الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملفات عن الحياة والموت وأشياء أخرى…

عزالدين بوروى

2022 / 3 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الملف الأول: الحقيقة الغائبة للحياة.
-إن الحياة لا يجب أن نحملها على محمل الجد، كونها لا تحترم شروط المنطق ، ولا تترك لك حتى بعض الوقت كي تفهم ماذا حدث وماذا سيحدث. تتركك بين-بين، بين الحقيقة والوهم،بين المنطق واللامنطق، خصوصًا حينما يتعلق الأمر بنقيضها الأبدي "الموت".
- يأتي الموت مرارا وتكرارا كالصفعة ، أو كلدغة أفعى داخل حقل ذرة، غير مفهوم هو كرموز فرعونية أو كنقوش سومرية غريبة، ولعل مشكلة الموت تكمن في هذا الغموض ، تكون تائها في دروب الحياة وغارقًا في أسئلتها الوجودية حتى يخطف منك الموت شخصا عزيزا على حين غفلة ، فتتجذر الأسئلة ، وتعود إشكالية المعنى تمأزق وعينا. إنها صفعة الحياة بكفها السفلي مع صفعة الموت الكبرى بالكف العلوي، لتعود معها الأمور إلى نصابها، ويعود سؤال : "ما المغزى من الوجود ؟ "خاطفًا الأضواء وعائدا إلى نقطة الصفر.
لطالما حاولت إيجاد أجوبة منطقية ومقبولة لمعضلة الوجود ، لكن مع فقدان كل شخص عزيز، تفند كل الأجوبة والحقائق النسبية التي كنت قريبا من الإيمان بها.
ما يجعل قناعاتي حول الوجود تتلاشى هو ذلك الإرتباط الوثيق بالحياة ساعة الإحتضار، هو تلك الإرادة وحب البقاء في ساعاتنا الأخيرة ، إنه ذلك الأمل في العيش قبل أن يخطفنا الموت . وهذا كله ما يجعل سؤال "ما الحياة ؟" يسطع ويطفو على السطح.
إن الموت جريمة شنعاء في حق الأحياء قبل الأموات، جريمة يأخذ الوعي النصيب الأوفر منها وهو يحاول إيجاد أجوبة ، إنه يؤرق الذوات ويجعلها في منفى. أما أولئك الموتى الذين ظلوا لقسط من الزمن متشبثين بالحياة حتى الرمق الأخير ، فيا لها من صفعة يتلقونها! يا لها من كارثة.
- [ ] إن نزع الروح من جسد أحدهم لهو شبيه بنزع لعبة لطفل بالقوة، تجده يقاوم بيديه الصغيرتين ، لكن قوته خائرة وغير قادرة على استرجاعها. هكذا تتم عملية نزع الروح من جسد الشخص، بغض النظر عن ما إذا كان يحبها أم لا، لكن المهم أنها حياته هو. لا أدافع عن فكرة الخلود، لكنني لم أفهم المعنى من الحصول على شيء دون مشاورة ، ونزعه غصبا عني!
- [ ] مهما كانت الحياة بئيسة فإن الإنسان لا يقوى على فراقها. لذلك أرى أنه حتى لو أعادوا للميت حياته فإنه سيرفضها ولو قدموها له على طبق من ذهب، سيحتج وسيصرخ : إنها خدعة…إنها خدعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه