الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملتقى رواد المتنبي الثقافي يتناول ظاهرة الانتحار في المجتمع العراقي

تضامن عبدالمحسن

2022 / 3 / 18
المجتمع المدني


نظم ملتقى رواد المتنبي الثقافي، محاضرة نقاشية بعنوان (واقع ظاهرة الانتحار في المجتمع العراقي/ الأسباب والتداعيات) قدمتها الدكتورة نجلاء كامل سالم، واحتضنتها قاعة علي الوردي في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي، صباح يوم الجمعة 2022/3/18، بحضور جماهيري بضمنهم أساتذة أكاديميين. ادارت الجلسة عضو الملتقى عفيفة سليمان مبينة الاثار الخطرة لظاهرة الانتحار ومعرفة بالسيرة الذاتية للدكتورة المحاضرة.
أوضحت الدكتورة نجلاء في مستهل المحاضرة أن حالات الانتحار في العراق لم تقع تحت مسمى (ظاهرة) حتى عام 2015، ولكن فيما بعد بدأ الارتفاع السنوي لحالات الانتحار يغدو واضحا، حيث بدأت حالات الانتحار ترتفع من 393 حالة سجلتها وزارة الداخلية عام 2016، الى ان وصلت الى 772 حالة لعام 2021 . داعية الى ضرورة وضع الحدود لها من قبل الجهات الحكومية المعنية ومنظمات المجتمع المدني، مشددة على دور المدارس واساتذة الجامعات في معالجة هذه الظاهرة ومحاربتها، خاصة وقد أصبح العراق ثالث دولة عالميا في تسجيل حالات الانتحار.
وقد بينت الدكتورة نجلاء الى ان منظمة الصحة العالمية حددت ان النساء هن الفئة الأكثر انتحارا عالميا، لافتة الى ان بعض حالات الانتحار في المجتمع العراقي قد تكون القتل العمد الذي يندرج تحت مسمى (غسل العار) ولكنه يسجل على انه انتحارا.

• أسباب الانتحار
تناولت المحاضرة اسباب الانتحار وأهمها العامل الاقتصادي وصعوبة الحصول على عمل وتوفير العيش الكريم، والعامل الاجتماعي والواقع الثقافي والضغوطات النفسية، التي تدفع الانسان الى الشعور بلا جدوى الحياة والتي تفقد قيمتها عنده، قائلة (الانسان عندما تصبح الحياة عنده بلا معنى اذن فهو بحاجة الى شخص متعاون معه يساعده على تجاوز محنته).
كما تطرقت الباحثة الى الدراما العربية والعالمية كأحد الأسباب في التأثير على جمهور المتفرجين من الشباب والاطفال، وخاصة ممن يمتلكون وعيا بسيطا وثقافة سطحية.
قائلة (نحن كباحثين اجتماعيين ضد عملية نشر تفاصيل القتل والانتحار في الدراما، لأننا امام جيل متأثر ويحاول التقليد).
لافتة الى أن أكثر الاسباب خطورة هو عالم الانترنت واندماج كافة الفئات العمرية معه، مما خلق عوالم مختلفة داخل الاسرة الواحدة، حتى اصبح افرادها متباعدين عن بعضهم ولكنهم مرتبطين بعلاقات افتراضية مؤثرة غالبا على سلوكهم. وكذلك عمليات الابتزاز الالكتروني الناجم عن هذا الانغماس والاستخدام غير الواعي لمواقع التواصل الاجتماعي.
كما أشارت الى ان احد الأسباب وأهمها هو تناول المخدرات او ارتكاب المحرمات، وفقدان الشاب الى الهدف في حياته للأسباب المذكورة فيلجأ أخيرا الى الانتحار.
واستندت الدكتورة نجلاء في محاضرتها الى رأي العالم دوركايم، القائل (بان ليس دائما السبب في الانتحار هو العامل النفسي بقدر ماهو عامل الترابط الاجتماعي والبيئة التي نعيش فيها، مثلما يتطلع الشاب او الشابة اليها).
وقد تناولت مثالا عن إحدى تجاربها البحثية في أسباب الانتحار قائلة (في ورشة قدمتها أمام 40 فتاة من طالبات المدارس بعمر مابين ال15 الى 18 سنة، استخلصت منها أن هناك 20 فتاة حاولت الانتحار، وكان سبب اقدامهن على الانتحار هو افتقارهن الى من يستمع الى شكواهن او يشعر بمعاناتهن اليومية او يهتم بهن) مؤكدة على أن أسباب الانتحار أغلبها عوامل الاحباط والصدمة.

• الرسالة .. قبل وبعد الانتحار
فيما أشارت الى أن أحد أدوات الانتحار هو (الرسالة المسبقة) التي يتركها الشخص المنتحر، قائلة (كثير من المنتحرين كان يرسل رسائل مسبقة لغرض مساعدة، فيقول سأنتحر ولكن لا احد يأخذها على محمل الجد!).
وفي نفس الوقت هناك رسائل مابعد الانتحار التي نحن في المجتمع العربي لا نمتلك ثقافة كتابتها على العكس من الدول الغربية، والتي غالبا ماتحمل أسباب الانتحار.

• الانتحار في المحافظات
تتفاوت المحافظات في اعداد المنتحرين فيها، وكانت في المقدمة محافظة ذي قار لأسباب تدهور الوضع الاقتصادي، وتليها محافظة ميسان التي ارتفعت فيها حالات الانتحار بسبب التمييز والوصم الاجتماعي والمحاكاة، ففي دراسة في محافظة ميسان كان من اهم اسباب الانتحار هو تقليد او محاكاة المسلسل التركي (العشق الممنوع)!، بينما إختلفت الاسباب بين المحافظات الاخرى بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والضغط النفسي.

• أنواع الانتحار
وعن أنواع الانتحار فقد اشارت المحاضرة الى ان هناك ثلاثة أنواع، الأول (انتحار ايثاري) وهو الذي خلاله يعجز الانسان عن مواجهة المجتمع الذي يعيش فيه أومواجهة الاسرة، و(انتحار اناني)، هو ذلك الانسان الذي لايفكر بمحيطه وماسيحصل فيه بعد انتحاره، يفكر بنفسه فقط.
مشيرة الى خشيتها الشخصية من وصول المجتمع الى حالة (انتحار القتل الرحيم)، وحالة (الانتحار الجماعي) قائلة (نحن بصدد وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الحالات موجودة في عدد من الدول ويتم تداولها عبر السوشال ميديا، الذي يتم فيه التلقين من قبل اشخاص ومؤسسات لاتراهم).
وأهم ما اشارت اليه المحاضرة هو حكم المجتمع المسبق على الشخص المنتحر رغم جهله بظروفه المسببة والتي دفعته الى الإنتحار، مؤكدة (من المؤكد اننا جميعا نمر بصعوبات وعقبات، لكننا لانمتلك جميعنا نفس الوعي والتفكير في تجاوزها، فقد يكون للبيئة سبب كبير في دفع الضحية الى الانتحار، علينا اعادة ترتيب اوراقنا وتفكيرنا تجاه قضايا الانتحار).
ولأهمية الموضوع وتأثيره في المجتمع، فقد جرت مداخلات عديدة طرح الحضور خلالها رأيهم المناهض للإنتحار مشيرين الى أهمية دور المؤسسات الحكومية لإيجاد الحلول الناجعة لمعالجة هذه الظاهرة.
وفي الختام قدم الصحفي عامر عبود بأسم الملتقى شهادة تقديرية للدكتورة نجلاء كامل تثمينا لجهدها وكفائتها في تغطية المحاضرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح قد يكون مذبحة وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع


.. المتحدثة باسم الصحة العالمية: أي هجوم على رفح سيؤدي لإعاقة ع




.. هل سبق وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق زعم


.. المحكمة الجنائية ترفض التهديدات التي تتعرض لها بعد اقترابها




.. الأونروا: 37 طفل يفقد أمه يوميا في قطاع غزة