الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانيين العرب و المرحلة الراهنة تحقيق الانتصارات و حصد النتائج

حمدي شريف

2006 / 9 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد انتهاء الجولة الأولى من حرب الوكالة بين أمريكا ممثلة بإسرائيل و إيران ممثلة بحزب الله من دون حسم نهائي في لبنان و استعداد الطرفين لمعارك جديدة في سوريا و العراق و الخليج العربي و اشتداد الصراع بين النظام المصري و الأخوان المسلمين و بداية دخول سورية في المجهول بعد خطاب الأسد الأخير و قرب تشكيل المحكمة شبه الدولية لمحاكمة قتلة الحريري و بعد فشل المشروع الأمريكي و الإيراني و الزرقاوي في العراق تهيأت كل الظروف في المنطقة العربية للقوى العلمانية لكي تصعد و تحمي الشعوب العربية و تعدها لمواجهة الأخطار المحيطة بها من الخارج و الداخل و لكي تأخذ القوى العلمانية دورها و حجمها لا بد لها من خوض معركتها القديمة الجديدة مع الجهل و الفقر و الحقد و العمالة على عدة محاور في آن واحد هي :
1- علاقة العلمانيين مع الإسلام السياسي : لا بد لنا أولاً من توضيح الإشكالية و التي يريد دائماً أن يوقعنا بها الإسلام السياسي و هي إشكالية الدمج بين الدين الإسلامي كدين سماوي أنزله الله عز و جل على رسوله محمد (ص) لأجل نقل البشرية من الظلمات إلى النور و بين التيارات السياسية و التي استغلت الإسلام و سخرته لمصالحها الشخصية و حرفت تعاليمه و قتلت شعوبه و دمرت بلدانه أي أننا نحن العلمانيين نفصل بين دين الإسلامي الذي نحترمه وندين به و بين الإسلام السياسي الذي نريد أن نتعايش معه و يتعايش معنا لكي نبني بلداننا و إن الفرصة مواتية لنا الآن لكي ننتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم على الإسلام السياسي حيث لا يخفى على أحد أن أكثر من 70 بالمئة من العامة في الوطن العربي يؤيدون التيارات الإسلامية و ذلك لعدة أسباب أهمها قمع التيارات الإسلامية من قبل الأنظمة العربية الفاسدة مما ولد شعور لدى العامة بأن مصالحهم ووجودهم و استمرارية دينهم مرتبطة بهذه التيارات و لكن الآن بات ظاهر للعيان عدم صحة هذه الرؤية و يجب علينا استغلال أخطاء تيارات الإسلام السياسي الأخيرة و فضحها لكي نفقدهم هذه الأغلبية في الشارع العربي التي يتغنون بها فأولاً علينا أن نفصل بين الإسلام السياسي الشيعي ممثل بحزب الله في لبنان و الثورة الإسلامية و حزب الدعوة و تيار الصدر في العراق و الإسلام السياسي السني ممثل بالإخوان المسلمين و تفرعاتهم في الدول العربية فبالنسبة للإسلام السياسي الشيعي بات ظاهر للعيان مشروعه الفارسي الطائفي الذي سلم العراق لإيران و قتل الناس على الهوية و لم يستطع بعد مضي ثلاث سنوات على استلامه للحكم في العراق أن يقدم للشعب العراقي لا استقرار و لا رفاه و لا حرية لا دينية و لا سياسية بل قدم الفوضى و القتل و التهجير و القمع و السرقة و العمالة و جر الشيعة إلى حرب أهلية ضد أهلهم و أخوتهم في القومية و البلد و يجب أن لا ننسى أنه و لو تم للتيارات السياسية الشيعية الانتصار في الحرب الأهلية في العراق فهل سيستقر الوضع في العراق بعد ذلك أي لو أصبح العراق كله خاضع لتلك القوى السياسية المتطرفة هل سيستقر العراق أكيد لن يستقر العراق بل ستتجه هذه القوى إلى القتال فيما بينها لأنها لا تمتلك لا الرؤية الوطنية و لا أمكانية الحياة في المجتمعات المستقرة فهي كالضفادع لا تعيش إلا في المستنقعات و لقد بدأت فعلاً هذه القوى بالاقتتال فيما بينها في المناطق الخاضعة لها كلياً و لقد حدث ذلك سابقاً في أفغانستان عندما انتصر المجاهدون السنة على الروس فهل بنوا دولة بعد نصرهم كلا بل اتجهوا إلى محاربة بعضهم البعض أي أن هذه التيارات لا يمكن أن تحقق الاستقرار الذي يرغب به المواطن العربي أما حزب الله الذي له نواب في البرلمان اللبناني و له وزراء في الحكومة فهل هو يعترف بدولته و يرتبط بها و يسعى لاستقلالها بالتأكيد لا بل يسعى لبناء دولة داخل الدولة و يرعى مجموعات تريد أن تضرب حرية و استقلال لبنان الذي يحلم ملايين العرب و المسلمين أن يكون لديهم 50 بالمئة من الحرية الدينية و الاجتماعية الموجودة في لبنان حيث لم يعد يخفى على أحد وجود حزب الله في لبنان وولائه لإيران و ربطه لمصير بلده الصغير بصرا عات دولية كبرى أدت إلى تدميره من أجل الآخرين أي يجب علينا فضح مشروع الإسلام السياسي الشيعي و فشله في جلب الاستقرار و الاستقلالية لبلدانه و بل وزاد على فشله الأول أن نقل الطائفة الشيعية من طائفة مقربة من الغرب و بعيدة عن حربه ضد الإرهاب إلى طائفة ترعى الإرهاب و أوقعها فجأة بقلب الحرب ضد الإرهاب و لقد ظهر هذا واضحاً في خطاب بوش الأخير أي أن الإسلام السياسي الشيعي ضر نفسه و ضر الآخرين أما بالنسبة للإسلام السياسي السني الأخوان المسلمين فهنا بيت القصيد لدينا نحن العرب فلقد تهجم الأخوان المسلمين على العلمانيين كثيراً و اتهموهم بالخروج عن الدين و تضليل الأمة و نسوا أنه من عاب على أخيه عيب عافاه الله منه و ابتلى الله المعيب بهذا العيب و ها هي الأقدار شاءت لكي نفضح الأخوان المسلمين و نظهرهم على حقيقتهم فمن بدل دينه من العلمانيين و كان مسلم فأصبح مسيحي أو كان مسيحي فأصبح مسلم أو بدل مذهبه ضمن الدين الواحد أو سهل لذلك في الوطن العربي منذ سقوط الخلافة و حتى الآن لا يوجد أحد منا فعل ذلك و لكن الإخوان يقومون الآن بدور قذر حيث يسهلون للمد الشيعي ضمن الدول العربية مما يدفع الملايين من العرب لتغيير دينهم أو مذهبهم تحت الضغوط المادية و السياسية فمن يخرج عن الدين ومن يضلل الأمة أهم العلمانيون أم الإسلام السياسي و ها هي الأقدار شاءت لنرى من يرتبط بالخارج و من منا لا يملك وضوح الرؤية ومن منا يدخل العدو لبلداننا ومن منا ميع الفقه الديني السني ومن منا ادخل الشيعة في مواجهة مع الغرب و من منا الآن يحمي الدين و يدافع عنه يجب أن يعلم العامة أننا نحن العلمانيين حملة لواء الإسلام اليوم و نحن من ندافع عنه و عن أوطاننا .
2- علاقة العلمانيين مع مجتمعاتهم: إن ما يعيب العلمانيين هو علاقتهم مع مجتمعاتهم و مع الناس المحيطين بهم فلا يخفى على أحد انحصار و انعزال العلمانيين على ذاتهم في السنوات العشرين الأخيرة في الوطن العربي و هذا أسلوب خطأ فلابد لأي إنسان لكي ينجح و لأي فكر لكي يستمر من تفهم الناس له و تبنيه فكيف للناس أن تتفهم فكرنا و نحن منعزلون عنهم لذلك لا بد لكل منا من نشر الوعي في محيطه القريب فالأبعد فالأبعد لأن قوتنا و استمراريتنا في نشر الوعي بين العامة لكي يتبنوا فكرنا و ينشروه و بذلك نؤمن حماية مجتمعاتنا و حمايتنا و نصعب اختراقنا و اغتيالنا الجسدي و الفكري .
3- علاقة العلمانيين و أنظمة الحكم في الوطن العربي : إن أنظمة الحكم في الوطن العربي تمر في أصعب ظروفها الآن و لذلك يجب علينا استغلال هذه الظروف الصعبة لكي نحصل منهم على تنازلات لمصلحة الشعوب فلا يخفى على أحد وجود الكثير الكثير من العلمانيين الشرفاء ضمن الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي فيقع على هؤلاء الدور الأكبر في نشر الوعي بين القيادات العربية للأخطار التي تواجه أمتنا و شعوبنا و لكيفية مواجهتها في استيعاب الداخل و نشر الوعي و بناء دولة المؤسسات و نشر الديمقراطية و محاربة الفساد و نشر ثقافة الحوار و السعي لبناء شباب واعي طموح محب لوطنه و مخلص لأمته منتج لا مستهلك أي يجب علينا مسايرة الأنظمة لتحقيق مصلحة الشعوب أي محاورتها لكن دون الرضوخ لرغباتها أو مواجهتها .
4- علاقة العلمانيين مع الغرب : بدايةً يجب أن نوضح هذه العلاقة للداخل العربي و للخارج الغربي فيجب أن يعرف العامة أننا معجبون بالغرب و لسنا متعلقون به كما يريد أن يظهرنا الإسلام السياسي فنحن نحب الاستقرار و الازدهار و الديمقراطية الغربية و نسعى إلى نقلها لبلداننا العربية لكي نوقف هجرة شبابنا و عقولنا إلى الخارج طلباً للعلم و العيش و الآمان و لا نسعى إلى نقل الفساد الأخلاقي و الشذوذ الجنسي و الزواج المسلي إلى مجتمعاتنا كما يتهمنا الآخرين و يجب علينا أن نوضح للعامة أننا نريد الحرية و لكن أي حرية هل هي حرية اغتصاب الفتيات و تفجير السيارات و الإساءة لمعتقدات الآخرين كما في العراق أم حرية حمل السلاح و بناء دولة داخل الدولة ونقل صرا عات الآخرين إلى بلداننا كما في لبنان لا هذه الحرية و لا تلك إننا نريد حرية تضمن استقلالية و استمرار دولنا و تنقلها إلى الوحدة كما نقلت الحرية الدول الأوربية المتنازعة و المتصارعة إلى اتحاد أوربي متضامن و متكافل أما بالنسبة للخارج الغربي فيجب علينا أن نتجه إلى شعوبه و إلى مجتمعاته المدنية و إلى مؤسساته الحزبية لكي نوضح لهم أخطاء قياداتهم السياسية معنا و ما يترتب على ذلك من معاناة لنا و لشعوبنا و ما ترتب على ذلك من معاناة الشعوب الغربية في ذات الوقت و يجب علينا أن نسخر الدعم الغربي لمصلحة شعوبنا و ليس لمصلحة بعض الانتهازيين كما كان الوضع في الماضي أي يجب أن تكون علاقتنا مع الغرب علاقات جيدة و ندية لا علاقات تصادم و تبعية.
5- علاقة العلمانيين مع الذات : هنا لابد لنا من ثورة داخلية على صعيد الذات لكي نحقق ما نصبوا إليه فأولاً رغم امتلاكنا لوضوح الرؤية إلا أننا لا نمتلك المبادرة فعلى سبيل المثال تيارات الإسلام السياسي عندما يروا بلد بدأت تلوح فيه الفوضى اتجهوا إليه ليبنوا قاعدة لهم بينما نحن بعكسهم تماماً أي إذا كنا داخل ذلك البلد نسعى للهروب منه و بذلك نفقد ما نملك في حين يكسب غيرنا ما لا يملك هذا من جانب ومن جانب آخر فلقد استطاع الإسلام السياسي أن ينتصر علينا إعلامياً بل ساهم البعض منا في تحقيق هذا الانتصار عن قصد أو عن دون قصد حيث خرج بعض العلمانيين عن الهجوم على الإسلام السياسي إلى الهجوم على الإسلام و بذلك ينتصر علينا أخوتنا و أعداءنا رغم جهلهم ووعينا و عمالتهم و استقلالنا و تفرقهم ووحدتنا فلذلك يجب علينا أن نوحد رؤيتنا على امتداد الوطن العربي كل منا في موقعه و يجب أن نمتلك زمام المبادرة و لدينا الآن لبنان يجب علينا دعم الديمقراطية فيه و لدينا سوريا على طريق الفوضى يجب علينا أن نبني قاعدة لنا قوية فيها و يجب أن نملك محطة إعلامية فضائية قوية تساعدنا على نشر الوعي و يجب علينا أن نستغل الفضاء الإعلامي العربي في أي ظهور لنا لنشر الوعي بهدوء و علم و استقلالية و بتوازن لكي نبني مصداقية و جماهيرية لنا .
ومما سبق نرى أن الظروف الدولية الداخلية و الخارجية تسير لمصلحتنا إن نحن استطعنا أن نستغلها لتحقيق انتصاراتنا و التي كنا نسعى و نحلم بها و لكن يجب علينا أن نعرف أن الانتصارات لا تتحقق بالأمنيات و بالأحلام بل تتحقق بالإرادة و التوحد و التضحية و الصبر لذلك يجب علينا اتخاذ زمام المبادرة و إعادة بناء أنفسنا و إعادة بناء علاقاتنا الداخلية و الخارجية و الاتجاه إلى بلداننا و شعوبنا من أجل البناء و نشر الوعي و إلى أعداءنا لكي نعرفهم من نحن ومن هم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد خاصة للعربية من أجواء سوق الحميدية والجامع الأموي


.. المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا




.. عبد الجواد الرشد يدخل إلى ساحة الجامع الأموي في المدينة القد


.. كاميرا العربية ترصد أعمال إزالة القمامة من أمام بوابة الجامع




.. مشاهد جوية خاصة لـ-العربية- من المسجد الأموي وسوق الحميدية ف