الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امانة العاصمة أمانة

واثق الجابري

2022 / 4 / 14
المجتمع المدني


حدثني صديق صحفي؛ أنه عندما زار أحد الدول العربية، وجد صحفياً عربياً يستهزأ بالعراق ويقول بأنهم سبقوا العراق بالحضارة، فما كان رد هذا الزميل وقال له: إذهب الى بغداد وشارع الرشيد وقرب تمثال الرصافي وأسأل عن سنة تأسيس كعك السيد.
صديقنا أراد القول لذلك الصحفي أن كعك السيد تأسس قبل عام 1920م، وقبل هذه السنوات كان شارع الرشيد، وأكيد في هذا الشارع سيارات وعربات نقل وأسواق وبيوت تراثية، وملخص كلامه أن العراقيين كانوا يأكلون كعكاً ويركبون السيارات ولهم أسواق حضرية قبل أن تكون هناك بعض الدول، بل لا عواصم تذكر ولا بناء.
جاءت المقارنة التي تحدث بها صحفي غير عراقي، كجزء من التعابير الشائعة، التي صورت بغداد مدينة أموات، ولا تمت للحضارة وأن كانت فيراد دفنها، وطمر معالم مدينة السلام وأقدم عاصمة عربية، هاجمتها مختلف الجيوش من المغول وصولاً الى يومنا هذا، من حملات تستهدف المدينة وتقف بوجه نهضتها، وإعادة ألقها المرتبط بتاريخها الحضاري، لكن العمران لا يقوم فقط ببناء العمارة فحسب، بل كما يقول بن خلدون " العمران عمران الإنسان"، لكن الشخصية والحضارة البغدادية عانت من كثير من الهزات التي تستوجب إعادتها الى حاضرها المرتبط بعمق حضارتها.
لا أريد أن أتحدث كما هم السلبيون الذي يرون النقاط السوداوية، دون تسليط الضوء على النقاط المضيئة، وقد يكون الإنسان مجحفاً ومساهماً في هدم حضارة مدينه، عندما يرى سلبيات ولا يشد أزر من يقوم بالإيجابيات، وما تشهده العاصمة من مساعٍ حقيقية لإعادة ألقها، وفرق بين إعمارها بعشوائية، والإعمار بصورة منهجية؛ ترسم لنا مدينة بثوب حضاري جديد، يستحضر الماضي ويستثمر الحاضر.
إن إنطلاق فعاليات إحياء معالم بغداد التراثية، وأعلان أمين بغداد المهندس علاء معن، يوم 19/3/2022م، للفعاليات الثقافية الرائدة لاحياء معالم العاصمة التراثية من زقاق المتنبي، وسط حضور دبلوماسي وأجنبي وعربي، ورعاية عرضاً مسرحياً كبيراً في زقاق المتنبي بعنوان ( كلكامش الذي رأى )، إخراج الفنان د. حسين علي هارف ويمثل لوحة فنية تعكس ارث وتاريخ حضارة وادي الرافدين العريقة، وسط حضور دبلوماسي أجنبي وعربي متمثل بالسفير الفرنسي ( ايريك شوفاليه) وممثلين عن سفارات السودان والجزائر وفلسطين ونخبة مهمة من الوسط الثقافي والفني وجماهير غفيرة.
من زقاق المتنبي إنطلق مشروع نهضة بغداد، وإدارتها عبر رؤية جديدة تتضمن خلق ثقافة مجتمعية، عبر رسائل فنية ومشاريع تطويرية تحيي معالم المدينة المنسية"، والعرض المسرحي يعكس بأن حضارة بغداد ستعود، وهي منارة للإشعاع الفكري والثقافي والمعرفي، ورائد في مختلف المجالات، لكن أمانة العاصمة أمانة، لا نشد فيها على جهود أمينها، الذي يسعى جاهداً الى إستعادة ملامح المدينة والعاصمة التي تشير على أنها مدينة سلام، ويمكن لكل مواطن أن يرى شوارع العاصمة تتكلم وتعبر عن تاريخها، وتقف بوجه كل الجهات الداخلية والخارجية، التي تحاول إيقاف عجلة بنائها، تلك المعرقلات كانت حروب وقوافل وجيوش، والآن جيوش من الفاسدين والمبتزين، الذي يقفون حجر عثر في طريق إنطلاقها نحو إستعادة ألق ماضيها ونهضة حاضرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج