الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأعياد الزراعية

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 3 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تقام عند قبائل "سارا" في أفريقيا الاستوائية وأعالي النيل أعياد دينية زراعية لإله الذرة. وهم يزعمون أن إله الذرة خرج من يقطينة. يدعى هذا الإله في وقت بذر الحبوب، وتقدم بشائر المحصول قربانا له ولهم آلة موسيقية يستعملونها في الرقص الديني يزعمون أن روح صاحبها السابق تحل فيها زمنا بعد وفاته لأنه أودعها ملكته الموسيقية. ولهم أقنعة يلبسونها في الاحتفال الزراعي الديني. ولها أهمية عظيمة كما هو الحال في "الكامرون". ولكل أسرة قناعها الخاص بها وأما قبائل الأقزام فليس لديهم فيما يظهر شعائر دينية كثيرة، بل أن وجود فكرة السحر عندهم محل جدل بين العلماء. ولقبائل أعالي النيل معابد لآلهتهم الوسطى. والمعبد عندهم عبارة عن كوخ يوضع فوقه بيضة نعام.
ولهم في كل عام عيدان كبيران: عيد وقت نزول المطر، وعيد وقت ظهور الثمار. ورؤساء القبائل هم الذين يقدمون القرابين والذبائح في الاحتفال بعيد المطر. وبعضهم مكلف برعاية سلامة الماشية وإنتاجها. ومما يلفت النظر في هذه المناطق كثرة ظهور المتنبئين الموحى إليهم ولقد لعب هؤلاء دوراً مهما في مقاومة انتشار المؤسسات الإسلامية والأوربية في بلادهم. (هوبير ديشان. الديانات في أفريقيا السوداء، ص 63.64).
كما توجد شعائر منزلية جماعية تنجزها قبائل البامبارا وفيها توجه لإله "فارو" أو للأسلاف ضحايا من الضأن أو الطير، أو قرابين من القطن وثمر الكولا، على أن تكون كلها ذات لون أبيض. وتدفن في أسفل المحاريب الخاصة بالأسلاف، جمجمة وأدوات زراعية.
وتقام إلى جانب هذه العبادات اليومية العادية عبادات موسمية؛ فمثلا في نهاية كل شهرين تجمع قمامة القرية التي يزعمون أن بها قوى حيوية كثيرة، وتحرق بعد ذبح الضحية، ويقدم جزء من رمادها إلى الإله "فارو"، والبقية إلى أعضاء مجلس "الكومو" الديني ليخلطوه بطعامهم. وتنحر الضحايا قبيل موسم الأمطار وبعده حول شجرة مقدسة أو على شاطئ نهر. ويقترن هذا العيد باحتفالات الغناء والرقص واللهو، وتقام شعائر لاستقبال العام الجديد وتوديع العام القديم. والطقوس الزراعية لا حصر لها في هذه الجماعة التي للزراعة عندها المقام الأول.
وقد عرفت إفريقيا إلى جانب التضحية بالحيوانات تضحيةً بالبشر، ويكون هذا الأمر في المناسبات الخطيرة؛ كالكوارث، موت الملك، أو في الأعياد السنوية؛ والعجيب أن الضحية من البشر كان يتقبل ذلك عن طيب خاطر، اعتقاداً منه أن روحه بعد قتله ستحل في جسم شخص رفيع المكانة. (نفسه، ص 55-60).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟