الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتهام باطل للحزب الشيوعي العراقي

سمير طبلة
إداري وإعلامي

(Samir Tabla)

2006 / 9 / 11
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


يُنسب للامام علي بن طالب (ع) قول عميق الدلالة لمعرفة الحقيقة، جوهره ان بين الحق والباطل (الصدق والكذب) أربعة أصابع. قيل له: ما هي؟ فوضع الامام اصابع يده اليمنى الاربعة على فوده بين عينه وأذنه، مشيراً للاولى بأنها الحق، وللثانية بأنها الباطل. فما تراه غير ما تسمعه، كما يقول المثل. عدا ان العدل في كل بقاع العالم اعتمد على الحقائق المشاهدة وليس على ما يسمع من طرف آخر.
ربما تفحم هذه المقدمة ما دبجه السيد سعد العميدي، في مقال نشر بمواقع الكترونية، مؤخراً، بعنوان "جلمة ونص... حكاية صاحبي مع الحزب الشيوعي العراقي"، لاعتماده المطلق على أقوال صاحبه "الشيوعي السابق، ومن أوائل الذين شاركوا في حرب الانصار في كردستان العراق". سرد لنا فيه مزاعم، أغلبها المطلق غير دقيق، إن لم تكن كذب فاضح. وهذا شأنه، وللقارئ الكريم حق الحكم. ثم صب جام غضبه على الحزب الشيوعي العراقي، وهذا حق لا ينكره عليه أحد. ولكن التمادي حد وصف تحويل "الحزب الشيوعي الى حزب بعث جديد" تستحق التوقف والتصدي لما فيها من قلب للحقائق، يخدم، شاء ام أبى كاتبه، اعداء العراق وشعبه وقتلتهما بالامس واليوم ايضاً. فتاريخ الحزب الشيوعي العراقي ونضاله المتواصل من أجل مصلحة الوطن وشعبه، وتضحياته الجسيمة، وقوافل شهدائه البرّرة، وهم آلاف مؤلفة من خيرة بنات وأبناء هذا الشعب، أسمى من ان تقارن بجرائم حزب البعث.
زعمت المقالة المتجنية الدفاع زوراً عن عراقي، كان له شرف حمل السلاح، ضمن صفوف حركة انصار الحزب الشيوعي العراقي الباسلة، مقاتلاً الدكتاتورية المقبورة، وواهباً شعبه ووطنه وحزبه أحلى سنوات عمره. وربما كان اليوم في عداد المئات من خيرة كوادر الحزب ورفاقه، ممن استشهدوا في ذرى كردستان الحبيبة، اثناء مساهمتهم في الحركة الانصارية الشيوعية في ثمانينات القرن الماضي، لتحقيق اهداف شعبهم ووطنهم.
فكل مطلع على التفاصيل يعرف تماماً ان حصول 208 نصيرة ونصير شيوعي سابق، من اعداد مضاعفة لهذا الرقم قُدمت اسمائهم لحكومة أقليم كردستان منذ آب 2003، لاعتبارهم بيشمه ركة متقاعدين، لم يكن سهلاً، ومرت بجهود غير عادية، وتوسطات من قبل الحزبين الشيوعي العراقي والكردستاني لدى حكومة الاقليم، نشط فيها بشكل خاص ملازم خضر (ابو عائد)، وهو من قادة الحركة الانصارية الشيوعية، وكادر معروف في الحزب، وله مكانة متميزة في الحركة التحررية الكردستانية، اضافة لكونه رئيس اللجنة التنفيذية لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، التي أسسها الانصار السابقين بمعزل عن الحزب.
وليس سراً، اليوم، القول ان بعض رفاق الحزب او هيئاته، تعاملوا بسلبية مع الرابطة مع بداية تشكيلها لفهم خاطئ ان بعض الرفاق الانصار كان يريدها، ولا يزال، رديفاً للحزب. إلا ان هذا الموقف تعدل في السنوات الاخيرة. وشهدت العلاقة بين الحزب والرابطة تعاوناً وثيقاً، اثمر، فيما أثمر، عن احتساب رواتب تقاعدية لجميع شهداء الحزب في كردستان، وهم بالمئات، من قبل حكومة الاقليم، وحصول 208فقط آخرين على رواتب تقاعدية بدءاً من آذار هذا العام. ولم يحصل أي منهم على قطعة أرض كما زعم السيد العميدي. فيما لا يزال الجهد يبذل لحصول مئات آخرين من الانصار الميامين على حقوقهم، وبالمقدمة منها، الاقرار بأن نضالاتهم المشرفة كانت جزء من نضالات الحركة التحررية الكردستانية والحركة الوطنية العراقية في التصدي للنظام الدكتاتوري المقبور. وينبغي القول ان جميع الرفاق الانصار الكردستانيين حصلوا على حقوقهم التقاعدية وقطع اراضي اضافة لبعض القياديين في الحركة الانصارية، وللامانة أضيف ليس كلهم.
ليس دفاعاً عن منظمات الحزب الشيوعي العراقي في الداخل والخارج ايضاً، ولا عن سلبياتها، قول حقيقة ان هذه المنظمات لا علاقة لها باقرار حقوق الانصار السابقين او التبليغ عنها، وأن المسؤول عن هذه المهمة هو اللجنة التنفيذية لرابطة الانصار الشيوعيين، وكنت عضواً في لجنتها التنفيذية السابقة. وأن مسعى الرابطة بهذا الخصوص ما كان له ان يتحقق لولا الدعم الكامل من الحزب.
وبالتالي فتجني السيد الكاتب على الحزب من خلال ممارسات سلبية طفيفة لبعض رفاقه او منظماته، وفي وقت يشهد عراقنا وشعبه كارثة بكل المعايير، اثبتت الايام ان الشيوعيين العراقيين وحزبهم، سوية مع قوى شعبهم الخيرة، هم من ضمن أخلص العاملين على انقاذ البلاد والعباد من هذه الكارثة، يثير – التجني – اكثر من سؤال.
أتمنى على السيد العميدي وصديقه، والاخير تجمعني وإياه رفقة سلاح، وهدف واحد، افخر بها وأتشرف، ان يعيدا النظر بموقفهما الظالم.
فالتهجم على الحزب الشيوعي العراقي ورفاقه الى درجة القول بتحوله الى حزب بعث جديد شيء، وانتقاد مظاهر سلبية، نناضل جميعاً للقضاء عليها، شيء آخر متناقض تماماً.
فالحزب صادق بتحوله الى الديمقراطية، وينبغي الاقرار بأنها في مرحلة البناء بكل صراعاتها، كما ان اغلب رفاقه وجماهيره يعملون جاهدين لتكريسها نهجاً ثابتاً. وعلى السيد المتجني ظلماً على الحزب ان يثبت ان هناك حزباً او قوة سياسية عراقية أخرى اكثر ديمقراطية من الحزب الشيوعي العراقي، وأعده بوضع كل امكانياتي المتواضعة تحت تصرف تلك القوة او الحزب، للدفاع عن مصالح عراقنا وشعبنا المكتوين بالارهاب والقتل والاحتلال والمحاصصة الطائفية البائسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي