الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسلام ودين ابراهيم -الحنيفية-

نافع شابو

2022 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأسلام ودين ابراهيم "الحنيفية"


ملاحظة هذا البحث هو بالتعاون مع صديقي عادل حناالله

مقدمة

المؤرخ توم هويلند يعلّق عن موضوع بدايات الأسلام فيقول: بدأت اسئلتي منذ فترة طويلة و تحديدا خلال السبعينات مع باتريشيا كرون و مايكل كوك و جون وانسبرو في جامعة لندن.
لقد تساءل هؤلاء هل نصدق حقا الصورة التي قدمتها لنا المصادر الإسلامية التي دونت في القرن التاسع الميلادي ؟
هل كان (الأسلام الأول ) شكلا من اشكال اليهودية او نوعا من المسيحية ؟ ام هل كان العرب لديهم دينا جديدا كاملا خاص بهم ؟
هل تذكر نصوص القرآن بان مكة هي المكان الذي يقوم الله بتنزيل وحيه لمحمد؟
عادة فإن التاريخ يكتبه المنتصرون فإنهم يميلون إلى تبني وجهة نظرهم هم (اي المنتصرين) و يتجاهلون ما يقوله اهل البلاد المفتوحة المغلوبين فهم أهل الحق و هم الفاتحين.(1)
ويقول في فيلمه الوثائقي [الإسلام - القِصّة التي لم تُروَى]: "ظهر الحُكّام العرب و كأنهم قريبون من اليهود. لم يكونوا مهتمين بأماكن المسيحيين المُقدّسة، عوضا" عن ذلك بدأوا بالصّلاة على أطلال المعبد اليهودي القديم! كل هذا زاد من إحساس المسيحيين بالقلق بسبب غزو العرب لهم، و بدؤوا بالشّك بوجود مؤامرة يهودية ضدهم" ، فهل يُمكن أن يكون الإسلام نشأ كمؤامرة عربية - يهودية ضد السكان المحليين السريان؟؟؟!!!
لقد تحالف السريان مع العرب، و قد صلّى العرب جنبا إلى جنب مع مسيحيي دمشق في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان التي تحوّلت لاحقا" إلى المسجد الأموي، لكنّ العرب انقلبوا على السّريان و على اليهود لاحقا" في عهد العباسيين. و في عهد العباسيين أصبح إسمهم "مُسلمين" رُبّما نِسبة" إلى جماعة المُسلميا التي كانت تتبع لأبو مسلم الخراساني، و اختلاط ديانتهم اليهو-مسيحية النّصرانية التّوحيدية بالديانة المندائية و الديانات الآسيوية الفارسية الزردشتية و المانوية و البوذية إلخ ... أما قبل ذلك فكان إيمانهم قريب من العقائد اليهودية و المسيحية أو بالأحرى كان خليطا" من هاتين الديانتين. لا شك في دعم اليهود للعرب، و هم ليسوا الوحيدين الذين دعموا العرب، فالسّريان دعموا العرب آملين بالخلاص من الإضطهاد الرّوماني البيزنطي لهم و
للخلاص من الضّرائب التي كانت تُثقِل كاهل سكان المنطقة ككُل!!!.(2)

الديانة الأبراهيمية "الحنيفية"

العرب ومنذ آلاف السنين يعتقدون ويؤمنون – صح او خطأ – أنهم يعودون الى الدين ألأبراهيمي
عن ابن كثير في السيرة النبوية يقول نقلام عن محمد رسول المسلمين:" أن إبراهيم عليه السلام لما هاجر من بابل( اور الكلدانيين في بابل ، عراق حاليا كما جاء في التوراة) خرج بسارة مهاجرا من بلاده والله أعلم. وذكر أهل الكتاب أنه لما قدم الشام أوحى الله إليه إني جاعل هذه الأرض لخلفك من بعدك فابتنى إبراهيم مذبحا لله شكرا على هذه النعمة وضرب قبته شرقي بيت المقدس".
ونجد بعض المرويات اإلأسلامية، ترفع من شأن القدس، لتتقدم احيانا على المدينة المنورة، رغم الترتيب الثالث لبيت المقدس في المنظومة الجغرافية الروحية ألأسلامية .(3 )

هذا ما يؤكد ان ابراهيم ظهر في بلاد الشام (التي كانت تشمل فلسطين اردن سوريا ) وليس في الجزيرة العربية كما يدّعي المفسرون المسلمون للآيات القرآنية . فلادليل على ان ابراهيم هاجر الى مكة الحالية والدليل اختلاف المفسرون عن معنى مقام ابراهيم ، وهذا موضوع اخر* .[لمن يريد معرفة زيف ادعاء المسلمين انّ ابراهيم هو الذي بنى الكعبة في مكة الحالية يرجى مراجعة سلسلة محاضرات بعنوان"ابراهيم في الكتاب المقدس والقرآن"] .
.
قصة ابراهيم واسحق واسماعيل نجدها كاملة في سفر التكوين في كتاب التوراة ، بينما نجد الحديث عن ابراهيم موزعا في اكثر من 26 سورة من سور القرآن دون ان يذكر الأماكن ولا التاريخ ، بل انّ المسلمين اضافوا الى قصة ابراهيم اساطير الأولين ، على العكس من ذلك نجد قصة ابراهيم خليل الله كاملة منسقة من بداية دعوة الله لأبراهيم ليخرج من ارضه الى ارض فلسطين وهناك عاش ومات ." واجتاز ابراهيم في الأرض الى مكان شكيم الى بلوط مورة (او ممرا في فلسطين حاليا) . وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض ...وظهر الرب لأبرام وقال لنسلك اعطي هذه الأرض . فبنى ابراهيم (أبرام) هناك مذبحا للرب الذي ظهر له ..الخ
تقول باتريشا كرون في كتابها "تجارة مكة " :أنّ العرب بعد ابراهيم وإسماعيل كانوا يعظّمون الكعبة ومكة ، ويحجون ويعتمرون على ارث ابراهيم واسماعيل . ويشير الأزرقي عند حديثه عن حفر بئر زمزم أنّ عبدالمطلب حفر زمزم فعفت على آبار مكة كلها ، وكان منها مشرب الحاج ، ثم يضيف الأزرقي مؤكدا على انّ الحاج الجاهلي كان يقصد مكة ، وكانت الحلة تطوف بالبيت اول ما يطوف الرجل والمرأة في اول حجة يحجها عراة . ثم يعود فيقول : " اما السقاية فلم تزل بيد عبد مناف ، فكان يسقي الماء من بئر كرم أدم وبئر خم على ألأبل في المزاد والقرب ، ثم يسكب ذلك الماء في حياض من أدم بفناء الكعبة فيرده الحاج حتى يتفرقوا .
ويتحدث ابن هشام عن العرب في الجاهلية قائلا: واستبدلوا بدين ابراهيم واسماعيل غيره ، فعبدوا ألأوثان وصاروا الى ماكانت عليه الأمم من قبلهم من الضلالات ، وفيهم على ذلك بقايا من عهد ابراهيم يتمسكون بها ، من تعظيم البيت والطواف به ولاحج والعمرة ، والوقوف على عرفة والمزدلفة ، وهدى البدُن والأهلال (جمع هلال) بالحج والعمرة ، مع ادخالهم فيه ما ليس منه .
امّا النص الذي نقلته "باتريشا كرون " عن الثعالبي والذي تذكر فيه عنه : انّ قريشا كانت لاتتاجر إلّا
مع من ورد عليها في المواسم وبذي المجاز وسوق عكاظ وفي الأشهر الحرم .( 4)
يقول المؤرخ الأرمني سيبيوس في الفصل 30" من كتابه "تاريخ هرقل "مايلي:
"في تلك الفترة برز رجل من أبناء إسماعيل اسمه محمد ، تاجر ، خطب فيهم (العرب) عن الحقيقة التى من المفترض أن تكون قد جاءته بأمر من الله ، وعلمهم [محمد] أن يتعرفوا على إله إبراهيم ، لا سيما أنه كان على علم ودراية بتاريخ موسى. ولأن الأمرأتى من العلي، امرهم ان يتركوا تقديس الأشياء الباطلة، اتجهوا نحو الله الحي، الذي ظهر لأبيهم إبراهيم[ من اسماعيل ابن هاجر زوجة ابراهيم ]. وقد شرع محمد أنهم لا يأكلون الجيف، ولا يشربون الخمر ، ولا يتكلموا بالأكاذيب ، ولا يرتكبون الزنا .وقال لهم: "لقد وعد الله تلك الدولة لإبراهيم وابنه من بعده إلى الأبد. وتم الوفاء بالوعد خلال ذلك الوقت عندما أحب [الله] إسرائيل. الآن ومع ذلك ، فأنتم أبناء إبراهيم ، والله سيحقق الوعد الذي قطعه لإبراهيم وابنه عليكم. فقط أحبوا إله إبراهيم، واذهبوا وخذوا الدولة التي أعطاها الله لأبيكم إبراهيم (فلسطين). لا أحد يستطيع مقاومتك بنجاح في الحرب لأن الله معك "
Sozomenus و جاء في كتاب
"كان مجموعة من اليهود يتبعوا إبراهيم (ألأبراهيميين) هم اليهود الذين خرجوا منهم ألأسلام"(5).
"يوحنا الدمشقي" (676 م ) ، الذي عاصر الأمويين ، لا يذكر ديانة اسمها "ألأسلام " ، في عهده ، بل يسميها هرطقة أو ديانة " ألأسماعيليين " ولا يُسمّيها ديانة ألأسلام أبدا . لم يكن ، النص القرآني ، مُثبّتا في حُلّته الحالية عند جميع "المسلمين" آنذاك . وكان وجود نُسخ مختلفة للنص القرآني فيما يختص بموضوع واحد أحيانا.
يقول يوحنا الدمشقي:
ومنذ عهد الأمبراطور هيرقليوس (610-642)م وحتى أيّامنا هذه (اي ايام يوحنا الدمشقي 676م) قام فيما بينهم (الأسماعيليين) نبي منتحل (النبوّة) إسمهُ محمد ، والذي قد أنشأ هرطقته الخاصة بعد أن تعرَّف بالصدفة على العهدين القديم(التوراة) والجديد (ألأنجيل) ...كان يُلمّح بأنّ كتابا آتيا من السماء قد أوحي به اليه من الله".
ويضيف فيقول : إدعائهم(الأسماعيليين )أنَّ القرآن نزل على محمد وهو نائم هو أضغاط أحلام".(6)
ونحن نعرف من خلال التراث الأسلامي انّ الأسماعيليين هم عرب ابناء اسماعيل ابن ابراهيم من زوجته هاجر، ولذلك يطلق عليهم احيانا "الهاجريين ".
كتاب التوراة يذكر انّ قبائل الأسماعيليين سكنت شمال الجزيرة العربية ، وكان مركزهم الديني "واحة تيماء" (راجع اشعيا 21 :14 . ارميا 25 : 23 . أيوب 6:19).
أمّا تفرعهم الى اثني عشرة قبيلة- كما عشائريعقوب (اسرائيل )ألأثني عشر- فيرتبط باساس ديني اذ يتوجب على كل قبيلة ان تخدم "المعبد"، شهرا واحدا من اشهر السنة الأثنى عشر
محمد ودين ابراهيم الحنيف كما جاء في القرآن
هناك بحث يوضح التطابق الشديد بين ايات القران وكتاب "الهاجادا اليهودي" الاسطوري الذي تم كتابته في القرن الاول والرابع الميلادي. هذه الاساطير كانت موجودة في كتاب الهاجاد. كاتب القران قام بسرقة قصة ابراهيم وابيه من الاساطير اليهودية المنتشرة في ذلك الوقت.
هناك عشرات الآيات في القرآن التي تتكلم عن ابراهيم وعقيدته الحنيفية، والأبحاث المعاصرة تؤكّد لمن يقرأ قصة ابراهيم في اوائل كتاب " قصص الأنبياء" او كتاب " عرائس المجالس" ، وغيرها ، تثبت له ، ان جميع هذه القصص الواردة في القرآن او في الأحاديث مأخوذة من احد كتب اليهود المسمى "مدراش رباه" (7)
القرآن يشهد على ذلك ، حيث جاء في سورة الأعلى :18-19 :إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ
القرآن او كاتب القرآن يعترف ان ما يقوله موجود في صحف ابراهيم وموسى وبالتالي يشير الى الاسرائيليات ، حيث جاء في سورة النجم 36-37 :أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ..".وهنا ايضا محمد يعترف ان المذكور في القرآن هو نفسه في صحف موسى وابراهيم
محمد اخد تلك الخرافات من اليهود الذين كانوا يجيدون العبرانية والعربية. أي ان اليهود كانوا يعلّموا المسلمين بتلك القصص شفهيا.
جاء في الحديث
- "كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية(اليهودية) ، ويفسرونها بالعربية لأهل "الإسلام" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم ) ".
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7362
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .(8)
ونذكر بعضا من الآيات القرآنية :
جاء في سورة الانعام (79): "إِنِّي وَجَّهۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ حَنِيفٗاۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ"
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران 67)
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران 95)
وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (البينة 5).
الأسئلة المطروحة لكل مسلم :
هل الله امر المسلمين ان يتبعوا دين ابراهيم الحنيف ام محمد هو الذي امر اتباعه باتباع ديانة ابراهيم (الحنيفية) ؟
سؤال اخر هل الله يأمر محمد باتباع ابراهيم ؟ اليس من الأفضل ان يطلب الله باتباعه مباشرة ؟
ومن هنا يتضح ان الإسلام جذوره في عهد محمد (وليس في عهد العباسيين ) هو الحنيفية دين إبراهيم وهذا يدعونا ان نبحث عن هؤلاء الأحناف ودينهم او ملتهم لنعرف هل هم قد عبدوا اله معين وما هو فهمهم لهذا الاله، ومن هو؟
ذكر المفسرون واهل الاخبار أسماء افراد من العرب الذين لم يعبدوا الاصنام ولم يكونوا من اليهود ولا النصارى وانما اعتقدوا بوجود الله الواحد، غير ان ما ذكروه عنهم غامض لا يشرح عقائدهم ولا يوضح رأيهم في الايمان، فلم يذكروا عقيدتهم في التوحيد ولا كيف تصوروا خالق الكون، وعرف هؤلاء ب"الأحناف" ونعتوا بانهم كانوا على دين إبراهيم.
وقيل عن معنى حنفي أي مائل عن الشرك وعبادة الاصنام ثم انه مائل عن اليهود والنصرانية(المسيحية) أيضا.
ويطلق السريان كلمة احناف على الصابئة، وقد ورد ذلك أيضا في بعض النصوص العربية، ولكن كلمة احناف في السريانية تعنى الالحاد والنفاق والكفر والوثنية. ولقد أطلق على الإسلام أيضا الصابي او الصباة. هؤلاء الافراد من الاحناف لم يكن يرتبطون بكتاب معين وكانوا مصلحين ، مختلفي الفكر ولكنهم اتفقوا على توحيد الاله.
قال الشيخ خليل عبد الكريم في الجذور التاريخية للشريعة ألأسلامية صفحة 24-26 عن الحنيفية وسماتها كما يلى:
1- الاعتزال عن الاوثان
2- الايمان بالاله الواحد
3- تحريم شرب الخمر
4- تحريم الزنى
5- الصوم
6- الختان
7- النهى عن وأد البنات
8- حج البيت الحرام (الكعبة)
9- الايمان بالبعث
10- الايمان بالمكتوب والمختوم
وقيل انهم امنوا بالله الخالق الرزاق المحيي والمميت الغالب على امره. كما امنوا بتعظيم الكعبة والحج والايمان باليوم الاخر وبهجرة المبيقات. وامنوا أيضا بالتلبية فيقولوا
" لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك، الا شريك وهو لك تملكه وما ملك"
وكانوا يطوفون ب"الكعبة"[الأبحاث المعاصرة تؤكد ان الكعبة المقصودة ليست الكعبة الحالية في السعودية بل مقام ابراهيم الذي كان في فلسطين ومن ثم نقل الى البتراء كما سنرى] وينحرون عندها كما يطوفون ألآن . وكان أيضا من الاحناف عمر بن لحي وانه قد كان ذو مكانة عند قومه، ولكن سافر الى الشام وعاد حاملا تمثال هبل (اله القمر)(يعني اشراك اله القمر مع اله ابراهيم) ، وطلب من الناس ان يعبدوه فأطاعوه.
بشكل عام اختلطت الحنيفية بعقائد أخرى مبتدعة وأصبحت بالتدريج معتقدات راسخة في نفوسهم ، ومن امثلة ذلك انهم رغم ايمانهم بوجود الله، لم يكونوا يوحدونه ، بل كانوا يشركون معه آلهة أخرى هي الاصنام. فمن الاحناف من دعي الى عبادة "رب السماء" وسميَّ" ذوسموني" وأيضا عبادة "الرحمن" في اليمن. وكانوا متأثرين بعبادة التوحيد التي حملها اليهود والنصارى (اي الله الواحد).
ومن الحنفاء أبناء بنى هاشم وأبناء قصى (الجد الأكبر لمحمد). ولقد خلط العرب بين الاحناف والرهبان النصارى فاعتبروهم من الاحناف مثل ورقة بن نوفل، بحيرى الراهب، قيس بن ساعدة الايادى، ومن اشهر الحنفاء في جزيرة العرب:
- كعب بن لؤى بن غالب
- عبد المطلب بن هاشم
- زيد بن نفيل (شاعر)
- امية بن ابى السلط ... كان شاعرا مشهورا وتأثر به محمد واستعمل شعره في القرأن.
- سويد بن عامر المصطلقي
- اسعد ابوكرب الحميري
- زهير بن ابى سلمة
- عثمان بن الحارث
- خالد بن سنان العبسي
- عبد الله بن جحش
- سويد بن صامت الاوسي
وحيث ان الحنفاء قد امنوا باله واحد وكان من شعائرهم الحج الى الكعبة بيت اله القمر [في البتراء ] الذي كان المزار الذى يتعيش منه اهل محمد. فالحقيقة اذا ان محمد لم يات بفكر جديد حيث انَّ الايمان بالاله الواحد كان ايمانا موجودا. وقد ربط محمد الهه باله إبراهيم وبذلك يكسب ثقة العرب ولكنه اله غير الايمان اليهودي والمسيحي.
وبذلك اختار محمد ان يكون هناك اله واحد هو مكون من اسم وصفات الله القمر وهو اله الحنيفيه واله الأهلة(جمع الهلال اي القمر) الذين يعرفونه جيدا واستخدم علامة القمر الهلال والنجم كرمز له (ولا زال المسلمون يضعون علامة الهلال على المآذن )، ووافق على صفات اله القمر، ثم أضاف اليه تاريخ اله إبراهيم صانعا الها جديدا مستخدما في ذلك المصادر اليهو – نصرانية (الابيونية) موحدها في الواحد وهذا هو التوحيد الذى قام به من المصادر الصابئة والحنيفية.
ولان هذه المعتقدات مختلفة في طبيعتها فلقد ظهر الإسلام بتعاليمه متناقضا وحمال اوجه، فمن الممكن ان يحدد الانسان الشئ ونقيضة(كما قال علي بن ابي طالب القران حمال اوجه).
وقد جمع أحد اجداد محمد ألآلهة الوثنية في مكان واحد هو الكعبة، ولقد وحَّد محمد جميع الآلهة في اله واحد هو اله الإسلام اسمه "الله"، وبذلك أصبح من الممكن لكل شخص ان يجد بعضا من معتقداته وخصائص الهه في اله الإسلام ويكون الإسلام بذلك في متناول كل الأديان (اي الأسلام هو ديانة توفيقية ).
ولقد اعتبر العرب الرهبان الذين لا ينتمون الى المسيحية( اي الى البدع التي خرجت من المسيحية ) بانهم موحدين بالله، هؤلاء في الحقيقة من الرهبان مثل النصارى "الأبيونيين" الذين لا ينتمون الى الكنيسة المسيحية .ولذلك لم يكن غريبا ان يستقي محمد من هذه التعاليم ومنها أفكارعن طبيعة المسيح (انكار الوهية المسيح) وانكار صلبه، وكان بالطبع ورقة بن نوفل وبحيرى الراهب من المصادر المهمة للرسول كما سنرى في الصابئة التي تؤمن بيوحنا المعمدان (النبي يحيى ) نبيا أساسيا يؤمن بضرورة العماد او الصباغة. ويقولون للمعمد انه صبغ مُسلما أي مسَلِّما نفسه الى الله. (9)
سوف نرى عند الكشف على الاحداث التاريخية الحقيقية الدورالرئيسى الذى لعبه اليهود في الحركة العربية المحمدية الأبراهيمية ، بما فيها من كثرة المؤآمرات للسيطرة على هذه الحركة. ولكن في النهاية ترجَّح كفة النصارى الذين هم من الفكر اليهودي المهرطق بسبب كثرة عددهم عن اليهود(الربانيين) ، بل وقوتهم أيضا. ولذلك لا تكون الحركة اليهودية ناجحة تماما للوصول الى كل أهدافها. وكنتيجة لذلك لجأ اليهود لتغذية الصراع بين القبيلتين العربيتين، والذي سبَّب انقسام العرب ، من الطائفة الواحدة وحدثت الحروب الدموية بينهما ، والتي سُمّيت بالتراث الأسلامي ب"الفتنة الكبرى"
تابعونا في الجزء الثاني للمقال .


المصادر


(1)راجع الموقع التالي

https://azamil.com/?p=32508
(2)
ألإسلام، القصة التي لم تروى. من تقديم الباحث البريطاني : توم هولاند
https://www.youtube.com/watch?v=5waWxtNKlUI
(3) راجع الموقع التالي
https://www.quranicthought.com/wp-content/uploads/post_attachments/5fe22a0380943.pdf
(4) راجع كتاب
تجارة مكة وظهور الأسلام تاليف باتريشا كرون ترجمة آمال محمد الروبي
(5) راجع الموقع التالي
Abrahamism: the religion that gave birth to Islam

https://www.youtube.com/watch?v=EoJO0t4WgPE
(6)
[ راجع مقال للكاتب كما في الموقع التالي].
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=643952
(7) راجع الموقع التالي
https://www.elhaq.com/massader/17-sources-of-islam/120-2009-08-10-16-21-31?start=4
(8) راجع الموقع التالي
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=152956
(9)
راجع حلقات انا مش كافر عن أصول الإسلام والصابئة).
الجزء الأول
https://www.youtube.com/watch?v=Fh0L1FD9EeY
الجزء الثاني
https://www.youtube.com/watch?v=oZ8RTTOmOmg

*
محاضرات "مهاجر" بعنوان :" ابراهيم بين الكتاب المقدس والقران" :

الجزء الأول
https://www.youtube.com/watch?v=o4veDl9P7PM&t=1095s
الجزء الثاني

https://www.youtube.com/watch?v=Vb8iDakO1dg&t=2385s
الجزء الثالث
https://www.youtube.com/watch?v=pCgDGRB6CBk
الجزء الرابع
https://www.youtube.com/watch?v=2_TkMWpHz_g








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي