الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعادة داخل رؤوسنا

علي باقر خيرالله

2022 / 3 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هي أعظم الخيرات كما يقول الفارابي ، حسناً ، دعونا نفترض انها كذلك ، ولكن هل الخيرات هي "محدودة الكم" ؟ او بمعنى اخر هل هنالك كمية محددة من الخيرات موجودة في هذا العالم نتصارع عليها كي نكتسب اكبر قدر ممكن منها ؟
ان اتفقنا على مفهوم السعادة هذا يتبقى لدينا المشكلة الاهم والاكبر وهي استحالة اتفاقنا على مفهوم الخيرات ، لأننا كبشر يعيش كل منا في بيئة خاصة حتى لو أتفقنا كلنا ان اشباع لذاتنا هي احدى اوجه الخيرات ، رغم استحالة ذلك أيضاً ، فالمخصي مثلاً تختلف لذته الجنسية و طريقة اشباعها حتماً ، و الجائع ينظر لفضلات طعام الشبعى كخيرات نادرة التحقق .
وانطلاقاً من عدم اتفاقنا ، ماذا لو اتفقنا؟
ماذا لو وجدنا سبلاً للرضا النفسي نشترك في تحقيقها بعيداً عن صراع المال و الجسد و الهيمنة ؟
لو أن التاريخ كان عبارة عن صراع متكرر بين الطبقات كما قال ماركس ، هل سيكون توقفنا عن الصراع هو بداية النهاية لمحدودية موارد السعادة الانسانية ؟
ام ان استمرار الصراع والاندماج التام للطبقات سيخلق ارضية مشتركة نتشارك فيها موارد اللذة و مفاتيح السعادة؟
كل هذه التساؤلات تبقى اجابتها مرهونة بالتجربة التاريخية في الماضي او في قادم السنين ، او ربما القرون .
ولكن التساؤل الذي يخترق حاجز التجارب التاريخية الماضية او المستقبلية هو انه هل بإمكان الانسان كفرد تحقيق نسبة معقولة من السعادة بمعزل عن طبقته الاقتصادية ، بيئته الاجتماعية ، و وضعه الجسدي ؟
من وجهة نظري ، فان الاجابة تميل الى جهة النعم ، فالسعادة هي في عقولنا نحن ولم تكن شيئاً ثابتاً يوماً ما .
اذا فرحلة الانسان يجب ان تكون مرهونة ببحثة عما يسعده دون حاجة لأي شيء آخر ، او على اقل تقدير باقل الموارد الممكنة لتحقيق ذلك .
فلنفترض انك على قمة جبل ، عارياً ، لا ماء ولا طعام ، تنتظر طوافة الانقاذ لمدة 24 ساعة لوحدك ؟
هل ستعيش هذا اليوم تعيساً ؟ ام انك قادر على تحقيق سعادة ولو بنسبة معينة لنفسك؟
هذا ما يجب ان نعمل عليه ، ان تكون السعادة داخل رؤوسنا لا في ايادي الاخرين او فروجهم ، لا في خزانات البنوك و لافي مطابخ المطاعم الفاخرة .
يجب ان نملك افكاراً وذكريات حينما نسترجعها ستوفر لنا مقداراً لا بأس به من خيرات السعادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا