الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالف ضد إيران !!؟؟

حسن مدبولى

2022 / 3 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فى عام 1979 وكنا مانزال صبية ، تحمسنا لنجاح الثورة الإيرانية وإستبشرنا بها مثل الملايين من العرب والمسلمين ، و تابعنا بإعجاب كيف تم اغلاق سفارة اسرائيل فى طهران واستبدالها بسفارة دولة فلسطين ، كما رفض كل من كان له قلب وعقل وبصيرة موجة العداء الخليجى والساداتى والبعثوى والقومجى العنصرى ضد الثورة الإيرانية ونظامها السياسى ، وبالطبع كنا ممن يعارضون العدوان العراقى ضد تلك الثورة، ذلك العدوان الذى تم طبقا لحسابات غربية وأمريكية وهلع خليجى ، كذلك فجعتنا جريمة قتل الحجاج الإيرانيين فى مكة عام 1987 لمجرد انهم تظاهروا ضد أمريكا وإسرائيل ؟ وايضا رفضنا التعصب المذهبى المتخلف الذى تم تذكيته بواسطة أذناب وأقزام الخليج وحلفائهم من التيارات المشبوهة المتخلفة التى تدعى التدين السلفى ؟
ثم تابعنا بفخر مساندة الثورة الايرانية للمقاومة الاسلامية فى لبنان منذ عام 1984 و حتى تم تحرير الجنوب اللبنانى الحر من دنس الصهاينة ، ولم نلقى بالا لكل المخاوف المفتعلة والتزييفات السياسية التى كانت تستهدف فقط حماية بعض النظم العربية العميلة للامريكان فى المنطقة ، واعتبرنا ان التواجد الوطنى الشيعى فى العراق ولبنان واليمن والبحرين هو تنوع طبيعى ينبغى إحترامه من منطلق الإخوة العربية وحرية العقيدة ، وعدم الذهاب بعيدا مع مزاعم وتهويلات وفوبيا الخطر الإيرانى ،،،
كذلك أيضا وحتى وقتنا الراهن فإننى على ثقة بأن من يجرى إستفتاءا حرا حول مشروع إيران النووى، سيكتشف أن الغالبية العظمى من العرب والمسلمين يتعاطفون بشدة مع ايران ويساندونها معنويا ضد الحصار الامريكى، وضد محاولات إجهاض مشروعها النووى بتحريض إسرائيلى خليجى-عربى معتاد ضد كل من يحاول إتخاذ مواقف وطنية مستقلة ،
فأى إنسان مخلص سوي حر الإرادة ، سيرى بدون مواربة أن إيران قوة إضافية للعرب والمسلمين ، وإنها يمكن أن تكون عاملا إيجابيا فى صراعنا المصيرى ضد الصهاينة والأمريكان ، وانه من الغباء الإستراتيجى أن نتخلى ونسير فى ركب التآمر ضد الثورة الإيرانية التى تدعم قوى المقاومة فى فلسطين بشكل معلن وبشهادة قادة المقاومة أنفسهم ؟
ومع كل ذلك فإننا نؤكد إنه لا يوجد أحد معصوم فى عالم السياسة ، ولا توجد رموز حاكمة مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها ، سواء فى العالم العربى أو العالم الإسلامى ، وأن الخلافات فى عالم السياسة يمكن تدارك آثارها وعلاج أخطائها أو حتى كوارثها خصوصا بين من يفترض إنهم أشقاء أو تربطهم علاقات تاريخية حتى ؟ وبالتأكيد فإن من لا يرى أخطاء ايران فهو لا يمتلك اى بصيرة، او انه منحاز عن تعمد وقصد مثله مثل أى متطرف سياسى أو دينى ممن يلتحفون بالعباءة الخليجية أو الصهيونية ،

لكن الأخطاء فى بعض الحسابات السياسية الإيرانية ، لا تبرر أبدا التحالف مع العدو الصهيونى ضدها، فمن يتآمرون عليها فى الوقت الراهن لا تهمهم مواقف إيران السلبية أو حساباتها الخاطئة ، بل لعلهم يؤيدونها فى تلك الحسابات السيئة وحدها ، فما يعنيهم من تحالفهم المشين مع عدو قاتل هو محاولة إسقاط مواقف طهران الإيجابية وتدمير مسعاها الإستقلالى وتحجيم قدراتها العلمية والعسكرية ؟ فكل تلك القوى العربية التى إجتمعت مع اعدائنا فى صحراء النقب ، إجتمعت فقط من أجل التصدى لمحاولات إنهاء الحصار الإقتصادى الظالم على الشعب الإيرانى، و كذلك لمنع إيران من إستكمال مشروعها النووى السلمى، رغم أن مفاعل ديمونة الصهيونى على مرمى حجر من مقر هذا الإجتماع المشين ؟ و أيضا لإرغام إيران على التوقف عن مساعدة المستضعفين فى فلسطين وغيرها ، بالإضافة لتدمير صواريخها البالستية العابرة ؟
والمدهش للغاية إننا لو بحثنا قليلا فى صفحات السياسة الدولية سنكتشف أن نفس الذين تم تجميعهم فى إسرائيل لمواجهة إيران ، سبق لهم أيضا أن تعاونوا ونسقوا واتفقوا على التصدى لتنامى وتصاعد الدور التركى تحت مظلة ذات الحجج والمبررات والأهداف التى تتبناها القوى المعادية لأمتنا ، وتتخذها منطلقا وذريعة لتدمير كل من يحاول الخروج على بيت طاعتها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها