الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميدان التركى وملك يمينه

ماجد محمد فرج

2006 / 9 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تابعت أحدات قضية الطالب السعودى »حميدان التركى« وحرمه »سارة الخنيزان« الذى أُدين (أكرر: أُدين) فى كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية فى إثنى عشر تهمة تدور حول حبسه لخادمته الإندونيسية أربع سنوات والإعتداء الجنسى عليها بالقوة والإستيلاء على مرتبها الحقير (مائة وخمسون دولار شهرياً) وتأملت فى ردود فعل العرب والمسلمين على مواقع الأخبار الرسمية منها والشعبية وتعجبت... ه

لدينا هنا شخص سعودى عربى مسلم يعيش ويدرس ويعمل فى الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات عديدة ومعه زوجته وأولاده الخمس... ورغم كل هذه السنوات فى بلاد الغرب الحر (بلاد الحرب وبلاد الكفر حسب رأى الكثيرين من العرب والمسلمين) لم يتنازل الشخص هذا عن تقاليده ومفاهيمه البدوية فاحتفظ بلحيته الشعثاء واحتفظت زوجته المصونه وجوهرته المكنونة بالبرقع على وجهها (الصبوح والله أعلم) خوفا على الشعب الأمريكى من الفتنة والعياذ بالله. ه

لم تكتف هذه الأسرة البدوية الأصيلة بالإحتفاظ بتقاليدها وعاداتها الشكلية والمظهرية التى تربت عليها فى بلادها فحسب، ولكنها إحتفظت أيضاً بمفاهيمها وأخلاقها التى منحتنا جميعا وعن جدارة وصف التخلف والإرهاب ثم أخيراً الفاشية الإسلامية، خصوصاً فيما يتعلق باحتقار وإمتهان كرامة الأغيار، والمعاملة الفوقية والإستعلاء على كل من هو ليس بسعودى أولاً وليس بمسلم ثانياً وليس بعربى أخيراً... فجلب رب الأسره إنسانة بائسة من إندونيسيا واعتبرها ملك يمينه، ليس فقط لتنظف له بيته وتطبخ له طعامه وترعى حريمه وبذوره وورثته... ولكن أيضاً ليتسرى بها جنسياً رغماً عنها كما لو كانت من سبايا بني قريظة أو بنى قينقاع أو بني النضير... إقتداءً بالسلف الصالح... ه

لم يكتف هذا الشخص بممارسة الفاحشة بالقوة والإجبار مع خادمته، وهو المحصن فيستحق الرجم، حسب ما يؤمن به هو بإخلاص بدليل »مظاهر« التدين التى يصر على التباهى بها... وهو لا يستطيع إنكار علمه بأحكام دينه وشريعة ربه، فهو كما علمنا صاحب دار نشر تتولى الدعوة فى أرض الكفر (أمريكا) لنشر الإسلام... فليحمد الله على إنه فشل فى تطبيق الشريعة فى بلاد العم سام فنال حكم بالسجن ثمانية وعشرين عام (فقط!!) عن عمله الحقير هذا بدلا من الرجم... ولا ننس أن زوجتة المحترمة والمحافظه أيضاً على »مظاهر« دينها قد اعترفت فى المحاكمة بالإستيلاء على مستحقات الخادمة (سرقة) فنالت حكم بالحبس ستين يوماً فى السجون الأمريكية التى هى فنادق سبع نجوم بالمقارنة بسجون بلادها... فقط... بدون قطع يدها كما أنزل رب العالمين. ه

كم أتعجب من حال معظم المسلمين فى بلاد الغرب... يحتقروا شعوبها وقوانينها ويتعالوا عليهم جازمين بأنهم أفضل منهم وأقرب لله وللجنة... يعيشون فى خير الغرب ورفاهيته وحريته ولا يتورعوا عن سبه وتكفيره... يصرون على العيش فى الغرب بعاداتهم وتقاليدهم الشرقية الرجعية البالية ظانين بأنهم على هويتهم محافظين وعلى معتقاداتهم قابضين... ويرتكب البعض منهم الجرائم بأشكالها وألوانها مُحللاً إياها لنفسه العفنة وعندما يقع فى يد العدالة يصرخ مدعياً إطهاده لكونه مسلم أو لكونه عربى... متجاهلاً ومتناسياً وجود الملايين من المسلمين والعرب المحترمين فى الغرب يستحيل إطهادهم أو تلفيق التهم لهم... ففى الغرب قوانين ودساتير تكفل للجميع الحرية والعدل والعدالة التى لا نحلم بعُشرها فى بلادنا العربية والمسلمة... وسجناء الفكر والرأى والظلم والقهر فى ممالك اللا قوانين واللا دساتير على ما أقول شهداء. ه

أما ردود أفعال العامة والدهماء من أهل بلد المتهم المدان على مواقع الأخبار العربية والتى لم يستثير حفيظتهم إلا قيام السلطات بحلاقة ذقن المتهم ورفع النقاب عن وجه المتهمة حرم المتهم فى المحكمة (!!) فتتعاطف معه بدون حتى الإطلاع على حيثيات الحكم، لمجرد أنه مسلم، تحركهم الحميّة لإبن بلدهم... ناسية ومتناسية أنه أدين فى محكمة عادلة بإجماع إثنى عشر محلفاً وإن هناك ضحية إحتُجزت وسُرقت وأغتُصبت وهى أيضاً مُسلمه (هذا بفرض أنها لا حق لها لو لم تكن كذلك!) داعية له بتفريج كربه وعلى الغرب بأن يدمرهم الله ويزلزل الأرض تحت أقدامهم والإنتقام منهم... فى موجة عاتية أخرى من الجهل المتطرف والكراهية القبيحة والنفاق الأزلى.... ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا