الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبيلة البامبارا

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 3 / 15
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عرف عن هذه القبيلة: "أنهم يعبدون السماء، وأركان الأرض الأربعة، والجن، ويتخذون من الحجر أو الشجر أو أماكن الماء محرابا لذبح الأضحية، مثلما هو الأمر في المعابد الخاصة أو العامة. وكل بالغ إذا كان رب أسرة، مالكا لمسكن، وأجريت له عملية الختان، فهو أهل لأن يقوم بالتضحية".
وفي اعتقادهم أن القوى الحيوية للذبيح تنتقل إلى المعبود الذي تقدم إليه أضحية الآباء، أو الجن، أو الـ"فارو" في الشعائر الزراعية. ويضحي في العادة بحيوان أليف "طير، أو كبش، أو ثور" إلا إذا كان المتقرب صيادا فلا بد أن يقدم حيوانا برياً. ويلزم أن تطول مدة احتضار الذبيحة لأن شكل حركاتها يتخذه العرافون للتكهن بالغيب.
ويوزع لحم الأضحية على الحاضرين، وفيه رمز الوحدة الروحية بين الجميع وفي الماضي كانت العادة أن تقدم ضحية بشرية، في الأحوال الخطيرة التي تهم المملكة. وكانت الضحية في الغالب شخصا أشقر اللون "عدو الشمس" وهو اللون الذي يفضله الإله "فارو".
وتتغير مراسم التضحية حسب الظروف:
1. في المشاكل الخاصة بالحكم كان الشخص يشطر عرضا إلى شطرين بحبل يشد حول بطنه وذلك في حضور الملك الذي يفرض عليه أن يحتفظ بسكونه دون أن يبدي حراكا ثم يحمل الشطر الأسفل فيلقى في النهر قرباناً للإله "فارو" وأما الرأس فتدفن تحت عرش الملك.
2. وفي الأزمات المالية يغرز في حلق الشخص عصا من الغاب الهندي فتنفذ إلى بطنه.
3. وفي حالة وفاة عدد كبير من أسرة واحدة، يتقدم رب الأسرة إلى الملك ليحصل منه على إذن بتضحية شخص أشقر. فإذا ذبح هذا أخذ لسانه وأنفه وعيناه لتأكلها الأسرة. وأما الجمجمة فتدفن في فناء المسكن. وكانت العادة عند قبائل الدوجون قديما أن يضحوا بشخص أشقر اللون في احتفالهم الديني بتحديد الكون.
وتستهدف العبادات المنزلية الاحتفاظ بالقوى الحيوية للأسرة، ودفع كل خطر قد يصيب الجماعة، واستقبال أرواح الموتى ريثما تحل في أجسادها. وتفرد في البيت حجرة تضم المحاريب الخاصة بكل فرد منها، والمحاريب العامة للجماعة، وتصور جدرانها بصور ترمز للأموات والأحياء وأجزاء الكون. وفي فناء البيت يوضع الكرسي الخاص برب الأسرة مرتكزا على جثة شخص أشقر. وعلى بضعة أشياء رمزية. ويحيي هذا الكرسي أفراد الأسرة كل يوم ويقدمون له القرابين من شراب أو ثمر ضحايا. والغرض من ذلك أن يزيدوا قوى رئيسهم. (هوبير ديشان. الديانات في أفريقيا السوداء، ص 55-57).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟