الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب صُنِع في الجحيم(16)

ناصر بن رجب

2022 / 3 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


محنة سبينوزا ونشأة العَصر العَلماني


الفصل السّادس
الكُتُب المقدَّسة
(قسم 3)


لم يكن سبينوزا الوحيد، من بين معاصريه، الذي لجأ إلى عناصر نصيّة وإلى اعتبارات ذات طابع تاريخي، بما في ذلك الرّكون إلى أعمال كتّاب قدامى، مثل فلافيوس يوسوفوس (Flavius Josephus)، واسمه العبري يوسف بن متتياهو الكاهن، حتّى يَخرُج باستنتاجات جذريّة، حول الأصول البشريّة للبيْبل، تذهب إلى أبعد ممّا سمح به علماء العصور السّابقة لأنفسهم بالذّهاب إليه. وفي نفس الوقت، لم يكن من بين هؤلاء عدد كبير يشاطِر سبينوزا آراءه، فحتى ما ندر منهم الذين نشروا، قبل ذلك ببضع سنوات، أفكارا مشابهة لم يُهيِّئوا بكلّ تأكيد لظهور محيط أكثر تقبُّلا للأطروحات التي طرحتها رسالة اللّاهوت والسّياسة. بل لربّما كان تأثيرهم عكسيّا من حيث أنّهم وضعوا السّلطات في حالةِ استنفار أكبر ضدّ مثل هذه التّجديفات التي تنال من الكتب المقدّسة، على الرغم من أنّه من غير المحتمل أن تكون قد وُجِدت في القرن السابع عشر ظروفٌ مناسبة للتأكيد على أنّ الأسفار الخمسة ليست بأيّ حال من الأحوال من عمل موسى نفسه وأن يقع تقبُّل هذا الرّأي دون تحيُّز وأفكار مسبقة.
كان هوبز قد أكّد في كتابه "اللّيفياثان" أنّ الكتب المقدّسة، في حالتها التي وصلتنا فيها، ليست كلام الرّب لا شكلاً ولا مضموناً، بل هي بكلّ تأكيد، وعلى ضوء بعض الجوانب التي لا يستهان بها، مجرّد وثيقة بشريّة وتاريخيّة. وهو يُقِرّ بأنّ الرّب هو "المؤلِّف الأوّل والأصلي" للكتابات المقدّسة: فقد بلّغ كلامه إلى الأنبياء بواسطة الوحي السّماوي، وبناء على ذلك فإنّ الأنبياء هم وحدهم الذين في مقدورهم أن يؤكِّدوا ما هي بالضّبط الأقوال التي نطق بها الرّب في البداية. فقط المتلقِّي المباشر للوحي يُمكنه أن يعرِف معرفة تامّة ما الذي كان قد أُوحِيَ، وفي الآن ذاته أنّ هذا الوحي كان بالفعل قد جاء من عند الرّب مباشرة. وبما أنّ هذه الكتابات التي أصبحت الآن قانونيّة داخل الكُتب المقدّسة قد ابتعدت ابتعادا كبيرا عن الوحي الأصلي وعن كلّ ما قيَّده مباشرة منها الأنبياء الذين كانوا قد استلموها، فإنّ المعرفة الأوليّة للوحي فُقِدت منذ ذلك الحين وإلى الأبد.
ومن هنا، وعلى غرار سبينوزا [وابن عزرا(1)]، وانطلاقا من مشكلات بديهيّة أثارتها أبوّة موسى للأسفار الخمسة ("القول بأنّ موسى تحدّث عن قبره [حتّى وإن كان ذلك من باب التنبُّؤ] والإشارة إلى أنّ هذا القبر لم يُعثَر عليه إلى حدّ السّاعة وهو ما يزال على قيد الحياة" هو تأويل غريب)، فإنّ هوبز يخلص إلى أنّ موسى لم يكتب كلّ الأسفار الخمسة، بل ولا حتّى الجزء الأكبر منها، بالرّغم من أنّه بالفعل كان قد دوّن كلّ ما قيل صراحة أنّه دوّنه، وبالخصوص الشّريعة الموسويّة (مثلا هوبز يرى أنّ الفصول من 11 إلى 26 من سفر التّثنية لم يخطّها موسى بيده). وهذا ينطبق كذلك على يشوع، فهو لم يكتب "سفر يشوع" الذي حُرِّر "بعد وفاته بعدّة قرون"، وقس على ذلك أسفار أستير، وراعوت، وصموئيل وكثيرون آخرون، التي كُتِبت بعد مدّة طويلة من وقوع الأحداث التي ترويها. يتوصّل هوبز بالنّهاية إلى نتيجة مفادها أنّ "العهد القديم" هو عبارة عن تجميع لكتابات ألّفها "أناس مختلفون"، بالرّغم من أنّ كلّهم كان "يحدوهم نفس الدّافع المتمثّل في تواطئهم جميعا لبلوغ نفس الهدف وذلك بغرض إثبات حقوق مملكة الرّب: الآب، والإبن، والرّوح القدس". هذه النّصوص المُلهَمة كانت قد جُمِعت بعد زمن طويل من "السّبي البابلي"، ورأي هوبز المتعلّق بمؤلِّف-محرِّر هذه النّصوص هو نفس رأي سبينوزا: "عزرا هو مَن رتّب الكتابات المقدّسة على الهيئة التي نعرفها بها اليوم"(2).
إذن، حسب هوبز، يمكننا القول إنّ ما وقع تناقله عبر الأجيال والذي نعرفه من البيْبل العبري هو، كما أكّد عليه سبينوزا في رسالته، محض عمل أدبيّ بشري يحمل رسالة إلهيّة(3). إنّ هذا الإنتاج الطّبيعي لا يمكنه مع ذلك وبأيّ حال من الأحوال أن نَنْسِبه لكلام الرّب الخارق للطّبيعة بالضّبط كما أُوحِي أصلا إلى الأنبياء. لقد مرّ زمن طويل جدّا منذ ذلك الإخبار الإلهي الأوّل، وأمّا الوثائق ما بعد السّبي البابلي التي هي "التجميعات الحقيقيّة للأشياء التي فعلها وقالها الأنبياء" فقد مرّت بين أيديّ الكثير والكثير من الكَتَبة والنسّاح وتحت سلطة العديد من الأنظمة المختلفة إلى حدّ أنّنا أصبحنا غير قادرين على التّأكيد ولو بقدر أدنى من الوثوق أنّ ما هو في حوزتنا اليوم، وبالضّبط بكلّ حذافيره، هو كلام الرّب.
هنا نرى هوبز يستخدم تحليله للبيْبل لغرض سياسيّ، بما في ذلك الأناجيل المسيحيّة. فهو بالفعل يخلص إلى أنّه مهما كانت سلطة نصّ الكتب المقدّسة فإنّها يجب أن تكون متأتّية، لا من موثوقيّة أصلها الإلهي (وذلك لغياب وحي خاصّ يؤكِّد لنا هذا الأصل)، ولكن فقط من الحاكِم (أو بأكثر دقّة من الكنيسة الرّسميّة) الذي يحكم البلاد والذي يُعلِن أنّ نصّ الكتب المقدّسة هو كلام الرّب:
"من الجليّ أنّه لا أحد يعرف أنّها [الكتب المقدّسة] كلام الرّب (رغم اعتقاد المسيحيّين الحقيقيّين بذلك)، عدا تلك التي أنزلها الرّب بنفسه عليهم بطريقة فوق طبيعيّة [...]. وبالتّالي، فإنّ مَن لم يوحِ له الرّب، بصورة تفوق الطّبيعة، ما هي وصاياه، ولم يُعْلِمه بأنّ أولئك الذين أشاعوا هذه الوصايا كانوا بالفعل رُسُلَه وأنبياءه، لا يكون مُجْبَرا على إطاعتها تحت إمرة أيّ سلطة كانت، باستثناء سلطةِ مَن كان لأوامره قوّة القانون؛ أي سلطة الجمهوريّة ولا غير التي تتمثّل في الحاكِم الذي يملك وحده السّلطة التّشريعيّة"(4).
في الطّبعة الإنكليزيّة الأولى للّيفياثان، التي ظهرت عام 1651، خصّص هوبز لمشكلة أبوّة تأليف البيْبل عددا محدودا نسبيّا من الصّفحات؛ وبالرّغم من أنّ ما كتبه كان يُمهِّد للحُجج التي ستُقدِّمها الرّسالة في اللّاهوت والسّياسة إلاّ أنّه لا يضاهي من حيث الشّموليّة والدّقة التحليل الذي يُكرِّسه لها سبينوزا. بعد مُضيّ أربع سنوات، ظهر كتاب باللّاتينيّة في آمستردام (ومن المرجّح أن يكون قد كتِب عام 1640)، يُعالِج هذه المسألة بشكل متوسِّع أكثر ممّا فعله هوبز. وهذا الكتاب سرعان ما تمّت إدانته على أنّه كتاب "تجديف" و"كُفر" على غرار ما سيُصيب لاحقا كِتابَيْ اللّيفياتان والرّسالة نفسيْهما في سنوات 1670.
مؤلِّف هذا الكتاب المعنون Prae-Adamitae (الأُمَم ما قبل آدَم) كان من بين تلك الشّخصيّات الرحّالة التي كان يعجّ بها فضاء الجمهوريّة الأدبي والثّقافي في بداية الحداثة هذه. كان إسحاق لابيرير (Isaac La Peyrère)، صاحب هذا المؤلَّف يُسافِر إلى كلّ الأماكن حيث يقوده عمله كأمين سرّ هنري الثّاني أمير كوندي: إلى بوردو، وباريس، وآمستردام، ولندن، وإسبانيا وحتّى إلى سكاندينافيا. كان لابيرير يُوسِّع معارفه من رجال الأعمال بنفس قدر علاقاته الفكريّة، وربّما يكون قد التقى بسبينوزا وهوبز(5).
يَزْعم لابيرير في الجزء الرّئيسي من كتابه أنّ آدم لم يكن الإنسان الأوّل ولكن كانت قد سبقته سلسلة من الكائنات البشريّة. وقد كان لابيرير يستند على تطوّرات العلم الحديث، مثل اكتشاف أراضٍ جديدة تعيش فيها شعوب لم تكن معروفة قبل ذلك والتي "لا تنحدِر من آدم"، وكذلك على سرديّات تاريخيّة قديمة، وقع كشف النّقاب عنها حديثا، والتي تصف حضارات لم يكن للبيْبل علم بها. فمِن أين جاءت زوجة قابيل إذا لم يكن هناك أيّ كائن بشريّ آخر ما عدا ذريّة آدم الخاصّة به؟ ثمّ يخلص لابيرير إلى أنّ سفر التّكوين لا يمثّل تاريخ أصول البشريّة جمعاء، بل فقط تاريخ أصل الشّعب اليهودي، وما كان خَلْق آدم إلاّ مجرّد خلق الإنسان اليهوديّ الأوّل.
خلال عرض نظريّته، يؤكِّد لابيرير أنّ نصّ التّوراة العبري كما نعرفه اليوم لم يكتبه موسى بخطّ يده (نجد هنا نفس البرهنة باعتبار أنّ موسى ما كان بمقدوره أن يصف موتَه بالذّات، أو أيضا حول الأحداث التي جدّت بعد وفاته)، ولا أيضا بأيادي الأنبياء أنفسهم، ولكنّ الأمر يتعلّق بوثيقة أُنجِزت انطلاقا من كتابات قديمة مختلفة. "سوف لن أُزْعِج القارئ أكثر من اللّزوم لكي أُبرهِن على شيء بديهيّ في حدّ ذاته، ألا وهو أنّ الكتب الخمسة الأولى للبيْبل لم يكتبها موسى كما يعتقد النّاس ذلك"(6). في الحقيقة "هذه الأشياء كانت قد كُتِبت بأشكال شتّى واستُمِدَّت من كتّاب مختلفين"(7). فالكاتب-المحرِّر النّهائي، في رأي لابيرير، لم يكن ذكيّا جدّا في عمله لأنّ المنتوج النهائيّ هو عبارة عن مجموعة غير متناسقة من النّصوص، وتختلف من حيث جودتها حسب الأسفار التي يعاني نصّها التّقليدي المخطوط ممّا فعله فيها العديد من "النسّاخ الذين غلب عليهم الإهمال"، والتي تقدِّم تنوّعات لا حصر لها. "بناء على كلّ هذا، لا يمكن لأحد أن يتفاجأ عندما يقرأ في هذه النّصوص أشياء مضطرِبة وغير مترابطة، غامضة وغير دقيقة، وفيها أشياء أُهمِلت ومشوَّشة، [...] ولذلك فإنّ القارئ سيرى بأمّ عينيْه أنّ ما هو موجود أمامه ما هو إلاّ عبارة عن حزمة من النّسخ قُدَّت بطريقة مرتبِكة"(8). فلابيرير يشكّ في استطاعة هذا النصّ الفاسِد، الذي يُطلق عليه بكلّ ازدراء "حزمة من نُسَخِ النّسخ"، أن يسمح لنا بالعثور على المصادر الأصليّة و"الصّحيحة" للبيْبل، أو أن نقرأ فيه شهادة واحدة موثوقة عمّا أوحاه الرّب للأنبياء.
بالرّغم من إدراج قصّته حول أصول البيْبل في السّياق "الصّادِم" لنظريّته بخصوص"الأمم ما قبل آدميّة"، لم يكن لابيرير، كما أكّد ذلك فيلسوف وباحث معاصر، "مجرّد شخص غريب الأطوار": لقد قرأ الكثيرون كتابه وكان "معروفا لدى أغلب المختصّين في البيْبل في عصره"(9). وقد كان بحوزة سبينوزا نسحة من كتابه "ما قبل آدم"، وأيضا كتاب هوبز "المُواطِن" (De Cive)، الذي لا يشير فيه الفيلسوف الإنكليزي إلى قضيّة أصل الكتب المقدّسة إلاّ بشكل إيحائي، إذ يلاحظ مثلا أنّ البيْبل هو بالفعل "كلام الرّب"، ولكن فقط في "عدد ضئيل جدّا من مقاطعه"(10). بالرّغم من أنّنا متأكِّدين من أنّ سبينوزا كان قد قرأ "اللّفياثان" عندما كان يؤلِّف الرّسالة، وذلك سواء من خلال التّرجمة النييرلنديّة الصّادرة عام 1667، أو التّرجمة اللّاتينيّة الصادرة في آمستردام سنة 1668، فإنّه يستحيل علينا مع ذلك معرفة إلى أيّ درجة مارس هوبز ولابيرير تأثيرهما على عمله. لقد كان سبينوزا يعرف جيّدا ابن عزرا ومفسِّرين يهودا آخرين للتّوراة والكتابات العبرانيّة المقدّسة في القرون الوسطى ولذلك فنحن نعتقد أنّه لم يكن في حاجة لهوبز أو لابيرير (اللّذان كانا لا يتقِنان اللّغة العبريّة)، ولا لأيّ مفكِّر معاصر آخر، لكي يصوغ آراءه الخاصّة به والمتعلّقة بموضوع مَن كتب البيْبل.
بالنّسبة لسبينوزا (وأيضا لهوبز ولابيرير)، كان البيْبل إذن عبارة على كومة من النّصوص متأتّية من أيادي مختلفة، ومن فترات تاريخيّة متعدِّدة ومُوجَّهة لأناس مختلفين. هناك عنصر آخر هامّ، يبدو أنّه حجّة أصيلة عند سبينوزا، تتمثّل في وجود العديد من العوامِل الظّرفيّة وحتّى الإعتباطيّة كانت هي السّبب الذي يقف وراء دمج بعض المصادر أو رفضها والتّغاضي عنها. فالكاتب-النّاشِر للنّصوص، في زمن الهيكل الثّاني، لم ينجح إلاّ جزئيّاً في تركيب مصادره ليخلق منها عملا موحَّدا وحيدا. ومن جهة أخرى، هذه المجموعة الضّعيفة من حيث النّظم والتّحرير خضعت للتّحريفات التي تتسلّل طبيعيّاً إلى النّصوص خلال تناقلها عبر الزّمن، أي عند نسخها وإعادة نسخها من جيل إلى جيل. فهي عمل "فاسِد، مبتور، محرَّف ومليء بالتّناقضات"، هي عملٌ هجينُ المنشأ، محرَّف فيما خلّفه من نصوص ومن حيث صَوْنه والمحافظة عليه. فالبيْبل العبري محشوٌّ بالمقاطع المبتورة بما لا يدع مجالا للشّك، كما كان يحلو لسبينوزا قول ذلك وهو يُبرِز لضوء النّهار الثّغرات غير البديهيّة التي لا تظهر من الوهلة الأولى لمَن يعرِف كيف يُفتِّش عنها. يقول سبينوزا: "حتّى نتأكّد من أنّ النصّ هو فعلا نصّ مبتور، يكفينا أن نتسلّح بأبسط قواعد اللّغة العبريّة"(11).
ومع ذلك، ما يظلّ غير مبتور هو التّعليم الأسمى للكتب المقدّسة، سواء تعلّق الأمر بالتّوراة أو بالأناجيل المسيحيّة. وهذا التّعليم في حقيقة الأمر شيء بسيط: يجب على المرء أن يُقيم العَدل ويمارس المحبّة تجاه إخوته في الإنسانيّة. فالنّقطة الجوهريّة لكلّ الوصايا والأحكام الشّرعيّة، والدّرس الذي يجب استخلاصه من كلّ القصص التي تُروى في هذه الكتب، والذي يظلّ قائما بتمامه وكماله دون تزييف أو تحريف، ورغم الاختلافات، والأخطاء، وأوجه الغموض، وما أُدْخِل من الفساد في النّص، هي تلك الرّسالة الأخلاقيّة الأساسيّة. وهذه الرّسالة، يؤكِّد سبينوزا، موجودة عند الأنبياء العبرانيّين ("لا تَنْتَقِمْ ولا تَحْقِد على أبناءِ شَعْبِكَ، وَأَحْبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" [الأحبار 19، 18]، ويوجد أيضا في الأناجيل ("فَمَنْ أَحَبَّ غيره أتَمَّ الشّريعة" [إلى أهل روميّة 13، 8]. "وأستطيع أن أؤكِّد عن يقين أنّي لم أجِد في البيْبل أيَّ خطأ خطير أو أيّ اختلافٍ في استخلاص العِبْرة وخاصّة في النّصوص الخاصّة بالتّعاليم الخُلُقيّة، بحيث يجعل معناها غامِضاً أو مشكوكاً في صحَّته"(12). فهذه العقيدة الأخلاقيّة هي الرّسالة الواضحة والكونيّة للبيْبل، على الأقلّ بالنّسبة لمَن يعرفون قراءتها قراءة صحيحة. المسألة التي تبقى الآن مطروحة هي معرفة ما هو المنهج السّليم لقراءتها.

(يتبع)
-------------------
هوامش
(1) على العكس من سبينوزا، لم يكن باستطاعة هوبز الإطّلاع على "براهين" ابن عزرا من مصدرها الأصليّ وذلك بحكم أنّه لم يكن يتقِن اللّغة العبريّة؛ ربّما يكون قد اطّلع عليها بطرق أخرى.
(2) اللّفياثان، مصدر سابق، ج 3، فصل 33، التّرجمة من عندنا؛ ص 379 من التّرجمة العربيّة.
(3) بطبيعة الحال، سبينوزا يدحض فكرة أن تكون هذه الوثيقة تستمدّ جذورها من عمل الوحي الخارق للطّبيعة؛ ومن المؤكّد أنّ هوبز كان يعتقد نفس الشّيء.
(4) نفس المصدر، بتصرّف، ص 384.
(5) كان بإمكان لابيرير أن يلتقي بهوبز في باريس، فقد كانا بالفعل يتردّدان على الحلقة الفكريّة للفيلسوف ورجل الدّين الفرنسي مرين ميرسين Marin Mersenne، وكذلك كان بإمكانه أن يلتقي بسبينوزا في آمستردام، كما اقترح ذلك Popkin (1987, p. 84-86)، وذلك بواسطة الرّابي مَنسّى بن إسرائيل.
(6) أنظر: La Peyrère, Isaac. 1656. Men before Adam. London, p. 208.
(7) نفس المصدر السّابق، ص 210.
(8) نفس المصدر، ص 208.
(9) مصدر سابق، Popkin 1996, p. 391
(10) المُواطِن، أو أُسُس السّياسة، De Sive, XVII, art. 16. الترجمة العربيّة من عندنا.
(11) الرّسالة، مرجع سابق، التّرجمة من عندنا.
(12) الرّسالة، حنفي، بتصرّف، ص 306.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah