الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصير ميكروفيلم مخطوطات صنعاء؟

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2022 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سألني الكثيرون: أين هو ميكروفيلم مخطوطات صنعاء وما هو مصيره؟

ولنبدأ بالتعريف بتلك المخطوطات وأهميتها نقلا عن مقال في ويكيبيديا باللغات المختلفة.
مخطوطات صنعاء هي مجموعة من المخطوطات والرقائق القرآنية تبلغ حوالي 4500 مخطوطة، كتبت بالخط الكوفي والحجازي وغيرها من الخطوط غير المنقوطة، تعد بعضها من أقدم النصوص القرآنية الموجودة تعود للعصور الأولى للإسلام ويُعتقد أن بعضها كتبت بخط علي بن أبي طالب. وقد اكتُشفت تحت سقف الجامع الكبير بصنعاء القديمة عام 1972. والنص الظاهر من المخطوطة يتطابق مع مصحف عثمان، بينما النص السفلي (الخلفي الممحي غير الظاهر) يحوي العديد من الاختلافات عن مصحف عثمان.

وقد مولت المانيا ترميم هذه المخطوطات وصيانتها وقد تكلف المشروع 2.2 مليون مارك ألماني استمر من عام 1981 إلى عام 1996. وكان القائم على المشروع الأستاذ Gerd R. Puin من جامعة Saarland حتى عام 1985. ثم قام Hans-Caspar Graf von Bothmer (وكان يعمل كمساعد في معهد Kunstgeschichte) عام 1997 بعمل 35000 صورة ميكروفيلم ترك نسخة منها في دار المخطوطات في صنعاء وجلب نسخة أخرى إلى المانيا. وقد اصدرت اليونيسكو قرصا يتضمن فقط 651 صورة. ولكن ماذا عن الميكروفيلم الذي جلبه Von Bothmer معه إلى المانيا؟ فلا أحد يتكلم عنه ولا أحد يعرف مصيره.

وكنت قد كتبت للأستاذ Puin مستفسرا حول مصير هذا الميكروفيلم. فلم يجب على رسالتي. واغتنمت فرصة اتصالي مع استاذ من جامعة Saarland مطلع على خفايا الأمور لا حاجة لذكره هنا ودار بين وبينه الحديث التالي بالعربية انقله بتصرف:
سامي الذيب: ما هو مصير ميكروفيلم مخطوطات صنعاء؟
الأستاذ: للأسف زميل لي (ويعني Hans-Caspar Graf von Bothmer) أخذه معه وحرمنا من الإطلاع عليه. وهذه فضيحة.
سامي الذيب: والآن أين هذا الميكروفيلم؟
الأستاذ: أخبرك ما حصل. سألت يوما الأستاذ Puin عن كيفية كتابة كلمة قرآن في مخطوطات صنعاء. فأجابني كما هو في طبعة القاهرة. فسألته هل عملتم أفلام عن هذه المخطوطات فأجاب لا. فأستغربت وسألته: ماذا إذن كنت تعمل لمدة أربع سنين في صنعاء؟ هل كنت فقط تلزق أوراق؟ فأجابني نعم هذا كل ما كنا نعمله. فطلبت منه أن يتصل بوزارة الخارجية الألمانية التي مولت المشروع حتى تمول تصوير هذه المخطوطات من قبل زميله Hans-Caspar Graf von Bothmer. فأجابت الوزارة بأن المشورع قد انتهى ولم يعد هناك فلوس. فشددت عليه لكي يكتب مجددا للوزارة حتى تعطي 50 الف مارك للأبحاث العلمية. فوافقت الوزارة على هذا المبلغ. فذهب Von Bothmer وعمل الأفلام وأراني بعضها في مكتبة الجامعة بعد رجوعه. كنت اريد التحقق من كيفية كتابة عبارة "أمه هاوية" (سورة القارعة 9) فاراني تقريبا 15 فيلم. وقد تم عرض بعض صور المخطوطات في مؤتمر في الجامعة. وبعد أن تحول Von Bothmer للتقاعد أخذ الأفلام معه. فأعترضت على الأمر فأجاب الأستاذ Karl-Heinz Ohlig: "ما بدنا نبهدل حالنا اسكتوا احسن". فاستغربت. كيف نسكت؟ وقام الأستاذ Puin بالدفاع عن Von Bothmer بحجة أن هذا الأخير هو الذي عمل الأفلام. فاعترضت على كلامه: ولكن من مول الأفلام؟ هذه أفلام للجامعة. فكيف يأخذها معه للبيت؟ فدافعوا عنه وسكتونا وتركوا Von Bothmer يأخذ الأفلام لبيته. هذه فضيحة. كان من المفروض إني اروح عند رئيس الجامعة لأنه هو المسؤول. فقال لي الأستاذ Ohlig بأن Von Bothmer ذهب إلى مكتبة الجامعة التي سألته ماذا تعمل بالأفلام، فهي ليست مسجلة في المكتبة ولا حاجة لنا بها. فأخذ Von Bothmer الأفلام إلى بيته. فأعترضت عليه: ما دخل المكتبة في الموضوع؟ هذه أفلام معمولة للجامعة. فسكتونا.
سامي الذيب: وهكذا حرمنا من الأأفلام؟ هل هناك وسيلة لكي نسترجعها ممن أخذها؟
الأستاذ: أكيد ممكن. ولكن أنا لم اعمل حاجة. من المفورض رفع دعى قضائية ضد من أخذهم. أو أن رئيس الجامعة يكتب له طالبا بإرجاع الأفلام.
سامي الذيب: والآن؟
الأستاذ: ما عملنا شيء. سكتنا. وفي الحقيقة أنا لست بحاجة لهذه المخطوطات. فأنا اكتفي بما يعرضه موقع https://corpuscoranicum.de من مخطوطات. فلست بحاجة لمخطوطات صنعاء.
سامي الذيب: ولكن هذه الأفلام ارث للباحثين. فكيف يتم تضييعها بهذه الطريقة؟
الأستاذ: هو اكيد Von Bothmer عنده أفلام المخطوطات. ولا اعرف ماذا يفعل بها. فهو لا يعرف العربية وليس باحث في القرآن بل في تاريخ الفن.
سامي الذيب: ولكن كيف يمكننا استرجاع المخطوطات حتى لا تضيع علينا؟
الأستاذ: طلبت من الملحق الثقافي الإتصال بوزارة الخارجية لمعرفة لمن ارسل التمويل. وقد اتصل بالوزارة فأخبرته بأن كل المراسلات كانت موجهة لرئيس الجامعة. إذن الجامعة هي المسؤولة. وهذه سرقة. ولكن سكتونا حتى لا تصبح فضيحة. يجب الكتابة لرئيس الجامعة. ورئيس الجامعة لم يكن عنده خبر لأن المخطوطات كانت عندنا في المكتبة. الأستاذ Ohlig هو الذي سكتنا وقال لي بأني إن كنت بحاجة لمخطوطة يمكن ان اتصل بالأستاذ Puin صديق Bothmer فيحضرها لي. وقد سألت Puin عن مخطوطة فأجابني بأن Von Bothmer لن يسمح بالإطلاع عليها لأنها ملكه.
سامي الذيب: ولكن ماذا يمكن عمله؟
الأستاذ: يجب الإتصال برئيس الجامعة بكونه المسؤول، والتمويل موجه للجامعة. ورئيس الجامعة ليس له علم بهذه المخطوطات Prof. Dr. Manfred Schmitt [email protected]
سامي الذيب: وماذا تعمل اليونيسكو؟
الأستاذ: لا احد عنده علم بما حصل. هذا سر. يجب الكتابة لرئيس الجامعة وإخباره بأن Von Bothmer كان موظف في الجامعة وأخذهم معه. ويمكن الكتابة لليونسكو. كنا عاملين جلسة لإداة معهد انارة http://inarah.net وقلت بأنه لازم نطالب بإرجاع افلام المخطوطات. وكان الأستاذ Puin حاضر الجلسة فأخذ يدافع عن Von Bothmer قائلا بأنه هو الذي عمل الأفلام. فقلت له بأنه عمل الأفلام بتميل موجه للجامعة وبتوكيل من الجامعة. فهذه الأفلام ليست ملكه. وكان الأستاذ Ohlig حاضر وقال لا نريد ان نعمل مشكلة. اسكتوا. فسكتنا. اصبح ممنوع أحد يتكلم عن هذه الأفلام.
والآن؟
يجب أخذ خطوات عملية لكي نسترجع هذه الأفلام لكي تكون تحت تصرف الجميع. هذا أمر شديد الغرابة من جامعة المانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسرار
سلام ابراهيم محمد ( 2022 / 4 / 16 - 11:58 )
أولا حجب المخطوطات عن مواصلة الفحص و الدراسة..و من ثم هذا التكتم من قبل أستاذ جامعي و إخفاء المايكروفيلم..مما يبعث على التكهن و الارتياب..هل باعه أو أُجبر على بيعه أو تسليمه لشخص أو مؤسسة ما_ تحت ضغط أو تهديد له/لهم..اتذكر لقاءات تلفزيونية المانية قديمة
حول مخطوطات صنعاء..كذلك الأستاذ محمد المسيح ذكرها أكثر من مرة و تحدث عن النصوص الاصلية الممحاة
( Puin )اقتباس موجود على الفيكيبيديا
»The Koran claims for itself that it is mubeen,´-or-clear, but if you look at it, you will notice that every fifth sentence´-or-so simply doesnt make sense.«

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah