الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويسألونك عن الفتن الطائفية..الأسباب والعلاج

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2022 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحت عنوان " بالتعاون مع الأمن ..الكنيسة المصرية تخطف أميرة التي أسلمت من زوجها لإعادتها إلى النصرانية مرة أخرى" طرح الشيخ السلفي التكفيري على يوتيوب المعروف ب (أبي عمر الباحث – مكافح الشبهات) عنوانه الطائفي المثير لشحن أتباعه دينيا ضد المسيحيين والدولة المصرية بتاريخ 11 يناير 2022

إجراء تكرر كثيرا من طرف السلفيين بمصر حين أقدموا على تجنيد بعض الدعاة وأشهرهم (أبو يحيى) الذي خرج كثيرا على القنوات المصرية بعد ثورة يناير مبشرا بتحول جماعي وفردي للمسيحيين إلى الإسلام، وذلك من بوابة "مكافحة التنصير" و "مكافحة التبشير" وهي بوابة يضعها المتشددون السلفيون بمصر عنوانا لهم للتحريض ضد الأقباط، ومن تلك البوابة حدثت بعض الفتن الطائفية التي تسبب فيها هؤلاء مثل حوادث الفتنة الطائفية التي أعقبت ثورة يناير كحصار الكاتدرائية في العباسية وحصار وحرق كنيسة العذراء بمنطقة أمبابة، والأخيرة شهدت بعض أحداثها عندما كنت في الإخوان المسلمين بتاريخ مايو 2011 حين أعلن السلفيون عن مظاهرات حاشدة لما كانوا يسموه (تحرير الأخت عبير) وهي مظاهرات أدت إلى صراع طائفي عنيف سقط خلاله 15 ضحية من الطرفين السلفي والقبطي ، وحرقت فيه كنائس المنطقة من التيار السلفي وبعض الغوغاء أذكر أنني كتبت حينها عنوانا على الإنترنت وهو "معا لمحاكمة من تسبب في حصار كنيسة امبابة" المنشور بتاريخ مايو 2011 على عشرات المواقع والمنتديات..

والأخت عبير هذه كالأخت أميرة التي يريد تحريرها الشيخ التكفيري السلفي "أبو عمر الباحث" الذي فرغ قناته على اليوتيوب حاشدا لمئات الآلاف من أنصاره للتحريض الديني ضد المثقفين واللادينيين والمسيحيين والشيعة ..وغيرهم، ولولا يقظة الأمن المصري وجيشه العظيم واستقرار الدولة وذهاب الفوضى لأدت دعاوى هذا الشيخ لمواجهات طائفية ربما تفوق في بشاعتها وشناعتها ما حدث لكنيسة امبابة وحادث إسلام عبير...

ومن الأخت أميرة إلى الأخت عبير نعود بالزمان إلى الوراء حيث تكررت تلك الحوادث مع (كاميليا ووفاء قسطنطين) وتدور هذه القصص جميعها حول إسلام بعض النساء المسيحيات فيخرج الأقباط غاضبين يتهمون السلفيين والمتشددين بالوقوف وراء إسلام هؤلاء النساء، بينما يدور في المجتمع المسيحي خلافا (بسيطا) حول حقيقة ما يحدث وأنه نتيجة مباشرة على عدم تجديد قانون الأحوال الشخصية والطلاق في الأرثوذكسية، والدليل أن كل حوادث إسلام المسيحيين هذه (أبطالها نساء) لهم مشاكل مع أزواجهن، ولأن الطلاق ممنوع فيرون أن تغيير العقيدة حلا بمنطق أخف الضررين، وأنا هنا لن أستعرض ما يقوله الأقباط أو تلك التفسيرات حول إسلام المسيحيات ولن أستطرد فيها كونها شأنا خاصا بالدين المسيحي ليس لمسلم مثلي حق التدخل فيها إلا من باب التحليل والرصد، وإن كنت أظن أن هذه الحوادث لإسلام المسيحيات لم تكن تحدث دون وجود جماعات دينية مسلمة أو أفراد ينشطون لاستغلال هؤلاء الفتيات والزوجات، فالمرأة المقهورة من زوجها مهما عانت من شريكها فهي لن تغادر عقيدتها سوى (بوسطاء) أو (محرضين) يشجعون المرأة على الانتقال ويعدوها بحياة أسعد مما كانت تعانيه..

أما اليوم فمع حالة جديدة في نفس السياق وهي (الأخت مريم وهيب) التي رأينا فورا حسابات ألكترونية باسمها تطلب النجدة من المسلمين بكلمة (أنقذوني) رغم إعلان عودتها للمسيحية وللكنيسة بعد فيديو شهير قالت فيه بإسلامها وبقرب حل مشاكلها مع زوجها، وهكذا تندلع شرارة الفتن الطائفية التي أتذكر جيدا أنني سألت أحد شيوخ السلفية وقت فتنة عبير سنة 2011 أن إسلام الناس لو أدى لفتنة وقتل وعنف فلا حاجة للإسلام به، فالمؤمن بالقرآن يرى أن هدف الدين هو الإصلاح والعدل والسلام، فلو لم يؤدي الدين إلى ذلك فهناك خلل وتوظيف سئ له، فلو أسلمت عبير ومات من أجلها البعض فإسلامها خسارة بالحقيقة، فضلا على أن إسلام هذه البنت لم يحدث عن قناعة في الواقع ولا إعجاب بالدين الجديد بل هربا من مشاكل اجتماعية تحاصرها، وعلى هذا النحو يكون إسلامها لا معنى له..وأعترف أن تفكيري في هذه الفترة قد تطور كثيرا اليوم وتغير إلى رفض تام لأي تحول ديني في بلاد تعاني من الفوضى الفكرية والجهل كمصر، وأن هذا التحول يعني فتنة سواء كان عن قناعة أم عن هرب، ولكنني أعترف بأن طريقة تفكيري حينها - برغم أنها كانت ترغب في إسلام الناس - لكنها كانت تتسم بالسلام وحق الآخر بدخول الدين وتركه عن قناعة..

لكن السؤال الهام: لماذا مصر تعاني من هذه الحالة تحديدا؟..فهي حوادث لم تنقطع منذ أكثر من 40 عاما حين طل علينا السادات بمشروعه لتطبيق الشريعة سنة 1978 وما صاحبه من فتن طائفية وردود أفعال للمسيحيين على هذا المشروع الذي ينزع مواطنتهم ويعاملهم كأهل ذمة ودافعين للجزية، والجواب: أن مصر هي أكبر بلد عربي حاليا وفي الشرق الأوسط يضم مجتمعا مسيحيا، وأن مسيحيين مصر الذين يشكلون قرابة 15 – 20% حسب بعض التقديرات هم الذين يحفظون مدنية الدولة إلى اليوم، ولولا هذه النسبة الكبيرة لهم في مصر لتحولت الدولة إلى تطبيق الشريعة حرفيا منذ عصر السادات، وانتقلت مصر بالكامل للنموذج الأفغاني الذي لم يكن أحد يتصور أن هذا البلد الشيوعي والمتحضر يسوء حاله بهذا الشكل ويتحول لدولة قرووسطية يتحارب أبنائها على الصغائر والتفاهات والنظريات، ثم يُشرد أهلها ويجوعوا ويصبحوا لاجئين في دول الجوار، لكن الأقباط كانوا ولا يزالون حجر عثرة في طريق هذا التحول لنسبتهم الكبيرة ولأن مصر هي بوابة تحول المنطقة بالكامل فكان ولابد أن يحدث تحول مصر للشريعة عن طريق قهر أو إضعاف الأقباط..

برغم أن مدنية الدولة تكفل تطبيق نموذجها في دول أخرى يمثل فيها المسلمون أقلية، خصوصا لو كانت أقلية عند الجماعات مضطهدة من أغلبية مسيحية كما هو الحل في الفلبين، فالإخوان من الداخل يضربون المثل على قمع المسيحيين للمسلمين بما يحدث في الفلبين، وبالتالي صارت مدنية الفلبين وعلمانيتها مطلبا إسلاميا كما هو يفترض لحماية المسلمين، فلماذا لا ينادوا بعلمانية القانون المصري كي يكون لهم الحق في حصوله بالفلبين؟

لست بوارد مناقشة أوضاع الفلبين ومسلميها لكنني أحاكي وأحاجج عقلية الجماعات، فهم يدافعون بقوتهم عن المادتين 2، 7 في الدستور المصري وعن قانون ازدراء الدين الذي يحميهم من المفكرين والمجتهدين، برغم أن هذه المواد وتلك القوانين منتهكة لحقوق الأقليات الدينية وتعاملهم كمواطنين مهددين، فالمسيحي عندما يجري تعريف دولته بالإسلامية سيظل مهددا بتطبيق شريعة لا يؤمن بها ،وأن خصومه لو حكموا الدولة سوف ينزعون مواطنته بموجب هذه المواد الدستورية وفقا لتفسيرهم ،فماذا لو عاملت الفلبين مسلميهم بنفس الطريقة؟..أفلا يكون من حق الجماعات الشكوى؟..هل المنطق حينها يعطيهم الحق بالبكاء على مسلمي الفلبين وهم يفعلون مع مسيحيي مصر نفس الشئ؟ وماذا لو انتقلت حوادث الأخت عبير ومريم وأميرة ..وغيرهم إلى الفلبين بحيث يتحولوا إلى المسيحية هربا من أوضاع اجتماعية واقتصادية صعبة في القرى المسلمة هل سيكون من حق الأغلبية المسيحية الفلبينية حرق مساجد مسلميهم كما فعل السلفيون بكنائس إمبابة؟

أعترف انها مشكلة خطاب ديني عام وليست محصورة في تيار بسيط عدديا وهو التيار السلفي، فقد نجح هذا التيار في السيطرة الفكرية وقيادة الجماهير والتأثير فيهم عن طريق الدعم المالي والسلطوي – أنظر مقالنا صفوت الشريف رئيس مصري بدون قسم –حتى شاع على المنابر الدعاء على غير المسلمين بالمجمل وتحريض العامة على إهانة المسيحيين، فكما سمعت من أحد هؤلاء الخطباء منذ زمن قولا منسوبا للصحابي عمر بن الخطاب في وجوب إهانة المسيحيين بقوله "أهينوهم ،ولاتظلموهم ؛ فلقد سبوا الله مسبة ما سّبه إياها أحد من البشر" وقد استغربت حينها في تفريق الخطيب بين الإهانة والظلم رغم كونهما واحد، فمن أهانك فقد ظلمك، ولعل هذا التفريق هو من آثار الجنون والخلل العقلي الحاد الذي اعترى بعض الأئمة والخطباء على المنابر من أثر التقليد، ولعل شيوع هذه الكلمة وقبولها بين الخطباء سببه الأول كلمة "لا تظلموهم" فظن الخطيب أن ذلك منتهى الرحمة والتسامح ، برغم ان فعل الإهانة الذي سبق ذلك الأمر هو ظلم في حد ذاته لا يقبله المسلم على نفسه.

وقد طرحت في السابق أنه من ضمن أسباب شيوع هذا المعتقد الطائفي لدى جماهير السلفيين هو عملهم بنصوص خرجت في أجواء سلطوية كانت فيه الغلبة والسيادة للمسلمين، فلو كان المسلم مستضعفا أو يعيش ضمن أغلبية ليست على دينه ما قال هذا الكلام أو خطر بباله أن يفحش القول في أقوياء ونافذين مجتمعه، مما يعني أن كافة أوامر الحرب والقتال الطائفي وإهانة الغير خرجت من موضع قوة سياسية بالأساس لا يفطنها ذلك المقلد كونه معزولا عن أسباب ووسائل العلم، وحيث أنه ترك عقله بالكامل بين يدي شيخه كما وضع الميت بين يدي المغسل، وأن هذه الروايات والأخبار السلطوية ما كان يجب أن تتحول إلى دين بل تظل على موقعها الأساسي وهي (تاريخ) لكن القوم من فرط تقديسهم للماضي وللتاريخ وللرموز والأشخاص خلطوا بين العقيدة والتاريخ فظنوا أن كل زعمائهم في ذلك التاريخ مقدسون، ومن ذلك الخلط خرجت كافة جماعات الإرهاب وهي تأول وتفسر آي القرآن بنفس المنطق والشكل، وهو تفسير عنيف وإطلاق الخصوص بكل فجاجة مثلما قعّدوا لذلك قاعدة وهمية لأنفسهم وهي "العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب" وبالتالي انتقلت آيات الحرب في القتال من الخصوص إلى العموم

فعندما يقول الله في القرآن "يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء" [المائدة : 51] فهو أمر لهم بكراهية ومعاداة اليهود والمسيحيين، ومن هذا الباب ومن تلك الظروف الفكرية خرجت روايات الإهانة والتضييق على المسيحي في الطريق وغيرها من الروايات التي فتحت الباب للكراهية على أساس الدين وظهور الفتن الطائفية..ولم يتخيلوا للحظة واحدة أن تلك الآيات مخصوصة لقوم كان يحاربهم الرسول ولا يجري صبغها بصفة العموم مثلما عمموا قوله تعالى أيضا "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" [البقرة : 120] فاتبعوا أقوال شيوخهم بأن المقصود بهؤلاء هم اليهود والنصارى بالمطلق، وهو قول غبي من استنتاجات القادة الجهاديين المعاصرين الذين حرموا أنفسهم فضيلة العلم والتدبر، التي لو امتلكوا جزء منها لفهموا أن مفسري المسلمين الأوائل قالوا بتفسير مختلف غير معمم ومخصوص لقبائل معينة كانت تعيش في زمن الرسول، وأن الله يغضب فقط على الأفعال كالقتل وشهادة الزور لا على الأمم التي شهد الله أن من بينهم صالحين، فالله قد يغضب على جماعة مجرمة – ولو كانت مسلمة - لكن لا يورث ذلك الغضب لأحفادها..

وفي الحقيقة أن معنى الآية مختلف، وكلمة اليهود والنصارى هنا ليست شاملة لكل يهودي ومسيحي كما يظنون، بل محدودة زمانيا ومكانيا وقت نزول القرآن، وإليكم التفاسير أنظروا ماذا قالت:

1- في تفسير مقاتل بن سليمان قال " ولن ترضى عنك اليهود من أهل المدينة ولا النصارى من أهل نجران" (1/135)
2- في تفسير بحر العلوم للسمرقندي قال " قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى، يعني أهل المدينة ونصارى أهل نجران حتى تتبع ملتهم" (1/89)
3- وفي تفسير الثعلبي قال " أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع دينهم وقبلتهم" (1/ 266)
4- ويقول الواحدي في تفسير الوجيز " الآية نزلت في تحويل القبلة وذلك أن اليهود والنصارى كانوا يرجون أن محمدا يرجع إلى دينهم فلما صرف الله تعالى القبلة إلى الكعبة شق عليهم وأيسوا منه أن يوافقهم على دينهم" (129) ومعنى كلام الواحدي أن يهود المدينة ونصارى نجران هم من نزلت فيهم الآية كونهم من جادلوا النبي في تحويل القبلة.
5- وما قاله الواحدي قاله ابن عطية الأندلسي في تفسيره (المحرر الوجيز 1/ 204)
6- ويقول البغوي في تفسيره " قال ابن عباس رضي الله عنهما: هذا في القبلة، وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون النبي حين كان يصلي إلى قبلتهم، فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة أيسوا منه أن يوافقهم على دينهم" (1/ 161)

أكتفي بذلك ومن يشأ مراجعة التفاسير القديمة فليعد إليها لأن معنى الآية مختلف عن فهم الدواعش والإخوان والسلفيين الذين نزعوا منها قيود الزمان والمكان وجعلوها مطلقة ليبرروا كراهيتهم لكل مسيحي ويهودي كأصل، وخلاصة الآية: أنها نزلت في وقت خلاف الرسول مع بعض مسيحيين نجران ويهود المدينة إما بشأن القبلة أو لطلب هدنة عسكرية، فأنزل الله هذه الآية بخصوص المكان والزمان ، أن الذين خالفوك وجادلوك في القبلة يامُحمد لن يرضوا عنك فانتبه، مما يعني أن الآية هي شارة تحذير من مكر شخوص معينة في ظل صراع سياسي كان هو المميز لفترة وجود المسلمين في المدينة..وبالتالي صار إسقاط هذه الآية على كل مسيحي ويهودي جهل يدفعه التعصب بأجواء سياسية وعسكرية متوترة أزعم أن بقاياها لم تنته إلى اليوم، فما حدث في فتنة الثورات وما وصف زورا " بالربيع العربي" لن تزول آثاره بسهولة أو دفعة واحدة بل سيبقى أثره السلبي ماثلا إلى حين..

وعن دعواهم بكفر المسيحي فالله في قرآنه نفى ذلك بقوله تعالى"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قآئمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ،يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين، وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين" [آل عمران : 115-113] لكن القوم عطّلوا كلام الرب لصالح كلام البشر فكانت ثمرتهم هي الجهل والتعصب والتعميم وظلم الأبرياء واستحلال الدماء والأعراض والأموال الحرام..

وأختم أن حوادث الفتنة الطائفية ما كان لها أن تقع دون أخطاء سلطوية إما في القوانين أو في تشجيع وتوظيف بعض رجال الدين المتشددين، ولا نعمم في ذلك لأن بعض رجال الدين من ذوي التسامح والحكمة ينشطون في هذه الأجواء الفتنوية بالتسديد والمقاربة والتصالح والحض على الاحترام والتسامح، لكن شوكة هؤلاء تظل ضعيفة أمام خطبة واحدة من رجل دين مدعوم له القدرة على حشد الجماهير والتأثير في البسطاء والعوام، ويفتي بكل ثقة أنه محمي من سلطات وأعيان يديرون شئونه في الخلفية، لذا فحدوث الفتن الطائفية دوما هو علامة على أخطاء إدارية أرجو التنبه إليها ومعالجتها ، وصدق من قال أن "السيف أصدق أنباء من الكتب" فلو علم كل رجل دين متشدد أنه سيدفع ثمن تشدده سيتجه رغما عنه للاعتدال أو الصمت لو لم يكن قادرا عليه، وما يحدث حاليا في المملكة السعودية لدليل بأن الحكومة دوما هي أقوى من رجل الدين ولديها الوسائل والآليات للسيطرة عليه وتوجيهه ، فما من مجتمع يقدم رجل دين إلا ولديه قناعة مسبقة أنه مدعوم من الأقوياء ، ومهما بلغت قوة الكهنة فإنها تزول بقرار واحد من الدولة..ودمتم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي