الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يصمت الحزب الشيوعي العراقي على مؤامرة تقسيم العراق ؟!

ثامر قلو

2006 / 9 / 10
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها



عذرا للعنوان ، فقد يكتنف بعض التجني على سايسة الحزب الشيوعي العراقي ، ذلك الحزب الذي كان الوطن والناس هاجسه ومشروعه الازلي ، منذ التأسيس قبل سبعين سنة ونيف .
لقد تحمل الحزب الشيوعي العراقي ، مشاق الافكار التي رأى انها الطريق لخلاص الناس وتحررهم من كل أشكال الجور والتخلف والاضطهاد ومن ثم العيش بسلام وأمان ورفاهية ، ودفع قربانا للطريق الشاق الملبد بمآسي الحياة على امتداد سنينه السبعين عشرات الالوف من خيرة العراقيين الذين أحبوا حزبهم ، لحبهم الكبير وعشقهم لبلدهم وناسهم .

لا نغالي القول ، أن الفوضى العراقية تلقي بظلالها الوخيمة على كل المؤسسات العراقية ، الاجتماعية والسياسية ، لذلك ، فان الحزب الشيوعي العراقي لن يكون بمنأى عن هذه الفوضى ومصاحباتها ، التي تطال توسعه وتحركه وتلمسه القرب من هموم الوطن والجماهير ، كما تطال كل مناحي الحياة في البلاد .

نقر بالفوضى ، ومن لا يقر بها ، يحيد عن الحقيقة ، لكنها الفوضى الي يقتضي أن لا تعكر الحزب الشيوعي العراقي عن أداء مهماته الجسيمة تجاه الوطن والناس ، فان تعيق المسار وتحد من الانطلاق شيء ، وأن تصيب الحزب بالعلل والعجز والتخلف عن مواكبة الاحداث شي أخر تماما، فهذه الفوضى التي بات العراقي يلعنها، اللهم بعض الصبية من الذين تسلقوا أمواجها العاتية وصاروا بين ليلة وضحاها قادة، أو شيوخ ، أو رجال دين ، لهم وزنهم وصيتهم ودورهم المؤثر في صياغة الحالة الجديدة للدولة العراقية التي تشكل الفوضى المستديمة أركانها الاساسية حسب كل البارومترات ، فالتطورات المثيرة والخطيرة العواقب على الناس والوطن ، التي تستجد على الساحة العراقية ، تقتضي طرح الرؤى والمعالجة من قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي في آوانه .

الحزب ، وأي حزب ، كمكون اجتماعي وسياسي ، ينشد التقرب من الجماهير وكسب ودها ومشاعرها ومن ثم الظفر برأيها وهو الاهم ، بل هو الغاية والهدف للحزب المعني ، فكيف اذا يكون الحزب المعني هو الحزب الشيوعي ، فالحزب الشيوعي كما هو معروف للجميع ليس كالاحزاب الاخرى ، فلا مال له يشحته من دول الجوار ، ولا مواقع حساسة أو وزارات مهمة تدرعليه المال ، وتوفر المجال للسرقة ، يتربع على قمتها كما هو شأن القوى الاخرى ، فما يملكه هو رصيده النضالي ، وتضحياته الجسام التي لا تكل في سبيل تحقيق اماني الشعب والوطن .
أزمة العلم ، مرت مرور الكرام على الحزب الشيوعي العراقي دون أن نعرف للحزب موقف معين ، يسترشد به على الاقل أنصار الحزب ومناصريه في السجالات الدائرة في غرف الدردشة أو المواقع الالكترونية أو الصحافة المقروءة ، فضلا عن الضرورة التي تقتضي الاستغلال من قبل الحزب عبر طرح افكاره للناس التي لا نشك ، انها سوف تنطلق من الموضوعية التي تتوسم بها مواقفه .
فان كان العلم العراقي شأن تافه ، والازمة المثارة حوله لا تستحق العناء حسب الحزب الشيوعي العراقي مثلا، فان القضية الاخرى التي تقرع هذه الايام في كل مكان من العراق ، تستحق التوقف عندها مليا ، واصدار التصاريح التي تعبر عن رأي الحزب ومواقفه ، فان مسألة تقسيم العراق تحت ذريعة الفيدرالية ، ليست ترها ولا نزهة ، بل عواقب الامر تطال الوطن ومستقبله ، ذلك الوطن الذي ضحى عشرات الالوف من الشيوعيين من أجل ترسيخ كيانه وسعادة شعبه ، فان وجود الحزب العضوي في القائمة الوطنية العراقية لا تبرر الصمت الذي يلوذ به ، ولا يكفي أن يدفع سكرتير الحزب للوقوف أمام العسات ممثلا عنها ، فقد لا تمثل بالضرورة مواقف القائمة الوطنية العراقية ، مواقف الحزب الشيوعي العراقي حول مجمل القضايا ومن بينها قضية تقسيم البلد الى فيدراليات طائفية .
الامر خطير ، فان كانت قيادة الحزب لا تعتبر جزما مشروع الفيدراليات المزمع اقراره يفضي الى تقسيم البلاد ، فقد تنتفي الضرورة للخروج بمواقف معلنة حول الامر ، ولكنه الاعمى الذي يرى أن مشروع الفيدرالية الطائفية يقضي بالحفاظ على البلاد من التقسيم ، فمتى وأين طالبت الاغلبية من الشعب في بلد ما باقرار الفيدرالية لهم كما يجري في العراق ، ولو ناشد مثلا الكلدوأشوريون وهم مكون صغير يعيش أبناءه مشتتين في مختلف انحاء العراق والعالم توفير محافظة أو فيدرالية خاصة بهم لحمايتهم من المد الديني المتطرف ، أو للحفاظ على وجودهم وديمومة بقائهم وصيانتهم من الهجرة ، وهو حق مشروع لهم ،يقتضي المساندة لا من الحزب الشيوعي العراقي بل من كل العراقيين الوطنيين ، لكان الامر مستساغا ومشروعا .

لا نريد من هذه الكتابات ، التقليل من شأن الحزب الشيوعي العراقي ، فهو لم يزل حزبا للوطن والناس ، لكنها الضرورة التي تنشد دفع الحزب للتقرب أكثر من معاناة الوطن ومن معاناة الناس عبر دخول المعمعمة السياسية من أوسع أبوابها،واستغلال المواقف الحرجة عبر ارشاد الجماهير بالرؤى المؤئرة ، لان الفكر التقدمي الذي يسعى الحزب الشيوعي العراقي لنشره بين صفوف الجماهير منذ تأسيسه ، هو النور الخالد الذي يتطلب تكثيفه وزيادة اشعاعه لانارة ظلمات الطريق ، هذه الظلمات التي بلغت حدا يثير العجب والعجاب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -