الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطرق الصوفية: -الحَمَالَة-.

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2022 / 3 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


اختلفت الطرق الصوفية في مناحي العالم القديم والحديث، وتعددت أقطابها وأتباعها وسلوكهم وأسلوبهم في الحياة، كما تنوعت أنماط تدينهم طبقا للجغرافية المكانية أو الذهنية، ومن بين هذه الطرق نجد هذه الطريقة الصوفية "الحَمَالَة"، التي نشأت في مدينة "نيورو" وهي من بلاد الساحل السوداني، وتقع على بعد 250 ك.م على الشمال الغربي من "باماكو" أسسها الشيخ "حما الله" وأصله من مسلمي البربر، وكان على جانب عظيم من الذكاء.
بدأ دعوته بنفسه فلزم التعبد والتنسك، وكانت تعتريه حالات من الجذب والغيبوبة الروحية. وقد التف حوله جماعة من غلاة الأنصار... وكان تأسيس هذه الطريقة إيذانا بنشوب النزاع والشغب بين أتباع الطرق المختلفة؛ إذ باغت الحمالون سكان البلاد المجاورة لهم عام 1940 وأمعنوا فيهم تقتيلا حتى لم يفلت منهم طفل رضيع، بل أحرقوا المصاحف، فألقت الإدارة الفرنسية القبض على الشيخ ونفته إلى فرنسا وتوفي في المنفى عام 1942 ولم يخلفه أحد على المشيخة، ولكن طريقته لم تتوقف عن الانتشار رغم ما طرأ عليها من تحريف قليل. ومن أصول تلك الطريقة أن يذكر اسم الله إحدى عشرة مرة فقط على المسبحة. ولذلك يفصل كثير من أتباعها الإحدى عشرة حبة الأولى بكرة من الزجاج. ومن هنا اشتهر الحمالون باسم (الإحدى عشرة حبة).
وهم يصلون صلاة القصر وهي رخصة قاصرة في التعاليم الإسلامية على حالة الحرب أو الخطر أو السفر. وقد دأب أتباع هذه الطريقة على وسم جباههم وأيديهم وأظافرهم بالوشم الذي كان يسم به الشيخ ماشيته. ويتغنون في أذكارهم ويرفعون بها عقيرتهم في جلبة، وترميهم الطرق الأخرى بأنهم يستحلون الحرمات عقب حفلات الذكر. ونجد الحمالة يؤدون صلاتهم متجهين إلى مدينة "نيورو" لا إلى مكة كسائر المسلمين. وهم يغرقون في تقديس الشيخ "حما الله" وهم يناصبون العداء جميع المذاهب الإسلامية والمسيحية الأخرى، وحدث عام 1941 أن اغتال بعض أتباع هذه الطريقة جماعة من الفرنسيين في مدينة "بوبو ديولاسو" دون سبب ظاهر إلا أن يكون سبيلا لدخول الجنة في زعمهم، وقبضت الحكومة على المجرمين وأعدمتهم. (هوبير ديشان. الديانات في أفريقيا السوداء، ص 148.149).
لو أخذنا نموذج الحج الذي تختلف فيه هذه الطائفة عن طوائف أخرى، فسنجد أن مراكز الحج في الإسلام تختلف من طائفة إلى أخرى، فاليمنيون لديهم مركز حج خاصة بهم، والباكستانيون كذلك، والمغاربة أيضا لهم مراكز حج ترتبط بظاهرة "الأولياء" وعبادة الأسلاف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا