الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رزق الهبل علي الطماعين

محمد حسين يونس

2022 / 3 / 23
المجتمع المدني


((بلغت حصيلة ما اشتراه المصريون من شهادات ادخار ذات عائد 18٪ التي أطلقها أكبر بنكين حكوميين 57 مليار جنيه في 48 ساعة بحسب مسؤولين في البنكين، فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاستثمار في تلك الشهادات حلال)).
في ستينيات القرن الماضي أصدر البنك الأهلي .. شهادات إستثمار ( أ وب وج) إستطاع بها ان يجمع مدخرات الطبقة الوسطى .. بصورة غير مسبوقة ..
من الذين أستثمروا في هذه الشهادات .. كانت والدتي .. كان لديها كمية كبيرة من النوع (ج ) الذى يربح جوائز يسيل لها لعاب السذج .
عندما توفت.. و ذهبنا للبنك .. لتسييل قيمة الشهادات .. و جدناها قدإنقضي زمنها و لم تجدد .. فضاعت علينا ..
لقد سرق مصدرى الشهادات أموال سيدة مسنة .. غسلوا مخها بإعلاناتهم ..و أخفوا تعليمات تداولها عنها .. حتي سقط حقها كما لو كانت قد إشترت أوراق يناصيب يصبح لا قيمة لها .بعد إعلان الفائز .
هذا النصب تكرر في نهاية السبعينيات .. عندما رفعت أسعار الفائدة إلي 18- 20 % و قمت بنصاحة .. السذج ببيع الدولارات التي أحضرتها من عملي بالغربة ..و تحويلها لشهادات .. ثم سقطت قيمة فائدتها بعد أن جمعوا حصيلة مناسبة من أمثالي .. لتصبح من 12 – 6 % في اللحظة التي تصاعد فيها سعر الدولار لارقام خيالية .. وبت حزينا مهموما .
و هكذا تبينت مبكرا كيف يمكن خداع ساذج مثلي .. بالإعلانات .. و وسائط جذبه من إنتهازيته .. ثم عندما يتورط .. يفقد ما كسب .. مع تدهور القيمة الشرائية للجنية التي لم تتوقف منذ أن كان الدولار بأربعين قرش .. حتي أمس الأول عندما أصبح ب18 جنيه .
اللعب بعقول السذج الطماعين بالجرى وراء إستثمارات سهلة كنا نشهدة في الموالد عندما يبيع الشيخ محمود شربة تنزل حنشة و دود .. و هي ملح طعام .. أو عندما يستقطب بتاع الثلاث ورقات الفلاحين و يطمعهم في مكسب سريع ثم يجردهم من أموالهم ..
شركات توظيف الأموال بتوصية من كبار رجال الدين .. قامت بإفلاس المئات من السذج وتلاها بعض النصابين في مدن مصر و قراها نقرأ عنهم كل يوم في الجرائد و نتعجب .
أخيرا الحكومة نحت الجميع و تقوم الأن بالدور الرئيسي ..في جمع أموال الباحثين عن الثراء دون تعب و إنفاقة علي إنجازاتها المدعاة .
الحكومة منذ زمن محمد إبراهيم سليمان تستغفل السذج المتحمسين عندما تتاجر في العقارات و الأراضي الصحراوية ..
وعندما جمعت المليارات لتمويل تكريك قناة السويس ..و ها هي ( ريما ) تعود .. للخدعة الأولي و تسحب 57 مليار جنية في 48 ساعة .. من الخائفين المذعورين من تدهور الوضع الإقتصادى بعد إرتفاع قيمة الذهب و الدولار لمستويات مجنونة .
الشخص الساذج الذى يذهب للبنك .. و يضع أمواله سواء كودائع أو توفير أو حساب جارى .. لا يعرف أن كل مليم ينفقه .. أصبح مرصود من إخوانا البعدا .. يجعل كلامنا خفيف عليهم .. ..وأنه قد وضع راسه تحت ضرس الحكومة .
فأى موظف من موظفي جهات الجباية المتعددة .. يستطيع .. بورقة صغيرة عليها ختم و شعار الجمهورية أن يضع حسابة .. تحت الحجز التحفظي ..و يمنعة من التصرف في أموالة ..
مع العلم أن فك هذا الحجز يحتاج لمعجزات و صبر في التعامل .. و قد يؤدى لاضرار غير متجنبه و غير محسوبة بواسطة الأرعن صاحب التحفظ . .
الحكومة .. و برلمانها الملاكي أصدروا المئات من القوانين و القرارات التي لا نعرفها .. و تتيح لجهات الجباية و غيرها مصادرة أموال المودع .. حتي لو بالخطأ في الإسم .. فيحصلوا من شخص غير معني .. ما كان مطلوبا من سميه .. و علية أن يثبت .. أنه ليس (بحمار) علي راى النكتة التي كانت شائعة في الستينيات .
(( وجد جمل يجرى تجاه الحدود .. فقيل له لماذا تهرب .. قال لانهم يقبضون علي الحمير .. و لكنك جمل .. فقال حليني علي بال م أثبت إنيى مش حمار )) .
بصراحة أنا لا أثق في هذا النظام المالي أو السياسي .. فغياب العدل .. و تكلفة التقاضي المرتفعة .. و توحش المسئولين عن الجباية .. و غباء الموظفين .. يجعل .. التعامل معهم مخاطرة كبيرة .
بقي تساؤل عن كل هذه الأموال التي كانت تحت البلاطة و يمكن جمعها في 48 ساعة .. هل يعني هذا .. أن المصريين متيسرى الحال و أغنياء ؟
و أنهم بناء علي ذلك يستطيعون دفع الملايين في شراء شقق الحكومة البائرة .. و البضائع غالية الثمن في المولات.. و الشهادات الإدخارية المبالغ في عائدها .. و الذهب و باقي المعادن الثمينة .. و يدفع الضرائب المجحفة ..ولا يشكو من الأسعار المتصاعدة... و اننا نعيش في أفضل حال .
أم أن هذا متيسر لعدد قليل من الذين إستطاعوا .. مراكمة الأموال من قهر المعوزين ..
الطبيب في المستشفي الإستثمارى .. و المدرس في السناتر و المدارس الأجنبية مرتفعة المصاريف .. و صاحب المكتب الإستشارى الذى يستغل و يسرق العاملين لدية .. و أصحاب الشركات التي نشأت حديثا في زيطة الإنجازات و تعمل بالواسطة و الذى منه ..و تجار المخدرات و الدعارة .. و الفئات المستثناه من كبار الموظفين التي ترضى عنهم الحكومة فتمنحهم من وسع ..
كل هؤلاء . بالإضافة للسماسرة .. و الوكلاء التجاريين ..و من يبورون الأرض الزراعية و يحولونها لمباني .. ينتشرون في مدن مصر من شمالها لجنوبها... و لديهم أموال بعضها جاء من طرق غير شرعية .
هؤلاء المتيسرون لا توجد إحصاءات لعددهم لقد جاءوا من رحم الفوضي ..و هم قد يمثلون 1% أى مليون شخص .. و هو عدد كبير ..أوحتي 10% أى عشرة مليون متنعم .. و لكن يظل الباقي من الطبقة الوسطي و المعدمة .. يضعون أيديهم علي قلوبهم .. من موجات الغلاء القادمة .. مهما قدمت الحكومة من إجراءات إحترازية فهي لن تمنع وصول الدولار لعشرين جنية فتزيد قيمة البضائع المستوردة .. و نحن نستورد أغلب إحتياجاتنا بما في ذلك القمح .
و هكذا
لن أستغرب أن يزيد الميكروباص و التاكسي تعريفته .. و بتاعة الخضار و الفاكهة أسعارها .. و اللبان و الجزار .. و مدرسي السناتر .. و الطبيب حتي في المستوصف .. بحجة زيادة قيمة الدولار
إنها فوضي مقبلة ..فمن تضرر و من لم يتضرر سيرفع قيمة بضاعته .. ما عدا نحن الذين نجلس جنب الحيطة و نسمع الزيطة من أصحاب المعاشات .. فإذا أضفنا لذلك ضحايا البطالة فإنني لن أعجب عندما يفتح هذا المجال علي مصراعية للأعمال غير المشروعة و السرقة و الخطف .. ثم نتساءل هو حصل إيه للناس .
كل سنة و حضراتكم طيبون ..
إبقوا زوروا العاصمة الجديدة و العلمين .. فناطحات سحاب هناك و الشوارع الواسعة و النافورات .. و الأسواق و القصور .. ومقر البرلمان الصيفي والشتوى .. حاجة تفتح النفس ..
أو تحمسوا لماتش مصر و السنغال و العنوا كروش اللي إختار تشكيل غلط و تسبب في الخسارة رغم إنه واخد علي قلبة قدكدة دولارات و يوروهات ..
أو شاهدوا مسلسلات رمضان و إعملوا هيصة لان واحدة كشفت ساقها أو دراعها ....
و إنسوا إن الدولار بقي بأكثر من 18 جنية متمسكين بحكمة ((يعني حنعمل إيه ننتحر)) ..(( أهو نصيبنا و قسمتنا ))
ففي غابات الدول الرأسمالية .. إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب .. وفي مصر 90% من سكانها فريسة سهلة للذئاب المحلية و العالمية ..منذ أن قررصناع السياسة الإقتصادية الهبل.. بلع الشص وتنفيذ تعليمات البنك الدولي و إستيراد أزمات المجتمع الرأسمالي التي كنا في حماية منها .
يقولون (( لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين )) و نحن لا نتعلم و نلدغ الف مرة فين بقيت الفلوس عايزين نوصل لميت مليار جنية يا حضرات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر والعذاب
على سالم ( 2022 / 3 / 23 - 13:46 )
لاشك ان مصر سيئه الحظ جدا ومتسوله وشحاته وجعانه على مدار التاريخ والازمان , الشعب المصرى الساذج العبيط بيصدق عصابه البلطجيه الحراميه اياها والتى بتمص دمه بدون رحمه وبتكذب عليه بمنهى الفجر والسفاله والانحطاط , المصرى لايتعلم ابدا ؟ ربما شئ غلط فى جينات المصرى الجائع البائس , شئ لااستطيع فهمه يحدث بأستمرار وهو زراعه القمح فى مصر ومن هو صاحب القرار بعدم زراعته ؟ هل يعقل ان مصر لاتستطيع زراعته ومن هو المستفيد من ذلك , لقد سمعت فى الماضى ان اميركا هو التى منعت مصر من زراعه القمح لكى تعتمد عليها , لااعرف ان كان هذا صح ام خطأ , مصر فى امكانها زراعته ولكن المعضله هنا هو تجويع المصرى وجعله ذليل وشحات


2 - اللعنة
ماجدة منصور ( 2022 / 3 / 24 - 05:51 )
اللعنة الحقيقية هي البنك الدولي.0
كلامك صح
لكن أليس هناك خطة عمل وطنية صادقة شريفة مخلصة تعمل بجد و مثابرة كب تنقذ مصر من إستغلال البنك الدولي؟؟
أين هم شرفاء مصر و ضمير الأمة؟؟
أين هم علماء مصر (( لا أقصد علماء الأزوهر...الله يستركم))!!!
أين هم علماء مصر من رجال إقتصاد و حوسبة و عولمة و الذي منو؟؟
ان المصريون هم من صدًر الحضارة للعالم القديم و الجديد !1فلما لا ينبعث هؤلاء العلماء الإقتصاديون من سباتهم كي يساعدونا و يوضحوا لنا المستقبل الغامض في قادم الايام؟؟
أنا لا أرى في الأفق سوى أمرا واحدا فقط لا غير. و هو أن مصر هي قبلة الكرة الأرضية في قادم الأيام .0
في أستراليا::::يستوردون رمال سيناء...و بملايين الدولارت إن كنت تدري سيدي الأستاذ محمد باشا يونس!!!0
لا أود كتابة مقالات تحفيزية على شكل خطابات مملة و لكني أدرك جيدا ان مصر ستكون قبلة المستثمرون العالميون في الفترة القصيرة القادمة,
و ستكون مصر بخير
ولك أن تعلم أن الغلاء يضرب أستراليا الغنية بموارها.0
مصر بخير طالما أنت فيها سيدي المهندس الأستاذ,
و يكفيك فخرا
أنك مصري


3 - الأستاذ علي سالم
محمد حسين يونس ( 2022 / 3 / 24 - 06:38 )
أشكر مرور حضرتك و مساهمتك .. في الهم العام الذى نعيشة رغم بعدك عنه .. بالنسبة لزراعة القمح في مصر .. فإنني أذكر قصة حدثت لي في بداية ثمانينيات القرن الماضي .. حين تم إنشاء ما يسمي ( بغرفة التجارة المصرية الأمريكية ).. و كنت عضوا فيها بصفتي مشارك في شركة ( فيسك إيجيبت ) المصرية الأمريكبة ..
و كانت الغرفة تعقد إجتماعا كل شهر في فندق ماريوت مع مسئول مصرى .. تناقش معه مشاكل الإستثمار في ذلك الوقت .. في يوم كان الإجتماع مع وزير الزراعة .. و كان الحوار يدور بالإنجليزية .. أحد المستثمرين قال بفخر أنه زرع فى الساحل الشمالى خمسة آلاف فدان قمح ، فما كان من وزير الزراعة إلا أن صاح بالعربى ـ يادى المصيبة ـ ثم استدرك (نحن نحصل على القمح بقروض طويلة المدى ولكن من أين أدبر لك ثمن قمح ناتج من خمسة آلاف فدان.)
هذا هو الأمر أن القروض و المنح التي غطت إستيراد القمح جعلته أرخص من المنتج محلي و أفضل .. فتقلصت زراعته حتي وصلت لأن أصبحنا أكبر مستورد قمح في العالم .. و كل تقلبات السوق تنعكس بالسلب علينا .. .. تحياتي



4 - الأستاذة ماجدة منصور
محمد حسين يونس ( 2022 / 3 / 24 - 07:23 )

أشكر مرور حضرتك .. و تفضلك بإضافة وجهة نظرك .. عندما بدأ السادات الميل نحو تنفيذ تعليمات البنك الدولي .. ثار الناس .. و منهم بالطبع المفكرين و الكتاب فأصدروا أكثر من كتاب .. يحذر من إرتكاب جريمة الإنصياع للبنك الدولي .. منها كتاب الدكتور فؤاد مرسي ( هذا الإنفتاح الإقتصادى ) .. و ترجمة كتاب (( بنوك و باشوات )) .. و كتاب ((القرصان الإقتصادى )) .. و كانت هناك مناقشات مثمرة .. خصوصا في حزب التجمع .. و جريدته .. السادات ثم مبارك .. حاربوا جميع الأصوات التي .. تشرح للناس .. خطايا البنك الدولي فيما بعد الحرب العالمية الثانية .. و حتي ذلك اليوم .
و في الحق فشل السادات و مبارك و مرسي .. في نقل بلدنا .. لتصبح مطية لعملاء و موظفي البنك .
الحكم الجديد بعد 2013 .. قام علي أساس تعهدات .. غير معروفة .. و لكن محسوس أثارها .. بتنفيذ مقترحات البنك الدولي و عمل ما يسمي بالإصلاح الإقتصادى .. و تعويم الجنية .. و نجح في هذه المرة المسئولين .. لسببين .. حملات الترويج و الكذب التي لا تتوقف وعودها بتحسن الأحوال ..و التي كان مقدر لها 2022 – 2023 .و الإسلوب الثاني هو خلق طبقة جديدة من الميارديرات و المليون


5 - القاهرة 23‭-;- ‬-;- (رويترز) -
محمد حسين يونس ( 2022 / 3 / 24 - 08:14 )


قال صندوق النقد الدولي في بيان يوم الأربعاء إن مصر طلبت دعما من الصندوق بشأن تطبيق برنامج اقتصادي شامل.
وأضاف البيان أن فريق صندوق النقد الدولي يعمل عن كثب مع السلطات المصرية للإعداد بشأن المناقشات الخاصة بالبرنامج.
لم يكتف المسئولون أن طبق الكبيبة عند (سيدرا ) ب 945 جنية .. و يوجد من يشترية ..بل يريدون أن ينتهوا سريعا من تحويل مصر إلي جمهورية من جمهوريات الموز ....يحكمها المليونيرات من العسكر و رجال الدين ..و ينحطون بإقتصادها إلي مستوى الحرمان و العوز ..يا خسارة
عندما أرى أـسعار اللحمة والياميش في رمضان أتأكد أنه قد لحق أبناءالطبقة الوسطي بزملاء لهم من الفقراء و المعدمين .. و أصبحنا أغلبية .

اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - مسؤول الأغذية العالمي في فلسطين:




.. تغطية خاصة | إعلام إسرائيلي: الحكومة وافقت على مقترح لوقف إط


.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بقبول مقترح -خارطة الطري




.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان