في ايات اخرى من القران الكريم .. مثال الاية (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (51 سورة مريم)) والاية (واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا(54 سورة مريم)) .. فتكون صيغة (من رسول ولا نبي) عقليا ولغويا هي بمعنى (من رسول ليس بنبي) .. وهذا يتوافق مع مفاهيم عقلية لايات اخرى من القران الكريم حيث ان مفردة (رسول) الواردة فيها ليس حتما ولا لزاما ان تكون بمعنى (رسولا نبيا) .. فقد يكون الرسول مرسل للعمل بنبوة وشرع رسولا نبيا سابق له .. فالرسول الغير نبي لا ياتي بانباء او بصحف او بكتب او بشرع سماوي جديد .. مثال على ذالك الاية (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14 يس)) ومثال اخر طالوت و ذو القرنين....الخ
..
بهذا المعنى يمكن لنا ان نفهم ايات كثيره اخرى في القران الكريم .. مثل الايه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) .. حيث نجد فعل (اطيعوا) فعل امر مستمر .. وبما اننا نؤمن بان الله عز وجل كيان او ذات حية لا تموت وبما ان اولي الامر منطقيا هم ايضا الكيان او الذات الحية من الامراء الاحياء .. فلا يصح ان يكون (الرسول) الذي بينهما صاحب كيان او ذات ميتة .. وهناك ايات اخرى بصيغة الامر المستمر مثل (اطيعوا الله والرسول) فالله حي لا يعقل ان يربط رسالته الحية هي الاخرى مع ذات تموت وينتهي تكليفها .. لهذا لم يقل (واطيعوا الله ومحمد) .. موضوع ان يكون (الرسول) كيان او ذات حية تتفاعل مع النص السماوي ينسجم مع صلاحيه هذا النص السماوي لكل زمان ومكان .. ولهذا السبب جاء في المصحف الكريم ايات مره باستعمال مفردة (نبي) ومره باستعمال مفردة (رسول) ومره باستعمال مفردة (محمد) لكي لا يشخصن مقام الرسول او النبي الى يوم الدين بشخص سيدنا محمد او بقلب سبدنا محمد .. لكي لا يموت المقام بموت سيدنا محمد .. فالشخص في الدنيا عابر غير دائم اما المقام فيبقى دائم والصلاحيات المتعلقة به مستمرة باستمرار الحياة الدنيا .. وكلمة رسول لغويا هي اسم مقام وليست اسم علم
..
وبنظرة في الاية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67 سورة المائدة)) نجد ان فيها امر من الله كان يوما موجها لشخص سيدنا محمد عليه السلام .. هذا الامر يبين واجبه او مقامه كرسول لتبليغ الرساله وليس واجبه فقط ابلاغ وحي النبوة او النطق بالقران .. محمد عليه السلام مات ومات واجبه ومقامه الشخصي كرسول ولكن الايه لم تمت والامر الذي فيها لم يمت رغم ان سيدنا محمد عليه السلام مات .. هذا ياكد ان مفردة (الرسول) كما سبق هي مقام و واجب لا يموت .. ومن مشتقات مفردة (الرسول) مرسل ورساله وارسال نجد معنى الحركه والتفاعل والعمل اما من مفردة (النبي) ومشتقاتها النبوه والانباء فنجد معنى النصوص السماوية الثابتة الرسم والنطق والتي انتقل مقامها من قلب سيدنا محمد عليه السلام الى المصحف الشريف حيث سجلت و وثقت على صفحاته
..
نجد ايضا من ايات اخرى في المصحف الشريف ان مفردة بَلِّغْ أو تبليغ لا تعني فقط التلفظ او النطق او الابلاغ النظري او فقط اعلان الوحي (نصوص القران) واشهاره على مسامع الناس .. بل نجد لها معنى قريب من معنى الايصال العملي التطبيقي الملموس لمحتواها .. مثال لذالك (ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما) .. (ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله)..(فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه)
..
الان السؤال .. من سيقوم اليوم بمقام الرسول؟؟
من يكون الرسول الحي المكلف بالرساله؟؟ المكلف بفعل ايصال او بفعل تبليغ النص السماوي مكانه العملي الملموس في المجتمع؟؟
..
بالتاكيد ليس منطقيا ان يكون مقام الرسول اليوم مقام فردي .. فمثلا الاية (إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ (14 يس)) تبين ارسال ثلاثة رسل معا لقرية واحدة .. وكذالك موسى تشارك مع اخوه هارون في الرسالة لفرعون ولجزء من بني اسرائيل الذين كانوا يتواجدون هناك على اراضي خاضعة لحكم ال فرعون .. و وفق القران فقد تواجد في نفس عصر موسى وهارون شعيب عليه السلام ايضا .. لذالك اعتقد ان افضل من يمكن ان يقوم بمقام الرسول في عصرنا هذا هو مجلس شورى منتخب ديمقراطيا من قبل افراد مجتمع الذين امنوا .. فليس البخاري ولا الكافي هم المؤهلين لذالك المقام .. ولا المشايخ ولا الفقهاء ولا المرشد ولا الولي الفقيه ولا الملوك والزعماء ولا بالتاكيد مؤسسات الجلابيب و العمائم المهنية هم ايضا مؤهلين او صالحين لذالك المقام
..
هذا والله القائل وامرهم شورى بينهم اعلى واعلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24