الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسرار ملا مصطفى البارزانى فى وثائق الاستخبارات السوفيتية....القسم الثانى

كمال سيد قادر

2006 / 9 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


البارزانى و كى جى بى، علاقات قديمة!

بعد انهيار جمهورية مهاباد الكردية نهاية عام 1946 تحرك ملا مصطفى البارزانى مع بضع مئات من رجاله باتجاه حدود الاتحاد السوفيتى و بعد وصوله الى اراضى السوفيتية عام 1947، اصبح البارزانى منذ البداية موضع ترحيب و اهتمام الاجهزة الامنية السوفيتية التى كانت تنوى استخدامه من اجل الاهداف الاستراتيجية للاتحاد السوفيتى فى الشرق الاوسط، و هى كانت كما نعلم الآن من الوثائق و المذكرات، اهدافا استعمارية.

هذا ما يقوله الجنرال بافيل سودوبلاتوف، الجنرال السابق فى المخابرات السوفيتية فى مذكراته التى نشرت مؤخرا تحت عنوان:Pavel Sudoplatov, Special Tasks: The Memoirs of an Unwanted Witness -- A Soviet Spymaster.
الجنرال سودوبلاتوف كان من بين ابرز ضباط المخابرات السوفيتية و كان فى فترة ما رئيسا لفرفة " SMERSH " و هى كانت فرقة خاصة داخل الاجهزة الاستخباراتية السوفيتية مسؤولة عن العمليات التخريبية و الاغتيالات خارج الاتحاد السوفيتى.

و لو لم تكن مذكرات سودوبلاتوف لبقت اسرار السنوات الاولى لملا مصطفى البارزانى و علاقاته بالاجهزة المخابراتية السوفيتية سرا مخفيا علينا لحد الآن.
سودوبلاتوف يكتب عن لقائه الاول مع مصطفى البارزانى: " قابلت البارزانى مباشرة بعد وصوله الى الاتحاد السوفيتى لدراسة امكانية استخدامه من اجل اهدافنا فى الشرق الاوسط و كيفية تدريبه مع رجاله و اعادتهم الى العراق بعد تسليحهم لتنفيذ المهمات".
ربما كان لمصطفى البارزانى اهمية قصوى لدى الاجهزة الامنية السوفيتية، اذ تحديد ضابط كالجنرال سودوبلاتوف للاشراف عليه لا يدل الى على هذه الاهمية، لان الجنرال سودوبلاتوف لم يكن ضابطا عاديا بل موضع ثقة ستالين نفسه و هو كان الضابط المشرف على عملية اغتيال تروتسكى بامر من ستالين و ايضا المسؤول عن مهمة التجسس النووى السوفيتى و هى المهمة التى انجزها هو بنجاح من خلال الحصول على اسرار القنبلة النووية الامريكية.

و الجنرال سودوبلاتوف لم يكن الضابط الوحيد الذى اشرف مخابراتيا على مصطفى البارزانى، كما يكتب سودوبلاتوف فى مذكراته و لكن الوثائق الموجودة حول طبيعة هذه العلاقات لم تكشف عنها بعد.

الجنرال سودوبلاتوف يتحدث فى مذكراته عن لقاء ثانى مع البارزانى عام 1952 دار فيه النقاش حول التدريبات العسكرية و تسليح البارزانى، و ثم لقاء ثالث فى الاكاديمية العسكرية فى موسكو عام 1953 حيث كان البارزانى يتدرب مع الجنرال سودوبلاتوف فى نفس الاكاديمية العسكرية.
يقول الجنرال سودوبلاتوف فى مذكراته بان ضباط المخابرات السوفيت كانوا يحملون آنذاك رتب عسكرية بقرار من ستالين و هذا يفسر ايضا سر حمل البارزانى لرتبة عسكرية سوفيتية و تلقيه تدريبات عسكرية فى نفس الاكاديمية العسكرية مع الجنرال سودوبلاتوف.

من الظاهر بان علاقات عائلة البارزانى مع روسيا كانت اقدم من الاتحاد السوفيتى نفسه، اذ يكتب سودوبلاتوف فى مذكراته بان " البارزانى قال لى بان لعائلته علاقات مع روسيا منذ مئة سنة و ان عائلته حصلت على السلاح و المال من روسيا اكثر من ستين مرة". معلومات سودوبلاتوف هذه هى مطابقة مع المعلومات الموثوقة حول زيارة قام بها الشيخ عبدالسلام البارزانى، شيخ البارزان الى روسيا قبل الحرب العالمية الاولى لاجراء محادثات مع مسؤولى روسيا القيصرية.

و سودوبلاتوف عندما يتحدث عن البارزانى، يتحدث عن رجل اقطاعى تنوى الاجهزة المخابراتية السوفيتية استعماله لزعزعة المصالح الغربية فى الشرق الاوسط.


مذكرات سودوبلاتوف بقت لحد الآن المصدر الوحيد حول طبيعة علاقات البارزانى مع سلطات الاتحاد السوفيتى فى فترات ما بين 1946 و 1958 . لا الوثائق المنشورة فى ارشيف ميتروخين، ولا الوثائق الموجودة فى ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق التى رفع عنها الحضر مؤخرا من قبل الحكومة الروسية تتحدث عن طبيعة علاقات البارزانى فى هذه الفترة.

مذكرات سودوبلاتوف ليست الا مقدمة مفيدة لطبيعة العلاقات المخابراتية للبارزانى فى الاتحاد السوفيتى، و لكن الاسرار الكبرى تكشفها الوثائق المنشورة من ارشيف الميتروخين و ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى السابق.
من ارشيف ميترخين تعرفنا على الاسم السرى لمصطفى البارزانى الذى كان يعرف به فى وثائق الكى جي بى، اى "رئيس" كما ذكرنا قبلا. و من خلال ارشيف اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى نتعرف على اكبر سر من اسرار الحركة الكردية لحد الآن، و هو بان ثورة ايلول الكردية فى كردستان العراق لم تكن فى الحقيقة ثورة بل احدى العمليات السرية للكى جي بى حول العالم لضرب المصالح الغربية. فما كان يعرف لحد الآن بثورة ايلول العظيمة التى اشعلها البارزانى فى الحادى عشر من ايلول 1961 لم تكن الا نتيجة اقتراح قدم به الكساندر شيليبين، رئيس جهاز الكى جى بى آنذاك الى نيكيتا خروشوف، منتصف عام 1961.

ألحلقة القادمة و الاخيرة: دع الوثائق تتكلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -