الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاف فواخرجي: البصمة التنويرية النصيرية في الشخصية السنية

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الفنانة السورية المعروفة، سلاف فواخرجي تتبرأ، وتشعر بالحرج، على ما يبدو، من فكر وثقافة "الفرقة الناحية" العنصري، وتنكر أن يكون لها اية طائفة ودين محدد وتتنصل من أي صلة بها، رافضة وجود شيء اسمه عقاب ونار كما أتى في ثقافة المحتلين الغزاة العرب المسلمين، الذين أرهبوا البشر وتوعـّدوا كل من لا يؤمن بنبوة محمد بالنار وسوء العقاب التي سيصلون فيها إلى أبد الآبدين، والتي -أي النار والتلويح بها- تعد مرتكزاً إيديولوجياً وعقائدياً هاماً في ثقافة الغزاة العرب المسلمين وتقوم عليها جل فلسفتهم الآخروية وأدواتهم الإيمانية وذراعهم التأديبية والإرهابية لجعل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً...وقالت حرفياً:
"إنه لا يوجد عقاب في الآخرة بل جنة فقط"، موضحة أن: "الله جميل وأحلى من أنه يحرق عباده لذلك لا يوجد نار."
وهكذا، وبرغم دعم أنظمة الاحتلال العربية والإسلامية الاستبدادية الديكتاتورية وتحالفها المعلن مع التيارات الظلامية الإسلامية، تهب ومن كل حدب وصوب، ومن كل الجهات، ومن مختلف الشخصيات وكل الطوائف، رياح التغيير والرفض، وترتفع الأصوات، وتعلو حدة الانتقاد، وتستمر الضربات التكتيكية والتسديدات النارية المحكمة والقاتلة والقصف المركز المصوّب بدقة، ويتم إطلاق النار بكثافة عالية ضد ثقافة المحتل العربي الإسلامي البدائية المتخلفة، ثقافة القتل والغزو والسطو والسبي والنكاح واستباحة أعراض البشر وأموالهم ودمائهم لإجبارهم على الإيمان والتسليم بنبوة رجل لا يوجد أي دليل حسي وعقلي ومنطقي ومادي على نبوته وليس هناك أية معجزة تذكر له ولا لأصحابه الغر الميامين الذين فوضهم استباحة وقتل كل من لا يؤمن به تحت يافطة الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته، وحلّل، لذلك، دماء وأعراض وأموال كل من لا يشهد له بالنبوة والتسليم لربه بزعامة وملكية وخلق الكون ولم يكن لديه، يوما، أية حجة سوى السيف والتكفير واستنطاق الشهادة له ولربه، ورغم أنه جلس يدعو الناس للإيمان به طيلة ثلاثة عشر عاماً في قلب مكة، ومع ذلك لم يؤمن به، ولم يصدّقه سوى بضعة أفراد، حتى هرب تحت جنح الليالي وأسس ميليشيات مسلحة، وعاد أدراجه لتلك المدينة غازياً محتلاً "فاتحاً"، بالسيف، حتى أذعنت له، وكذلك، وحتى، بعد موته ارتدت معظم القبائل والجموع التي تظاهرت بالإيمان حتى أعادها سيدهم الخليفة الأول بالسيف لحظيرة التقوى والورع والإيمان.
تسقط وتتساقط وتتهاوى وتتحطم هذه الثقافة أمام ضربات التنوير وبات أصحابها وحملتها يخجلون منها ومن البوح بها ومن الإفصاح عن مكنوناتها. وتشهد، اليوم، مصر، نفسها، وهي واحدة من أكبر وأعرق وأقدم المستعمرات العربية والإسلامية التي احتلها مجرم الحرب ع. بن العا....ص ثورة حقيقية وصلت شرارتها ولهيبها لمعقل الجهل والتخلف ووكر الظلامية الدولية الرسمي التقليدي وهي مشيخة الأزهر بعدما بلغت هذه الثقافة وتخاريفها وطقوسها تخوم الجنون وحد الهسترة والتهريج الحقيقي وساهمت في نشر الإرهاب الدولي المتأسلم في ربوع العالم قاطبة فظهر من لدن هذا الأزهر ومن مقاعده الدراسية رجال وطلبة متنورون، ينشقون عليه، ويعملون، ولو على استحياء، لفرملة هذه الكوميديا الإلهية الشرق أوسطية ووضع حد لها..
ومن الجدير ذكره، أن الفنان السورية المتألقة، تنتمي لعائلة معروفة ومحترمة من الطائفة السنية الكريمة باللاذقية، وأمها من الطائفة العلوية (النصيرية)، وهي الأديبة الراحلة ابتسام أديب التي تركت، على ما يبدو، بصماتها التنويرية على شخصية سلاف، وطبعتها بقيم التسامح والمحبة والتنوير والانفتاح، وظهر هذا جلياً في تصريحاتها الأخيرة إذ قالت: "أمي واحنا صغار كانت تقول أي حد يسألكم ما دينكم؟.. قولوا: أنا سوري أو أنا سورية.. كانت تاخدنا على الكنيسة وتاخدنا على الجامع وتقول إن جميعها بيوت الله"....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأى
على سالم ( 2022 / 4 / 12 - 01:46 )
من المؤكد انها معضله صعبه , انها وراثه الاديان منذ قديم الازل , مهما كان الدين غير منطقى ودموى ومخربط ومجهول المصدر فأنه صالح للتوريث للقوم الجهله البسطاء ويتم توارثه من جيل الى جيل بل ويزداد قدسيه واحترام على مر الاعوام والاجيال , لااعرف الحل لهذه المعضله