الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع التعليم في الجزائر

يوسف حاجي

2022 / 3 / 12
التربية والتعليم والبحث العلمي


ثمة في الجزائر الراهن مشكل مزمن، مشكل يحتل الصدارة ضمن مجموعة المشاكل الآخرى التي لم تعرف بعد طريقها نحو المعالجة الجدية والحل الصحيح ..إنه مشكل التعليم، مشكل يعترف بخطورته وتفاقم أبعاده، منذ إعلان الاستقلال إلى اليوم ، الجزائريون جميعا: آباء وأمهات وأبناء ،أساتذة ومعلمين وطلابا وتلاميذ، حاكمين ومحكومين، مسؤولين وغير مسؤولين، مختصين في التربية والتعليم أو غير مختصين..
قيل الكثير وكتب الكثير عن هذا المشكل، وعقدت حوله ندوات رسمية وغير رسمية، فاقترحت حلول كثيرة متتالية أو متزامنة، وفي كل مرة كان اللاحق منها السابق أو يعدله، أو يكمله.. ومع ذلك لم يزدد المشكل إلا تعقيدا، ولم تزدد أبعاده إلا امتداد وتشعبا: الطلاب والتلاميذ يضربون، ويرفعون الاحتجاجات ويقدمون المطالب.. والمسؤولون يغضون الطرف أولا ثم يتحركون ويقمعون ثانيا ، ثم يتفهمون أخيرا، فيلبون بعض المطالب، المطالب التي من الممكن تلبيتها في الحين، أما المشاكل الآخرى، أما المشاكل التي تتطلب دراسة ووقتا، فيقال عنها: إن الحكومة عاكفة على إيجاد الحلول لها..وهكذا يبقى المشكل من غير حل، ينتظر سنة أخرى لا ريب فيها، لينفجر الوضع من جديد، ولتقدم المطالب من جديد، ثم ليعلن عن الحلول الجزئية ويبقى المشكل قائما كما كان أو أكثر...وهكذا دواليك
ما هو هذا المشكل إذن ؟ ما حقيقته وما جوهره؟ ما هي الكوامن الخفية التي تحركه من ذاته، ومن وراء الستار ليتمظهر تارة في الاحتجاج على قرار اتخذ، يضيف جديدا أو يحذف قديما، وتارة أخرى في المطالبة بالغاء جديد وإبقاء قديم أو العكس..ما هي الأبعاد العميقة لهذا المشكل المزمن الذي يطغى على حياتنا الاجتماعية والسياسية فيحركها ويدفع بها نحو هذه الوجهة أو تلك.
لقد اتخذ مشكل التعليم في بلادنا، ومنذ إعلان عن الاستقلال طابعا سياسيا واضحا، ليس فقط لأنه يمس الشعب كله أو لأنه يقدم أحسن مطية تطرح من على متنها قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، بل أيضا لأنه يعكس بالفعل اختيارات تخص هذه الميادين نفسها، ويتضمن في جوفه ومن خلال تطوره أبعادا سياسية واجتماعية وأثرت وتؤثر وستؤثر-لا على ثقافة والتعليم فقط بل على جموع المشاكل الأخرى على اختلاف أنواعها وتفاوتها في الأهمية والخطورة.
إن استمرار هذا المشكل وتفاقمه واستفحاله قد جعل التعليم في الجزائر بعد ثمانية وخمسين سنة من الاستقلال ، يفشل في مهمته ، ليس فقط لأنه لم يستطع خلال هذه المدة الطويلة أن يزود البلاد بما تحتاجه من أطر في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أو على الأقل بما يخفف بشكل جدي من هذه الحاجيات بل لأنه كذلك لم يستطع أن يقدم لنفسه ما يحتاجه هو من معلمين وأساتذة.. إن التعليم في الجزائر وبعد ثمانية وخمسون سنة من الاستقلال ، لم يستطع أن يكفي ذاته بذاته ولا يسد بنفسه حاجاته ومتطلبات نموه ..
ثمة إذن مشكل مزمن في الجزائر هو بلا نزاع مشكل التعليم..والمشاكل أيا كان نوعها ليست بنت ساعتها، بل هي نتيجة عملية تطور ونمو: نمو الأجزاء في إطار نمو الكل ، ونمو الكل من خلال نمو الأجزاء .. معنى ذلك أن المشاكل ،أيا كانت لها تاريخ ومن ثمة يغدو الفهم الصحيح لها إنما يبدأ بفهم تاريخ مولدها ونشأتها، وتتبع مراحل نموها وتطورها.
والحق إن المعطيات الأساسية لهذا المشكل يصعب فهمها، إن اقتصرنا على النظر إليه من خلال الصور التي يكشف فيها عن نفسه من وقت لأخر، فلا اضرابات الطلبة ولا رد فعل المسؤولين ولا النتائج الهزيلة التي تسفر عنها الامتحانات ولا المستوى العام الأخذ في الانخفاض ، لا شيء من ذلك يشكل المعطيات الأساسية، الجوهرية للمشكل .إنها مظاهر مهمة ولا شك ، ولكنها لا تعبر عن المشكل تعبيرا كاملا لا تعكس إلا جوانب منه، جوانب جزئية سطحية في غالب الأحوال.
إن المعطيات الأساسية، الجوهرية، التي يعاني منها تعليمنا الآن بل بلادنا وشعبنا،إنما نقرؤها بوضوح من خلال تعرية جدية لجذوره، وكشف واضح عن الإطار الذي نشأ فيه وبقي يتحرك في حدوده. ولسنا ندعي هنا أنه سيكون بإمكاننا القيام بهذه المهمة الكاملة، وإنما نطمح فقط من خلال هذه المحاولة التخطيطية الأولية،إلى رسم معالم الطريق التي تمكننا من وضع المشكل وضعا صحيحا في إطاره الصحيح وإذا ما وفقنا في هذا فإننا سنجد أنفسنا لا أمام حلول ممكنة بل أمام حل وحيد.. أما باقي الحلول فهي لاتعدو أن تكون مآزق ممكنة، بل محقة..
نحن نعرف جميعا أن التعليم القائم حاليا في الجزائر هو امتداد واستمرار لنوعين رئيسيين من التعليم: تعليم وطني، تقليدي، أصلي –أو ما شئت من الأسماء – كان قائما قبل الاستعمار وحافظ على وجوده مضمونا وشكلا إلى اليوم ؛ وتعليم استعماري، عصري، -أو ما شئت من الأسماء فالمسميات والأهداف والسياسة التعليمية لكل فرقة لا تهمنا وليست موضوعنا، وإنما الذي ينبغي التركيز عليه والتدقيق فيه هو النتائج التي أفرزها هذا الصراع الذي كان ولازال وسيظل ما لم ننصت لصوت العقل ونعمل على إبعاد المدرسة الجزائرية عن هذا العبث الذي راح ضحيته التلميذ والمعلم والبحث العلمي والمجتمع والإقتصاد والوطن- أقامته فرنسا لأبناء الجزائر،حافظ هو الأخر على مضمونا وشكلا إلى وقتنا هذا طبعا، إن هذا لا يعني أن هذا الصنفين قد بقى كل منهما كما كان أول الآمر دون تغيير أو تعديل ،وإنما يعني أن التعديلات أو التغييرات التي أدخلت على هذا الصنف أو ذاك قد بقيت سطحية تتحرك في إطار الهيكل الأصلي لكل منهما، قي إطار البنية العامة التي نشأ فيها فيغدوا معا من جملة عناصرها الأساسية.
ما هي إذن هاته النتائج التي أفرزها هذا الصراع في تعليمنا الحالي، وماهي إنعكساتها على الفرد والمجتمع، وما هي الآليات الواجب إتباعها لمجابهة المد والجزر الذي وقعت فيه المدرسة الجزائرية ؟
" يزعمون أن التعليم في فترة الاحتلال العثماني للجزائر كان مزدهر وأن هذه الحقبة الاستعمارية أنجبت العديد من العلماء والباحثين الذين لم نجد لهم أثر في بطون الكتب،ولم نجد لهم مخطوطات بأيديهم تدل على نبوغهم ورقي عصرهم ، ثم أليس من العجيب والغريب أننا نسمع عن ازدهار العلم في منطقة ما دون أن نجد أن تاريخ دون في أسفاره أسماء لعلماء في مختلف المجالات من تلك الحقبة ؟؟ هذا إن وجدوا فأين هي بحوثهم ومؤلفاتهم ؟؟؛ ثم إن قرائتنا لتاريخ بعيون الحاضر تكشف لنا زيف مقولة: " التعليم في فترة الاحتلال العثماني في الجزائر مزدهر وراقي" فلو كان التعليم مزدهر ومتطور وراقي كما تزعم الأغلبية -والأغلبية في كتاب الله سبحانه وتعالى دائما مذمومة الفعل والقول لما تمكن الاستعمار الفرنسي من البقاء 132 سنة ولما احتاجت الجزائر لجمعية علماء المسلمين لتوعية الشعب الجزائري بخطورة الاستعمار وحث الشعب الجزائري على ضرورة اقتلاعه واستئصال شأفته؛ ثم إن التكفل بالتعليم وتمويله كان من جيوب الشعب الجزائري بكل وسائل والآليات المتوفرة سواء من هبات وعطايا أو الوقف الإسلامي أو الصدقات الممولة من الزكاة، تقدم لدور العلم والعبادة في المساجد والزوايا والكتاتيب ، لم يكن الأتراك ينظمون العملية التعليمية في الجزائر بل كانت متروكة للعمل الجمعوي إن جاز التعبير، لكنهم لم يعرقلوا نشر العلم ولم يقفوا في وجه من يتصدر لذلك بل كان هناك تشجيع في فترات معينة من خلال إكرام أهل العلم في المناسبات الرسمية ، لم يكن للعثمانيين في الجزائر سياسة للتعليم ولا خطة رسمية لتشجيعه والعناية بأهله وتطويره وتوجيهه وجهة تخدم المصالح العليا من جهة، والمصالح الوطنية الجزائرية من جهة أخرى}. ولعل هذه السطور الأخيرة التي تحدث فيها الدكتور أبو القاسم سعد الله تبين لنا تجاهل الاحتلال العثماني للتعليم والمتعلم في الجزائر هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إننا نرى اليوم الدول هي من تتكفل بتمويل التعليم ومع ذلك لا تزال تتذيل المراتب الأخيرة في التصنيف العالمي من حيث جودة التعليم فما بالك بمن جعل من أولوياته جباية الضرائب وتوسيع مناطق السيطرة وهمش التعليم والمعلمين.
يفهم من ما جاد به قلم عميد المؤرخين أبو القاسم سعد الله أن التعليم في الجزائر قبل الإحتلال الفرنسي للجزائر كان محتشم وبسيط يفتقر إلى أبسط مقومات المدرسة إذ أنه كان مقتصر على الكتاتيب والزوايا التي كانت تعمل على تلقين الطلبة آنذاك بعض المتون وتحفيظ القرآن وأن التعليم الحقيقي في الجزائر يبدأ ما بعد الإحتلال الفرنسي للجزائر وإن كان فرنسيا في بدايته بإمتياز "سارعت السلطات الفرنسية في الجزائر بتنظيم المدرسة في إطار التعليم العام، على أن يتعلم الأطفال المواد الابتدائية كما في فرنسا، يضاف إليها اللغة العربية. وقد ظهر ذلك في أول مدرسة رسمية فرنسية في الجزائر وهي التي سميت بمدرسة التعليم المشترك لتعليم القراءة. والكتابة والحساب (افتتحت في إبريل 1833)وكانت تضم حوالي 200 تلميذ. وقيل إن بعض الأطفال الجزائريين قد دخلوها أيضا، ولكنهم عادوا وقاطعوها، وبعد احتلال عنابة فتحت بها مدرسة أيضا (1833) على نفس النمط (مدرسة مشتركة) موجهة بالدرجة الأولى للأطفال الفرنسيي" .من نتائج الصراع بين المدرستين:
*تعليم الكم: إن المتتبع لمسار المدرسة الجزائرية منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى غاية رقن هذه الحروف مروراً بالتعليم العربي الحر في الجزائر، سيجد أن المدرسة الجزائرية كان همها منصب على إنتاج كم هائل من حاملي الشهادات وخريجي الجامعات ، وقد تُعذر الجهات المعنية على إتباع هذه السياسة في مرحلة ما بعد الاستقلال بعقدين أو ثلاث لأن الدولة الجزائرية آنذاك كانت لكل من يستطيع أن يقرأ ويكتب لأجل النهوض بالوطن ولكن ما بعد ذلك كان لزاما عليه ينتقل من استراتجية الكم إلى استراتجية النوع، ولا يكون ذلك إلا بإلغاء مجانية التعليم في الطورين المتوسط والثانوي والتعليم العالي، ويبقى التعليم الإبتدائي بست سنوات مجاني وإجباري حتى لا تكون أمية، ونكون قد ضربنا ثلاثة عصافير بحجر واحد وأولها :جودة التعليم في الجزائر تكون عالية مما يجعل الجزائر من ضمن عشر الأوائل في الترتيب العالمي من حيث جودة التعليم، وثانيها: يكون خريج الجامعة حامل للشهادة لا محمول عليها، وثالثها: تصبح وزارة التربية والتعليم وزارة منتجة أو على الأقل محققة لإكتفاء ذاتي، حيث تستطيع دفع رواتب المعلمون والموظفين التابعين لقطاعها ولنا في الدول الإسكندنافية خير مثال:" احتلت السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا الأربع مراتب الأولى بشكل مستمر في أفضل 12 دولة من حيث جودة التعليم في السنوات الأخيرة. على الرغم من أن تلك الدول تشكل 0.3٪ فقط من سكان العالم، إلا أنها تساهم بقدر كبير في المجالات الإبداعية والابتكارية والتكنولوجية" .فها هي ذي الدول الإسكندنافية لا يوجد فيها تعليم مجاني!وكل خريجي جامعاتها مبدعون في تخصصاتهم وأصحاب الريادة على المستوى العالمي وليس المحلي فقط..
*إقحام السياسة في التعليم: أنا لست بصدد الكيل المديح لفئة على حساب فئة أخر، أو التصفيق لجهة على حساب جهة، وإنما الذي ينبغي قوله:أن الصراع الإيديولوجي بين المدرستين- لك أن تسمي ما تشاء بما تشاء من الأسماء-قد ألقى بظلاله على التلميذ والمعلم والمدرسة والمجتمع والإقتصاد والسياسة والوطن،فأنتج لنا جيل فاشل بإمتياز، أصبح عالة على الأمم التي حسمت أمرها في هذا المجال وجعلت الرقي والريادة نصب عينيها والكورونا خير دليل على ذلك؛ فمتى ما فصلنا التعليم عن السياسة وعن التهريج لا أقول أننا قد حققنا النهضة وإنما نكون قد وضعنا اللبنة الأولى في مشروع النهضة والرقي بالبلاد والعباد.
*نظام تربوي لا يشجع: إن النظام التربوي في الجزائر لا يشجّع (بل إنه صُمَّم كي لا يشجّع) روح المواطنة الديمقراطية التشاركية في جوانبها كافة. وهو بدلاً من ذلك يركّز على التعلم بصفة عامة، ويشدّد بصورة أضيق على اكتساب مادة معرفية محددة ومتفق عليها. وفي العادة تُصمَّم النظم المدرسية لاستخدام مادة أكاديمية محددة. ونتيجةً لذلك يشجَّع المدرسون على تعليم مهارات إدراكية متدنية (تقوم على التذكّر والاستيعاب) على حساب المهارات الأكثر رقيّاً (في مجالات التطبيق، والتحليل، والتوليف، والتقويم، والتفكير النقدي). ومن ثم ينتج هذا النظام المتبع في التعليم خرّيجين يحملون المؤهلات، لكنهم لا يمتلكون منظومة المهارات الضرورية للتصدي للتحديات السياسية، والاقتصادية،والاجتماعية التي تواجه المجتمع،أو حتى لتلبية احتياجات موقع العمل، وهي الهدف المعلن لكثير من الجهود الإصلاحية الأخيرة.
فلا تعليم في الجزائر، ولا بحث علمي رصين، ولا بناء للمجتمع يسوده العدل والمساواة بين الجميع،واحترام حق الآخر في أن يعيش التي اختارها لنفسه،ولا يمكن تحقيق اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار، ولا بناء لدولة قوية مؤثرة مهيبة الجناب من باقي دول العالم، تعمل على نهضة الدولة ورقيها في شتى مجالات الحياة، مما يقود أبناءها للسعي الحثيث للمحافظة على كيان دولتهم ووطنهم، حتى يرقى بين كيانات العالم الأخرى، إلا من خلال إستئصال العقبات الثلاث المتمثلة في: استراتجية الكم، إدخال الصراع الإيديولوجي إلى فناء المدرسة،النظام التربوي الغير مشجع على التعليم والتعلم.
المصادر والمراجع المعتمدة في كتابة هذا المقال:
*أبو القاسم سعد الله – تاريخ الجزائر الثقافي-
*مقال على الانترنت لكاتبته،هاجر درويش، مجلة أراجيك، ماهي أسرار الدول الإسكندنافية التي قادت لحدوث طفرة تعليمية؟،20/12/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحلول المقدمة جد مقتضبة و-،، سطحية،،
حاتم بن رجيبة ( 2022 / 3 / 13 - 18:29 )
شكرا على الإنارة لكن الحلول المقدمة جد مقتضبة و-،، سطحية،،. مجانية التعليم الإبتدائي و الغائها في الثانوي والعالي. هذا هو الحل العملي الوحيد المقدم !!! هل أنت تمزح؟؟؟؟ أتقارن المواطن النرويجي بالمواطن الجزائري؟؟؟ الجزائري لا يقدر على التعليم،،المجاني،، حتى يقدر على التعليم الخاص!!

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا