الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل الدين ورجل الأعمال..رؤية اقتصادية

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2022 / 4 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما الذي يجمع بين رجل الدين ورجل الأعمال..؟

كلاهما له مصلحة وطريقة صعود جعلتهم في وضع اجتماعي مريح، وكذلك غياب المنافسة يساعدهم أكثر على الصعود كلما قلّ المنافس أو ضعف..

يعني إيه؟

في غياب السوق الحرة والمنافس القوي تظهر علامات الاحتكار على رجال الأعمال، فيمنعون البضائع حتى تشح في الأسواق ويرتفع ثمنها، وبذلك يجنون أرباحا طائلة تمكنهم من المناصب وسعة النفوذ..

أما في ظل المنافسة ووجود سوق حرة حقيقية يكون معها رجل الأعمال مجرد (تِرس) في منظومة عمل لو تعطل يمكنهم استبداله دون أن تتوقف المنظومة، وبذلك يفقد رجل الأعمال نفوذه وهو يلعن المنافس الذي جعله في تلك المنزلة..

نفس الحال مع رجل الدين

الشيوخ في غياب منافسين لهم أقوياء يحتكرون الحديث باسم الدين، ويكرهون ظهور المنافس القوي خشية رواج بضاعته فتبور بضاعتهم ويغلب عليها الكساد..

يمكن تشبيه ذلك بأن الشيوخ كالتجار يعتمدون مبدأ.."الربح القليل خيرُ من الخسارة"..بل أن التاجر أفضل منهم أحيانا..لأن التجار يمكنهم تعويض خسارتهم، أما رجل الدين فخسارته تعني نهايته الحتمية لارتباط الدين في أذهان الناس بالحق والباطل والجنة والنار، فلو سقط الشيخ سيسقط الرمز ولا معنى بعد ذلك لحديثه باسم الإله.

كذلك فرجال الدين كرجال الأعمال إذا ما شعروا بتهديد تجارتهم يلجأون للسلطة لحمايتهم، والتاريخ ملئ بصراعات من هذا الشكل، غالباً عندما يشعر الأثرياء والشيوخ بالخوف أول ما يفكرون فيه هو الحاكم، فيتوددون إليه أو يهددوه لو كان ضعيفا.

مع ثورة الاتصالات ونُظم المعلومات ظهرت سوقا جديدة لم تكن في الحسبان، أدت إلى كساد سلع الفاشلين والضعفاء ، وقلّ فيها نفوذ رجل الدين والأعمال في ذات الوقت، بل قلّ فيه نفوذ الحكومة، لأن أدوات السيطرة على هذا السوق نادرة وأحياناً معدومة، ويشبهها البعض بالقوى غير المرئية، أي أنها قوة حقيقية موجودة لا يدركها صناع القرار..

هذا السوق الآن هو.."الإنترنت".. الذي سمح مثلاً بوجود سوق حرة حقيقية لو احتكر رجال الأعمال مصانع ومعارض السيارات وفرضوا أسعار جبرية، يمكن بهذا السوق البحث عن جهات أخرى تبيع نفس السيارة بثمن أرخص، وبالتالي فلا معنى لنفوذ رجل الأعمال إلا لو قرر الاعتراف بهذا السوق وأجرى أعماله طبقاً لوجوده.

نفس الحال مع رجل الدين...الإنترنت صنع سوقا حرة للمعلومات والأفكار الدينية منافسة لتخصصات الشيوخ، وقد راجت هذه المعلومات على نطاقٍ واسع، وصنعت موجات من الشك في الأديان اجتاحت الشباب.

حتى الآن فرجال الدين عاجزين عن رصد هذه السوق المعلوماتية الجديدة، أو حتى الاعتراف بها كقوة مؤثرة، وهم بذلك أسوء من رجال الأعمال الذين يمكنهم رصد السوق المالية الألكترونية وتكييف أعمالهم بناءً عليها، وبالتالي ستقل خسارتهم أو ربما سيربحون مع بعض الخدمات المميزة التي يقدمونها للزبائن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل واقعي
موريس صليبا ( 2022 / 4 / 13 - 09:43 )
إضافة إلى هذا التحليل الواقعي أسأل هذا الكاتب التنويري ألا يعتبر رجال الدين من كبار رجال الأعمال في عالمنا العربي؟ ألا يعملون فقط لتكديس الثروات عبر الفساد باسم المتاجرة بالدين؟ ألا نرى هؤلاء المحتكرين للدين يدفعون في خطبهم الشباب للجهاد وللموت في سبيل نصرة الله؟ ألا نرى أولادهم يسرحون ويمرحون في الملاهي والمراقص ويقودون السيارات الفخمة لا يستمعوا أبدا إلى مواعظ أوليائهم ولا يعرفون ما معنى الجهاد؟ هل هؤلاء رجال دين أم رجال أعمال وكذبة ودجّالون؟

اخر الافلام

.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا


.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو




.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط