الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهداء الشيوعية : عبد علي جبر ونجليه حسن وحسين (3-5)

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2022 / 4 / 9
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


محاكمة التنظيم الشيوعي الذي أسسته عصابات الأمن في أقبيتها و أعطته اسم : "تنظيم عماد كاظم حسن وجماعته"
كانت العصابات المجرمة للأجهزة الأمنية الكثيرة العدد جداً و التابعة لسلطة حزب العمالة البعثية في العراق لديها أزلامها من المدربين في دورات تخصصية لدى الاجهزة الامنية الغربية ، مع برامجها المهيأة و المخطط لها اجرامياً و المجدولة لتنفيذ ما يسمّونها بـ "الكَرْفات الموسمية" ، و كذلك "كرفات الطوارئ" رداً على ما يسمّونه بحالات "الخرق الأمني". و الكَرْفة في قاموسهم الاجرامي هي التنفيذ لعملية اعتقالات عشوائية بالجملة إما للأشخاص الواردة أسماؤهم في التقارير الكيدية السرية المرفوعة اليهم من طرف عملاء الحزب الحاكم العميل في كل مكان ، أو أنها تنفذ بدون أي تشخيص مسبق ، بل بغية الإيقاع بكل من يمكن الايقاع بهم من الأبرياء الماشين أو الساعين أو المتواجدين صدفة في الشوارع و الأماكن العامة (مرائب النقل بين المحافظات ، الفنادق العامة ، الساحات العامة المزدحمة ، أضرحة مراقد الأئمة في أيام الزيارات ، المقاهي ، البارات ، المتنزهات ، الأسواق ... إلخ ) . كما أنها تُنفذ بانتظام خلال مواعيد أيام الزيارات الدينية الاسبوعية و الموسمية لمراقد الأئمة الأطهار في النجف و كربلاء و الكاظمية و سامراء و القاسم و المدحتية و الحمزة الغربي .. الخ . و الغرض من هذه الكرفات واضح : اعتقال و تعذيب كل معتقل منكود بأبشع الطرق بغية حمله على الادلاء باعتراف ما يتيح لعصابجية الأمن المجرم تعليق عنقه من مقاصل محكمة أعداء الثورة و الثوار المذكورة سابقاً و التي يجب أن يترأسها حتماً أحد السفاكين العتاة من أفراد عصابة الحكم العميل في العراق ممن لهم كل المصلحة في ابادة و سجن و تغييب المعارضين لدوام اغتصابهم للسلطة من الشعب العراقي . أما موضوع "التقارير الامنية السرية" ، فحدِّث به و لا حَرج . فقد أوجب نظام حزب البعث العميل على كل مواطن عراقي الكتابة و رفع التقارير السرية للمنظمة الحزبية المحلية ضد كل من يتفوَّه بأي كلمة نقد بحق نظام البعث العميل أو أحد أزلام عصاباته . فإذا ما اجتمع – على سبيل المثال – عشرة رجال في مقهى ما ، و انتقد أحدهم بحسن نية و بالحق تصريحات إبن العوجة المبثوثة على شاشات التلفاز بكل عنجهيته و نزقه المثيرين للاشمئزاز ، ثم تولّي واحد فقط من رواد ذلك المقهى العشرة رَفَعَ تقرير سري بما تفوّه به و مالم يتفوّه به هذا الشخص المُنتقِد ، فأن هذا الأخير سيُعتقل و يُعذَّب و يُعدم بتهمة السب و الشتم (أن لم يُصار إلى تعليبه مع الآخرين في تنظيم أمني معادٍ يفبركه له مجرمو الأمن) و تُصادر أمواله المنقولة و غير المنقولة . كما سيُعتقل حتما كل روّاد المقهى الجالسين الثمانية الابرياء الآخرين ، و يُعذبون و يُحكمون بالسجن على الأقل لسبع سنين مع مصادرة أموالهم المنقولة و غير المنقولة بتهمة التستر لكونهم لم يرفعوا تقاريرهم بهذه الواقعة وفقاً لقوانين إبن العوجة المنافية لحقوق الانسان و لأبسط مقتضيات الحرية . و سيحصل كاتب التقرير على الشكر و التقدير و التثمين ! هكذا خططوا لتحويل كل أفراد الشعب العراقي العظيم إلى مجرد كَتَبَة حقراء للتقارير المنافقة و الكيدية ضد أقرب الناس إليهم . و في أغلب الحالات من هذا النوع ، نجد أحياناُ الأب المخدوع و هو يكتب على ابنه أو بالعكس ، و الزوجة تكتب على زوجها ، و الأخ على أخيه ، و الصديق ضد صديقه ، و العدو ضد عدوه ، و هكذا .. إلى ما لا نهاية . و لقد أعدمت عصابات نظام حزب البعث العميل في العراق مئات الألوف من العراقيين الشرفاء بسبب مثل هذه التقارير الكيدية المرفوعة إليها ضد أناس أبرياء طوال الفترة 1968-2003 . و كانت كل التصفيات الأمنية لعصابات صدام تجري على قدم وساق يومياً بالضد تماماً من أبسط أصول و قواعد الحفاظ على أمن المواطنين و الحرص على تمتعه بحياته و حقوقه عبر فرض سلطة القانون العادل سواسية على أفراد الشعب كافة وفق المبادئ المقدسة لحقوق الانسان في الحياة و في حرية التعبير و التنظيم وتقرير المصير ، و مبدأ وجوب اثبات الضلوع بالفعل الذي يحاسب عليه القانون على وجه اليقين - و الشك يُفسر لصالح المتهم ، و مبدأ وجوب تناسب العقوبة من الفعل الجرمي (القُص بالقُص و ليس بالعكس مثل اعدام مَن ينتقد الطاغية العميل صدام بكلمة حق) ، و مبدأ لا تزر وازرة وزر أخرى ، ومبدأ كون البراءة هي الأصل ، و مبدأ كون الاعتراف تحت التعذيب لا قيمة قانونية له - بل يجب معاقبة القائمين بالتعذيب أنفسهم و ليس الشخص المعذَّب لكون التعذيب يثبت قطعاً سوء النية المبيتة لدى المحقق ابتداءً - و هو ما يُبطل كل جُرم مُدًّعى على ضحية هذا التعذيب ، و مبدأ حق المواطن المقدس في الدفاع عن نفسه بتوكيل محام عنه خلال كل مراحل القضية المرفوعة ضده ، و مبدأ وجوب حرص محكمة الموضوع على ضمان عدالة المحاكمة بتمكين المتهم من كل وسائط اثبات براءته أمامها . كل واحدة من هذه الأصول و الأعراف القانونية تم الشطب ظلماً و عدواناً عليها جملة و تفصيلاً – حتى حق المتهم المعتقل في الطعام و الشراب و ارتداء الملابس اللائقة و التطبيب (كان الكثير من المتهمين يساقون للمحكمة ممددين جراء التعذيب على البطانيات لعجزهم عن الوقوف ، بل وحتى التفكير السليم ، و الحاكم يقهقه و يتندر استفزازاً لهم على حالاتهم البشعة) . كل هذا لكون المهمة الاجرامية الموكولة لعصابات الامن الصدامي العميلة إنما هي بالضبط ضمان الإبادة و التغييب لمئات ألوف الشباب بتعليب النيّات السيئة المفبركة ضدهم عبر السلب التام لكل حقوقهم كبشر و كمواطنين . و لعل أدق تسمية لهذا الاجرام الجماعي لعصابات الأمن الصدامية الذي دام (35) سنة متواصلة هي : "الابادة المبيَّتة على تلفيق النيات السيئة ضد الأبرياء" . و بإمكان القارئ الكريم المهتم يهذا الموضوع الاطلاع على نماذج من التهم المفبركة للأبرياء المحكومين بالإعدام في زمن الطاغية العميل صدام من شهادتي العيانية في مسرحيتي : "معمعة العميان" المتوفرة تفاصيلها المخزأية على الرابط :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid= 256909
ولقد شملت كَرْفَة عصابة الأمن في ناحية القاسم (تحت إمرة ضابط الأمن السكير دوماً : شهاب الجنابي ، و مفوض الأمن البلطجي : عزيز حنيش ، بمعيّة زمرة من جلاوزتهما) بعد اكتشاف منشور الطالب عماد كاظم حسن (12) معتقلاً ، بضمنهم طالبتي اعدادية ثنتين ، و عشرة طلاب في المرحلة الاعدادية أو الجامعة . و لعدم وجود أيما سابق معرفة بين الطالب عماد كاظم حسن و بقية المكروفين الابرياء مع الطالبتين المعتقلتين من طرف عصابة الامن البعثي الاجرامية في ناحية القاسم و لا مع المعتقل الغريب الثالث ، فقد اضطر مجرم أمن التحقيق المُغرض (شهاب الجنابي) الى اطلاق سراح أولئك المعتقلين الثلاثة (و حتي حين .. عندما تسنح له الفرصة لتلبيسهم في قضية يفبركها لهم مستقبلاً لتنظيم معاد آتٍ لا محال) ؛ و خَتَمَ تعليبه للتنظيم الشيوعي المفبرك الذي أسسه بنفسه و لنفسه في أقبية الأمن بأسماء ثمانية متهمين ، سبعة منهم لا علاقة له مطلقا بالمنشور . و هم كل من
[سأضع بين قوسين كبيرين ما استطعتُ أنا جمعه من معلومات عن المصائر اللاحقة ازاء كل واحد منهم]:
1. عماد كاظم حسن / طالب اعدادية ، مواليد 1963 [حالياً : مدير تدقيق في المفوضية العليا لحقوق الانسان ، تم اعتقال والده و احراق دار عائلته الكائن في ناحية القاسم من طرف عصابات البعث العميل عقب انتفاضة آذار ، عام 1991 ، و من ثم فقد تم تغييب جثمان والده في المقابر الجماعية ] .
2. عبد الأمير عبد عطية / طالب اعدادية ، مواليد 1963 [ استشهد في الخدمة العسكرية ، عام 1986] .
3. عبادي حسن علوان / كاسب ، خال عماد كاظم حسن ، مواليد 1949 [قُتل بعدئذ في حادث سير] .
4. عبد علي شاكر عبود / طالب اعدادية ، مواليد 1964 [أصيب بعاهة دائمة جراء خدمته العسكرية المجيدة ؛ شاعر و قاص متميز] .
5. جواد كاظم حسن / طالب اعدادية / شقيق البطل الشيوعي عماد كاظم حسن ، مواليد 1964 [شارك في انتفاضة آذار ، 1991 ؛ متقاعد حالياً ] .
6. مهدي غريب جبار / طالب رياضيات جامعي ، مواليد 1960 [حاليا : أستاذ رياضيات ] .
7. حسن عبد علي جبر / طالب هندسة مدنية جامعي ، مواليد 1961 [استشهد بمقاصل عصابات البعث العميل عام 1984 ، و تم تغييب جثمانه هو و شقيقه الشهيد حسين لحد الآن] .
8. فوزي هادي عطيوي / طالب ثانوي ، مواليد 1961 [التحق بعدئذ بقوات الأنصار و استشهد ببسالة منقطعة النظير في مقارعة قوات الطاغية صدام في كردستان العراق ، و قد اشتهر هناك بإسم : "فوزي عَرَبْ" ] .

و لم تدُم المحاكمة الصورية لما تسمى بـ "محكمة الثورة" – التي انعقدت بتاريخ 6 / 2 / 1982 – لهؤلاء المتهمين الثمانية سوى عشرة دقائق فقط ، أمضى جلها الحاكم الجلاد مسلم الجبوري بالسب و الشتم على المتهمين بأقذع عبارات بلطجية الشوارع الصيَّع - مما يربأ بالمرء التفوِّه به - و بكيل المديح لولي نعمته الطاغية العميل صدام ، ليؤكد لهم صفته بكونه العدو اللدود ضدهم ، و ليس الحاكم المستقل المتجرد . ثم أمر بسوق المتهمين الى القبو الكائن تحت قاعة المحكمة . و بعد حوالي نصف الساعة ، سيق المتهمون الثمانية صاعدين ثانية لقاعة المحكمة لقراءة قرار الحكم المطبوع و الجاهز ضدهم ، حيث حَكَمَ هذا الجزار بالسجن ست سنوات على المتهمين الأربعة الأولين مع مصادرة أموالهم المنقولة و غير المنقولة ، و بالإفراج عن الأربعة الآخرين لعدم كفاية الادلة !
وا ظلماه ! منشور يخطه شاب مراهق واحد بخمس عبارات باليد على ورقة واحدة يكفي سبباً لسجن أربعة أشخاص لست سنوات ، مع مصادرة أموالهم المنقولة و غير المنقولة ! لقد حرصت عصابات البعث العميل كل الحرص إلى تحويل الإنسان العراقي من أثمن رأسمال في العالم إلى أرخص قربان يُجزر يومياً طوال ثلاثة عقود و نصف العقد بغية دوام نظامها الأسود ! و من المعلوم أن نفس هذه التسلّكات الاجرامية متّبعة سابقاً و لاحقاً و حتى الآن و إلى المستقبل المنظور من طرف عصابات الأمن لحكام إيران و مصر و سوريا و السودان و ليبيا و آل سعود و آل طقعان في الامارات ، و آل خليفة في البحرين الذين وظفوا العديد من ضباط أمن صدام في أجهزتهم القمعية بعد سقوط الصنم ، و ، نعم : داعش - ابنة زواج المصالح الاجرامية بين سلفية آل سعود و أسيادهم الأمريكان و الصهاينة و بين الجهاز الأمني الصدامي .
و لكن ، هل ستفرج عصابات الأمن الصدامي عن طالب كلية الهندسة المدنية البريء الذي حطَّمت مستقبله الواعد بفبركتها ضده هذه القضية ظلماً و عدواناً : حسن عبد علي جبر الشمري ، و ذلك تنفيذاً منها لنص قرار الحكم بالإفراج عنه ؟

الجواب : كلا ، لكون عصابات الأمن قد عاجلته قبل تاريخ انعقاد هذه المحاكمة بتعليب تنظيم سياسي مفبرك ثانٍ ضده (حزب الدعوة هذه المرة !) ، سيتكفل بإعدامه هو و شقيقه البريء حسين – مع (45) شاباً بريئاً آخر (نصفهم من الشيوعيين و نصفهم الثاني – عدا شخص واحد فقط – من البعثيين ممَّن أعرفهم شخصياً من الملتزمين المخلصين لنظام صدام قولاً و فعلاً و من أشد المستنكرين لأفكار و نهج حزب الدعوة !) من أبناء ناحية القاسم و الحلة – ظلماً و عدواناً ، مع الحرص على تغييب جثامينهم الطاهرة للأبد ! "حزب البعث يشوي شوي" ، هذا هو الشعار الذي كان يؤمن به و يطبّقه و يردِّده بكل فخر بلطجية هذا التنظيم الاجرامي العميل ! فمنذ اغتصابهم للسلطة بأمر المخابرات البريطانية-الأمريكية بالدبابات يوم 17 تموز الأسود من عام 1968 و حتى سقوط الصنم عام 2003 بعساكر أسيادهم السابقين ، فقد حرصوا أشد الحرص على تحويل كل العراقيين الأحرار إلى مجرد عبيد خاضعين للقوانين الجائرة التي لم يُطبق مثلها حتى في التاريخ القديم ضد الآبقين من العبيد ، ولكنهم طبّقوها حديثاً بكل فخر و تتبع طوال الفترة أعلاه ضد كل عراقي حر تُشم عنده أو يُتوهًّم فيه النية للخلاص من أغلال العبودية المسلطة عليه ظلماً و عدواناً من طرف العملاء الخونة الجبناء فوق ، بل و حتى ضد أعضاء حزبهم نفسه من المغضوب عليهم لأمر في نفس يعقوب !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا